مساعدات «الأونوروا».. من الرابح الأخير؟!!
«أثبتت المساعدات التي تقدمها المعونة الأوروبية للاجئي فلسطين المتضررين جراء الحرب في سورية بأنها لا تقدر بثمن. وتقدم المعونة الأوروبية للأونروا الأموال اللازمة من أجل إدارة وتشغيل الخدمات العامة المنقذة للأرواح لما مجموعه 540.000 لاجئ من فلسطين مسجلون لدى الوكالة في سورية». عن صفحة «الأونوروا» الالكترونية.
هكذا تتحدث «الأونوروا»، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، في صفحتها الالكترونية عما تقدمه من مساعدات ممنوحة من الدول الأوروبية التي ينالها الشعب الفلسطيني كون أرضه اغتصبت عام 1948 وتم تهجيره قسرياً منها، ورفعت الدول الأوروبية حجم هذه المساعدات خلال الأزمة السورية تعبيراً عن التزامها بمساعدة الشعب الفلسطيني. فهل هذا صحيح؟!.
بعيداً عن السياسة قدر الإمكان سنناقش الأمور من جانبها الاقتصادي وتحديداً حول هذه الأعطيات التي تتبجح الدول المناحة بها.
(167) مليون دولار حجم المساعدات حتى اللحظة
لقد منحت «الأونوروا» الشعب الفلسطيني مساعدات خلال سنوات الأزمة منذ 2012 و2013 وحتى هذه اللحظة من عام 2014 مبلغ (167) مليون دولار، وذلك على شكل مساعدات نقدية لكل أسرة فلسطينية في سورية بلغت (1333) دولار على شكل مساعدات نقدية (تم احتساب الدولار على أساس 1 دولار=150 ل.س)، كما منحت كل أسرة مساعدات عينية بقيمة (335) دولار أي يصل المجموع الكلي حوالي (1666) دولار تقريباً خلال تلك الفترة. وعلى اعتبار أن عدد الأسر الفلسطينية يبلغ 100 ألف أسرة تقريباً، حيث تقدر أعداد اللاجئين الفلسطينيين في سورية بـ500 ألف لاجئ وكون وسطي أفراد الأسرة في سورية حوالي (5) أشخاص، أي أن حجم المساعدات هو:
1666 دولار * 100 أسرة = 167 مليون دولار خلال سنتين.
علماً أن «الأونوروا» تنفق سنوياً حوالي 40 مليون دولار على خدمات الصحة والتعليم قبل الأزمة.
(246) ميلون دولار مقابل ذلك؟
من المعروف أن العديد من الفلسطينيين السوريين اختاروا طريق الهجرة إلى أوروبا بعد اشتداد الأزمة السورية وتحديداً أزمة مخيم «اليرموك»، وبالنظر إلى تكاليف الهجرة لمختلف الطرق المسلوكة إلى أوروبا نجدها متدرجة وفق الأسعار التالية بالدولار:
3500 - 4000 - 5000 - 6700 - 7000 - 8000 - 9000 – 10000. وفيما لو أخذنا الرقم الوسيط في هذه السلسلة بالإمكان الاعتماد الرقم: (6650) دولار تكلفة وصول كل شخص مهاجر إلى أوروبا.
أما عدد «الفلسطينيين- السوريين» الذين هاجروا إلى أوروبا فهو على الشكل التالي وفق إحصائية المفوضية السامية للاجئين:
- أعداد الفلسطينيين السوريين في دول الاتحاد الأوربي (28 دولة):
العام عدد المهاجرين
2012 3423 شخص
2013 9569 شخص
2014 23935 شخص
مجموع إجمالي أعداد الأشخاص ضمن الاتحاد الأوربي: 36927 شخصاً.
-إجمالي ما قد دفعه اللاجئين الفلسطينيين السوريين للوصول إلى أحد دول الاتحاد الأوربي:
36927 شخص * 6650 دولار = 246 مليون دولار.
بمقارنة الرقم الذي كسبه المهربون الأوروبيون في نهاية المطاف البالغ (246) مليون دولار خلال الأزمة مع الرقم الذي أنفقته الحكومات الأوروبية على اللاجئين الفلسطينيين في سورية خلال الأزمة وهو (167) مليون دولار، نجد أن الدول الأوروبية ربحت حوالي (79) مليون دولار من عمليات الهجرة حتى اللحظة، وإن لم تعد هذه الأموال مباشرة إلى الحكومات إلا أنها تشكل دخولاً للاقتصادات الأوروبية.
كما أن تلك الحكومات الأوروبية كسبت يداً عاملة مؤهلة رخيصة الثمن بتكاليف قليلة، فمعظم المهاجرين هم عمال محترفون أو خريجون جامعيون درسوا وعملوا داخل الجمهورية العربية السورية، ما يعني أن إنفاق الحكومات الأوروبية على اللاجئ الفلسطيني في برامج الدمج الاجتماعي لا توازي المكتسبات التي ربحتها تلك الحكومات ناهيك عن الأرباح المالية المحسوبة أعلاه.