إحراق الأوراق الثقافية عشرون كف على غفلة
ربما تعتبر نكتة«عشرون كف على غفلة» واحدة من أكثر النكت شهرة، إلاّ أنني بدأت أشعر أنها ليست نكتة أبداً بل هي حقيقة، فنحن نصفع مرة تلو الأخرى ونصدق كل الكذبات التي تصدر لنا، فكانت النكبة 48 ، والنكسة 67 ، بتغير حرف واحد، ومن ثم 82، بعدها 90، وبالرغم من كل ذلك كنا نصدق، ولا زلنا نصدق.
مع بداية الحرب أي حرب، -تقام علينا بالطبع - نسمع أنباءً عن انتصارات وانتصارات، نشاهد ونسمع اصواتاً، ننفعل ونحلل ندعو، ونصلي، نتخذ مواقف، ونهلل، نحزن، ونفرح، نبكي ونزغرد، وسرعان ما تبدأ الكذبة تتكشف.
بعد انتهاء المرحلة الأولى من الحرب الأمريكية على المنطقة سمعت هذه الجملة من كثير من الأشخاص الذين راهنوا على صمود العراق، وأعلن الكثيرون أن الحرب انتهت، أو أن «المسرحية انتهت».
على ماذا كان رهاننا في كل دقيقة وكل ثانية من الهجوم الأمريكي على العراق، هل كان على الحكم (النظام) العراقي، أم على الشعب العراقي، إن كان رهاننا على الحكم أو الرئيس العراقي، فصباح الخير لقد سقط منذ اللحظة التي دخل فيها الأمريكيون إلى العراق، لا بل قبل ذلك بكثير، لكن إن كان رهاننا على الشعب العراقي فإن المعركة لا زالت في بداياتها.
لم يكن رهاننا على الحكومات العربية في يوم من الأيام برهان رابح، بل الرهان الحقيقي على ما يمكن أن تفعله الشعوب فيما بعد، التي تقف بعيداً عن خشبة مسرح الأحداث المزعومة.
ومن سيزيد من رهاناته على الحكومات العربية فلن يحصل على شيء بل سيستمر بتلقي الصفعات على غفلة مرة تلو مرة. أيضاً.
وسنبقى محتفظين بذلك التعبير الرائع والقدر نفسه من المفاجأة لدى تعرضنا لكل صفعة على غفلة.
■ عمرو سواح
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
■ أُغلق تحرير هذا العدد مساء يوم الثلاثاء في
15/ 4/ 2003
■ «قاسيون» معكم دوماً من أجل: «الدفاع عن الوطن، والدفاع عن لقمة الشعب»! ومن أجل «الحفاظ على وجه الحزب المستقل»!