«سورية دراما» والتقوقع في البث التجريبي
يصعب التفريق منهجياً بين بث تجريبي لقناة مختصة في مجال الدراما، وبين بث فضائية «سورية دراما»، على اعتبار أن المواد المقدمة في هذه الفضائية ما تزال في إطار التجريب، مع العلم أنه قد مر عام على بداية بثها.
يصعب التفريق منهجياً بين بث تجريبي لقناة مختصة في مجال الدراما، وبين بث فضائية «سورية دراما»، على اعتبار أن المواد المقدمة في هذه الفضائية ما تزال في إطار التجريب، مع العلم أنه قد مر عام على بداية بثها.
رحلت عن عالمنا صباح يوم 27/6/2010 الفنانة الكبيرة نبيلة النابلسي بعد صراع مع المرض.
تميزت كثير من الأعمال الدرامية السورية المعاصرة، بتصويرها الدقيق للواقع، إذ نقلت لنا على الشاشة صوراً من حياتنا، صوراً من الفشل والخذلان، نعرفها جميعاً، وتعيش معنا وبيننا. وعلى التوازي قدمت لنا الدراما السورية صوراً من تاريخنا القريب والبعيد، صوراً لا تنطوي في أغلبها على تحليل جديٍّ لما كان، وليس فيها محاولات مثمرة للإجابة على سؤال: «لماذا انتهينا إلى ما نحن عليه اليوم؟»، وإنما جاء معظمها تغنياً بأمجاد الماضي، أو سرداً بصرياً لمرحلة من مراحله.
وصل «ما ملكت أيمانكم» إلى المراحل الأخيرة من تصويره. المسلسل الذي كتبته هالة دياب ويخرجه نجدة أنزور (وهو ثاني لقاء بينهما بعد مسلسل «الحور العين») يلح على واقع المرأة العربية التي تقف على حدي الحداثة والتقليد، ومن خلال هذه الصورة يرسم العمل صورة لمجتمع يعاني صراعات شديدة وحالات مليئة بالمفارقات الساخرة والمؤلمة في آن، من أجل تسليط الضوء على مكامن العطب الأساسية في هذا المجتمع الذي أضاع شخصيته الحقيقية فيما راح يبحث عن ذاته.
بعد ما يربو على الستين عاماً على نكبة فلسطين، وما شكلته هذه القضية بكل أبعادها وتجلياتها.. من احتلال، وشعب نصفه مقهور في أرضه، والآخر مشرد على امتداد العالم، وهو ما مكنها من احتلال مكانة استثنائية في الوجدان العربي والإنساني ككل. برزت إلى الوجود الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية التي واكبت وسجلت سنوات عمر هذه القضية وجوانبها الكثيرة وقطعت الصورة في هذا المجال أشواطاً كبيرة من حيث حمل الخطاب التحرري الفلسطيني، والتركيز على إنسانية الفلسطيني ومبررات مقاومته، وطورت في هذا المجال أعمالاً تكاد ترقى إلى مستوى الرسالة الحضارية التعريفية المحترمة المدلول والطرح، حتى من جانب الغرب الامبريالي، ومؤسسات الميديا المسيطر عليها صهيونياً. وهو ما جسدته حركة السينما الفلسطينية الحديثة، والأعمال الدرامية التي يتربع على قمتها «التغريبة الفلسطينية» لمخرجه حاتم علي، والذي يعد بحق قفزة مفصلية رسمت ملامح مرحلة جديدة في الأعمال الدرامية التي تحدثت عن هذه القضية، وما تلاه من أعمال مهمة كـ«الاجتياح» لشوقي الماجري. إلى أن طالعنا في الموسم الرمضاني الماضي؛ العمل الدرامي السوري الذي تعرضه حالياً الفضائية السورية «سفر الحجارة» للكاتب هاني السعدي والمخرج والمنتج يوسف رزق، وتمثيل ثلة من الفنانين الذين باتوا أحد معالم أعمال يوسف رزق الثابتة، بالإضافة لشكل تصميم شارة البداية، ووجود صفعة فيها، أو الكثير من الصراخ وعبارات الشتم، والمطرب الحصري «جان خليل» وتاري وناري.. والأهم نجوم العمل الدائمين عائلة رزق (ربيع الشاشة وأملها الواعد، و«فلتة زمانه»- الطفل المعجزة).
