الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة وسط اعتداءات «إسرائيلية» متواصلة
اندلعت مواجــهــات قرب مدخل مخيم العروب شمال الخليل بعد قمع الاحتلال لمسيرةٍ طلابيةٍ خرجت إحياءً لذكرى النكبة.
اندلعت مواجــهــات قرب مدخل مخيم العروب شمال الخليل بعد قمع الاحتلال لمسيرةٍ طلابيةٍ خرجت إحياءً لذكرى النكبة.
أيدت محكمة ألمانية في العاصمة برلين، أمس الجمعة، حظر جميع مظاهرات ذكرى يوم النكبة الفلسطيني، التي كان مقررا تنظيمها في العاصمة برلين نهاية هذا الأسبوع.
ربما تعتبر نكتة«عشرون كف على غفلة» واحدة من أكثر النكت شهرة، إلاّ أنني بدأت أشعر أنها ليست نكتة أبداً بل هي حقيقة، فنحن نصفع مرة تلو الأخرى ونصدق كل الكذبات التي تصدر لنا، فكانت النكبة 48 ، والنكسة 67 ، بتغير حرف واحد، ومن ثم 82، بعدها 90، وبالرغم من كل ذلك كنا نصدق، ولا زلنا نصدق.
في الخامس عشر من أيار / مايو ، يحيي الشعب الفلسطيني يوم نكبته، بمزيد من الإصرار على التشبث بوطنه المحتل منذ عام 1948 عبر العديد من الأشكال التعبيرية الجماعية، بهدف استحضار تجربة الماضي وعِبَره، من أجل التعامل مع الحاضر والمستقبل، برؤية نقدية، تسعى لتفكيك مفردات الخطاب السياسي الذي ساد لفترة طويلة _ البعض مازال يستند إليه _ القائمة على تفسير حدوث نكبة الشعب الفلسطيني والأمة العربية عام 48، بمنطق "المؤامرة" البريطانية / اليهودية فقط! وباستبعاد مقصود لدور بعض الحكومات العربية بالمشاركة بها. خاصة وأن معظمها في تلك الفترة كان يخضع في حركته السياسية / الدبلوماسية لتوجيهات الدولة المستَعمِرة أو المنتدبة. إضافة إلى البنى العشائرية / الإقطاعية التي تَسِمُ طبيعة العلاقات الإجتماعية / الإقتصادية، التي أفرزت تشكيلات تنظيمية، لم تستطع هزيمة الغزاة الجدد، لكونها إنعكاس لتلك العلاقات والبنى المتخلفة، قياساً بالأشكال والأدوات التتنظيمية المتقدمة، التي اعتمد عليها المستعمرون اليهود، بسبب نشأتها وتطورها في المجتمعات الغربية الحديثة.
اعتدنا على الأسلوب الإسرائيلي الذي يقنص اللحظة ليطرح توجهات جديدة أكثر عدوانية، وفي كل الحالات يحافظ قادة إسرائيل على استمرارية جهدهم لتفتيت القوى الفلسطينية وتقوية نزعات العجز وتكريس السير وفق أوراق الحقيبة الإسرائيلية.
زهير وخليل ومهند وأبو عواد رفاق مرحلة الذاكرة التي كانت مليئة بالحلم والصراع والفكرة الممنوعة، الكتاب الخصيب، اللغة المراهنة على العودة.
من فلسطين، كل فلسطين قدم آباؤهم، من صفد، صفورية، الضفة، وتعارفنا في الطريق إلى الجامعة، في المسرح، الأمسيات الحافلة بلذة أن تصغي امرأة طويلة العنق لصوت يهدهد روحها.
تعارفنا في الطريق إلى الزحمة الجميلة، المطر كان يعطينا لذة العربدة المثمرة، كان أبو عواد صوت الفارين من عين الحلوة إلى دمشق، ببطن مفتوح وحزن لا ينته، وطاقة على الحب تصنع في أرض حوران بيارة تبغ قاتلة.
عندما التقاه في القاهرة عام 1919 أظهر حاييم وايزمان عتبه الشديد على ونستون تشرشل وزير المستعمرات آنذاك قائلاً: «لماذا لم يشمل وعد بلفور أراضي شرق الأردن؟» فكانت هذه الإجابة الصريحة والكاشفة لما تضمره دوائر القرار الاستعماري في بريطانيا: «إن شرق الأردن هو الخزان الذي سيستوعب السيل البشري الفلسطيني من غرب نهر الأردن»! أي اللاجئين الفلسطينيين.
خاص قاسيون- ستون عاماً مرت على اغتصاب فلسطين (15 مايو 1948 - 15 مايو 2008) خلالها جرت مياه كثيرة تحت الجسر. حاربنا مرات وحققنا انتصارات سياسية ومنجزات اقتصادية واجتماعية هائلة، وانهزمنا عسكرياً عام 67 لكننا لم ننكسر سياسياً. وأنجزنا مع الشقيقة سورية عام 1973 نصراً عسكرياً مبهراً، كانت لضباطنا وجنودنا مآثر ملأتنا بالزهو، لكن الانتصار العسكري العظيم تم اغتياله بالسياسة. توالت الأحداث بدايةً من تدمير مشروع التحرر الوطني المصري والتنمية الشاملة، ثم الصلح المنفرد مع العدو. لكن السلام والرخاء الموعودين لم يتحققا. ما تحقق هو الهيمنة الإمبريالية على المنطقة وخروج مصر من معادلة الصراع وتلاشي دورها الإقليمي والدولي، وإفقار الشعب وتجويعه ونهب ثروات البلاد لصالح رأس المال الصهيو- إمبريالي وحفنة من أتباعه غاصبي الثروة والسلطة في بلادنا وجماعات المرتزقة المتحلقة حولهم، وازدادت وتيرة التطبيع الحكومي مع العدو رغم الرفض الشعبي، واندفعت غالبية النظم العربية للتطبيع وإقامة العلاقات معه بشكل سافر أو خفي.
خاص قاسيون- للخامس عشر من شهر أيار لهذا العام، نكهة متجددة بطعم العلقم!. فذكرى قيام كيان العدو- كـ«دولة» شرعنها المجتمع الدولي، بقرار ظالم بحق أبناء الأرض الأصليين- هذه السنة، ستضيف لوجه القوى الاستعمارية قباحة جديدة. إذ يهرول لهذا الكيان الاحتلالي، قادة الرأسمالية المتوحشة، ليعلقوا على صدور قتلة الشعب الفلسطيني، أوسمة الفخر بإنجازاتهم «الحضارية» المتطابقة مع سجلهم الاستعماري الاجرامي، كغزاة لعدة شعوب في القارة الأمريكية، والإفريقية، والآسيوية.
بمناسبة الذكرى الستين لذكرى النكبة حيا الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق أحمد سعدات صمود الجماهير الفلسطينية، مشدداً على حق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين، داعياً إلى منح هذا الحق موقعه المركزي في نضال الشعب الفلسطيني باعتباره الجسر بين الحقوق الوطنية والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، مطالباً بمواصلة النضال حتى إقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية وعاصمتها القدس.