الملف النووي الإيراني يمضي إلى التصعيد!
صعد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من انتقاداتهم للبرنامج النووي الإيراني ودعوا طهران لإبداء أقصى قدر من الشفافية فيما يتعلق ببرنامجها المذكور.
صعد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من انتقاداتهم للبرنامج النووي الإيراني ودعوا طهران لإبداء أقصى قدر من الشفافية فيما يتعلق ببرنامجها المذكور.
طالبت مستشارة شؤون الأمن القومي الأميركي كوندوليزا رايس الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتخاذ موقف حازم إزاء الملف النووي الإيراني في اجتماعها في أيلول القادم.
عشية توجهه إلى عمان أعلن الرئيس التركي عبد الله غلّ لصحيفة «الرأي» الأردنية أن أنقرة على استعداد لاستئناف الوساطة بين إسرائيل وسورية إذا طلب الطرفان الاستمرار في ذلك، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده «لا تستطيع التوسط دون رغبة الطرفين»، فيما تطرق إلى الملف النووي الإيراني مشدداً على أن أنقرة لا تريد جارة نووية.
هل تسعى كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية إلى إقامة علاقات إستراتيجية مع دول الجوار لإيران, وذلك بانتظار شن هجوم محتمل على طهران? لقد جاءت الإجابة الأكيدة على هذا التساؤل في الخامس عشر من شهر أيار الماضي, عبر الصحيفة الإسرائيلية يديعوت احرونوت, على ضوء التصريحات التي أدلى بها وزير البنيات التحتية الوطني بنيامين اليعازر, في المعهد الإسرائيلي للطاقة والنفط, اثر عودته من زيارة قام بها إلى باكو. حيث كان مما قال: «أذربيجان دولة مسلمة ذات أكثرية شيعية, وهي متاخمة لإيران. ونحن مهتمون بتقوية العلاقات معها. وقد حققنا مجموعة من النجاحات الهامة فيما يخص قضايا الطاقة, ومواضع اخرى كذلك». وكان يوحي من خلال ذلك إلى مناقشة بعض المسائل الآنية الساخنة مع الرئيس الهام اليي , وقريبه, الذي يشغل في الوقت نفسه منصب مدير المؤسسة النفطية الأذرية, والمقصود هنا ناتج اليي.
باعتبار أنّ الولايات المتحدة قد شنت ثلاث مراتٍ حرباً بانتهاكٍ كاملٍ لميثاق الأمم المتحدة، وأنّها ارتكبت ثلاث مرات «جريمةً دوليةً كبرى» ضد يوغوسلافيا وأفغانستان والعراق - فكان بوسعنا توقع أن توقظ التحضيرات لاعتداءٍ رابع، بعد بضع سنواتٍ فقط، لكن هذه المرة ضد إيران، في الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو داخل أكبر المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدولية – وكذلك في صفوف صحافتنا الحرة، التي يفترض أنها أخلاقية ومستقلة - جوقة احتجاجاتٍ وأفعالاً وقائية، مثل رفع دعوى في مجلس الأمن بموجب الفصل السابع المتعلق بـ«التهديدات ضد السلم»، وكذلك تعبئة بالإجماع لصالح عقوباتٍ دبلوماسية واقتصادية على الولايات المتحدة. لكن لم يحصل شيء من ذلك! ففي الحقيقة، توصلت إدارة بوش إلى تعبئة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة – وأولى مهامها «الحفاظ على السلام والأمن الدولي» - وكذلك الصحافة الحرة، لتسهيل هذا الاعتداء الرابع.
مع تحويل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما يسمى ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي لوحت طهران بمواجهة مع الغرب تمتد إلى العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان، مؤكدة بلسان عدد من قادتها أنها لن تتراجع عن برنامجها النووي حتى وإن أدى ذلك إلى عقوبات أو ضربات أمريكية..
قد لايكون المرء مع انتشار الأسلحة النووية، فهي ليست خطرة على الإنسان فحسب، وإنما أيضاً على الحياة على الكرة الأرضية، حكاية هيروشيما وناغازاكي، من شأنها أن تدفع شعوب العالم، لو وجدت التنظيمات السياسية التقدمية الفاعلة أن تشن حرباً لاهوادة فيها ضد السلاح النووي وضد أسلحة الدمار الشامل الأخرى، لأنها بذلك تدافع عن وجود الإنسان وعن مستقبله على الكوكب.
وسط تواصل لعبة شد الحبل النووي بين طهران وواشنطن وحلفائها ارتفعت أسعار النفط العالمية بما فيها داخل الولايات المتحدة إثر تلميح إيران باستخدام سلاح النفط في حال تعرضها لعدوان أمريكي، وذلك على الرغم من مسحات التودد الترغيبي الغربي تجاه إيران من خلال ما سمي بمجموعة الحوافز التشجيعية الغربية البديلة التي قدمها الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا خلال زيارته الخاطفة مؤخراً إلى طهران التي جددت في المقابل تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم.
انقضى شهر آب دون أن يلحظ المرء الكثير من القرقعة البوشية والتهويش والوعيد، واكتفى بوش ببالون اختبار حين نوه إلى عدم إبعاد احتمال الحرب ضد إيران تحت ذريعة برنامجها النووي.
هذا هو السعر الذي توقع وزير الطاقة الأمريكي صامويل بودمان أن يصله برميل النفط إذا ضُربت إيران وتعذر الحسم خلال أسبوع على حد تعبيره.