أدهشني بثقته على تجاوز شهر الصوم دون عناء، وقلت في نفسي هذا يعود ربما إلى إيمان كبير، وثقة بالنفس البشرية في تحديها للجوع والعطش،2 لكن ما زادني دهشة إيمانه الأكثر شدة بتجاوزه رغم تباشير الغلاء.
تابع الرجل الواثق سرد قدراته الخارقة، قال إن الله يبلي ويعين، وسوف يفرجها علينا، وقال بهمس المقرب: والله يا أخي لا تعرف كيف تفتح أبواب الرزق، هذا شهر (فضيل)، لهذا أسموه رمضان كريم.
مع تزايد القنوات الفضائية الموجهة إلى العالم العربي والناطقة باللغة العربية، ومع انتشار مسلسلات الدراما المدبلجة إلى العربية في المحطات الفضائية العربية، أطلقت المؤسسة الإيرانية للإذاعة والتلفزيون قناة «آي فيلم» في محاولة لتقديم صورة حقيقية عن إمكانات إيران الاجتماعية والثقافية، ولتعزيز الصداقة بين الشعب الإيراني والناطقين باللغة العربية في العالم، وذلك عبر ما تقدمه القناة من تقارير وبرامج باللغة العربية، ومسلسلات وأفلام إيرانية مدبلجة إلى العربية.
أثار تجسيد الفنان فراس إبراهيم لشخصية الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الكثير من الجدل، ولعلّ الحملات التي أقيمت على صفحات الـ«فيس بوك» لمنع إبراهيم من تجسيد هذه الشخصية خير معبّر عن رفض غالبية الأوساط والشرائح الاجتماعية لهذه التجربة، بينما كان رد إبراهيم على هذه الحملات «إن تلك المجموعات ليست بريئة وإنما مدسوسة من أشخاص معينين»، لافتاً إلى أن المسألة شخصية إلى أبعد الحدود، ثم أكّد أنه ماض في مشروعه دون اهتمام بكل الأصوات المناهضة، لا بل وتعامل معها بسخرية واستخفاف حيث قال: «في حال أراد أولئك الاعتصام أمام منزلي الخاص لإجباري على التنحي عن تجسيد دور درويش من الممكن أن أزودهم بعنواني».
تستجيب الدراما السورية في موسمها القادم «رمضان 2010» للنقد الذي توجه للإنتاج الدرامي في الموسم الماضي، بل وتخلق تنوعاً في الإنتاج أكثر من قبل، وتحاول الوقوف في وجه من يصف حركتها بالقهقرى، فالإنتاج الكثيف في هذا العام يصفّ في صف الداعين إلى حركية هذه السلعة، وقدرتها على النفاذ وإغرائها للفضائيات العربية بضرورة الاستهلاك، فالإنتاج الحالي قارب الثلاثين عملاً، وتنوع ما بين الاجتماعي وهو الموضوع الأكثر حضوراً لهذا العام، والتاريخي الذي تعزز ضعف ما كان عليه في السابق، ثم مسلسلات البيئة الشامية والكوميديا التي هي الأقل تواجداً في رمضان المقبل.
منذ سنوات والمواطن العربي ينتظر الوجبة الرمضانية من الدراما العربية، ولاسيما السورية والمصرية، بصبر فارغ، وكان الصراع محتدماً دائماً بين المسلسلات الرمضانية، وغالباً ما كانت النتيجة تحسم لمصلحة مسلسل (باب الحارة) السوري، رغم ما كان يعانيه هذا المسلسل من ضعف فني على مستويات مختلفة لسنا بصدد تصنيفها، إلا أن المؤشرات جميعها تدل على أن (باب الحارة) لن يكون له خبز في المرحلة القادمة، ومهما حاول القائمون عليه أو على غيره من المسلسلات الدرامية، سوف لن يستطيعوا مجاراة الدراما الحقيقية في المسلسل الواقعي الذي اجتاح العالم العربي: «الشعب يريد إسقاط النظام»، والذي كان من تأليف وإخراج وبطولة الشباب في تونس ومصر وغيرها من الدول العربية.