السوريون في لبنان بين معاناة المعيشة وآمال منتظرة!
تستمر معاناة العمال والمواطنين السوريين في لبنان، طالما أن الأزمة السورية مستمرة وظروف النزوح إلى لبنان لا يتوخى أحد إيجاد حلول لها ولتبعاتها على المواطنين هناك.
تستمر معاناة العمال والمواطنين السوريين في لبنان، طالما أن الأزمة السورية مستمرة وظروف النزوح إلى لبنان لا يتوخى أحد إيجاد حلول لها ولتبعاتها على المواطنين هناك.
«مازلنا في منتصف الطريق منذ أكثر من شهرين، نحن غير قادرين على العودة أو الهروب إلى الدول الأوروبية، التي كانت مقصدنا منذ البداية.. السلطات اليونانية تنظر إلينا ككنز لا يمكن التفريط به»
هكذا وصف مهند (ع) حاله وهو في العشرين من عمره، بعد رحلة الهجرة التي بدأها من أكثر من شهرين ونصف، عندما خرج بطريقة غير شرعية إلى تركيا..!
ما تعرض له الشعب السوري، نكبةٌ كبيرة شملت كل جوانب وجوده وحياته، وصلت إلى حدود الكارثة الإنسانية، خاصةً بعد أن خفّضت منظمة الإغاثة العالمية سابقاً ما نسبته 40% من مهماتها نتيجة نقص التمويل الدولي، ومؤخراً، رفعت الإغاثة عن مليون و700 ألف لاجئ سوري، في الوقت الذي تصرف مليارات الدولارات على السلاح ومناطق الاشتباك والتوتر.
وجوه حزينة وجباه سمراء لوحتها شمس الجولان، وأيدي خشنة لا تعكس طيب قلوبهم وطهرها. محافظة القنيطرة التي اضطر الكثير من أبنائها إلى النزوح بعد أن توتر الوضع الميداني هناك.
يعيش السوريون في لبنان مؤخراً حالة من «الخوف والرعب» و«الترقب» في انتظار ما ستؤول إليه أوضاعهم بعد حالة «الاحتقان» وما خلفته من «ممارسات عنيفة» من بعض اللبنانيين ضدهم، وخاصة بعد نبأ قيام الجماعات المسلحة الإرهابية بإعدام جندي لبناني ثانٍ في عرسال.
«أثبتت المساعدات التي تقدمها المعونة الأوروبية للاجئي فلسطين المتضررين جراء الحرب في سورية بأنها لا تقدر بثمن. وتقدم المعونة الأوروبية للأونروا الأموال اللازمة من أجل إدارة وتشغيل الخدمات العامة المنقذة للأرواح لما مجموعه 540.000 لاجئ من فلسطين مسجلون لدى الوكالة في سورية». عن صفحة «الأونوروا» الالكترونية.
تشكل المصالحات والتسويات والهدنات التي جرت وتجري في بعض المناطق، خطوة مهمة في التخفيف من نزيف الدّم ومن الدمار، وهذا ما يتطلب تطويرها وتوسيعها لتكون مصالحات حقيقية وشاملة.. رغم أنها تنجح هنا وتُخفق هناك، ويعرقلها أو يفشلها أو يفرغها من محتواها ويستغلها، هذا أو ذاك، سواء من بعض المجموعات المسلحة، أو من بعض الجهات الرسمية المنوطة بها..
حسب العديد من التقارير، فقد تسببت الأزمة السورية بترك حوالي 3 ملايين سوري بلادهم، منهم تسعمائة وسبعة وخمسون ألف لاجئ في لبنان، فيما يقدر عدد اللاجئين في الأردن إلى نحو خمسمائة وأربعة وثمانين ألفاً، وفي تركيا ستمائة وأربعة وثلاثين ألفاً، فيما يتواجد مئتان وستة وعشرون ألف لاجئ في العراق، ومئة وأربعة وثلاثون ألف لاجئ في مصر، فيما أفادت التقارير عن نزوح ستة ملايين ونصف المليون مواطن داخل سورية.
بعد أن طلبت منهم ترك منازلهم حرصاً على حياتهم وأمنهم، غفلت الجهات الحكومية أمر تلك الأسر التي اتخذت المدارس والملاجئ المتفرقة مسكناً لها، دون توفير الرعاية اللازمة لهم من ضروريات الحياة، وملقية العبء على كاهل المنظمات الإنسانية والمجتمع المحلي والمتطوعين لتحمل مهامهم الشاقة والمكلفة، ممهدة الطريق لتفاقم أزمات تعيشها تلك المناطق وغيرها من قبل.
يقفون في صف واحد ينتظرون أن تفتح لهم الأبواب، تستطيع تمييز الجدد منهم من خلال علامات الخجل التي تعتلي وجوههم الشاحبة المتعبة ومن الدمعة التي توقفت على حدود أعينهم, هم السوريون الذين لم يأكلوا يوماً إلا من تعبهم