دراما رمضان القادم.. واقعية جداً!
منذ سنوات والمواطن العربي ينتظر الوجبة الرمضانية من الدراما العربية، ولاسيما السورية والمصرية، بصبر فارغ، وكان الصراع محتدماً دائماً بين المسلسلات الرمضانية، وغالباً ما كانت النتيجة تحسم لمصلحة مسلسل (باب الحارة) السوري، رغم ما كان يعانيه هذا المسلسل من ضعف فني على مستويات مختلفة لسنا بصدد تصنيفها، إلا أن المؤشرات جميعها تدل على أن (باب الحارة) لن يكون له خبز في المرحلة القادمة، ومهما حاول القائمون عليه أو على غيره من المسلسلات الدرامية، سوف لن يستطيعوا مجاراة الدراما الحقيقية في المسلسل الواقعي الذي اجتاح العالم العربي: «الشعب يريد إسقاط النظام»، والذي كان من تأليف وإخراج وبطولة الشباب في تونس ومصر وغيرها من الدول العربية.
إنها ثورة الكومبارس التي بدأت رغم ضعف الإمكانيات المادية والفنية، وما سيعطي «الشعب يريد إسقاط النظام» الاستحواذ على أكبر نسبة مشاهدة في العالم العربي، هو تلك الأحداث الواقعية التي يتميز بها، فهي موجودة عبر البث الحي والمباشر من الساحات العربية، وفي كل زقاق وشارع، وزنكة زنكة، وفي كل دار. إنها القصة الحقيقية لأناس حقيقيين، ولم يحتاجوا إلى غرفة الملابس والديكور والمكياج، إنهم شباب امتلكوا كل خبرتهم من الشارع وأدبياته، فهم يعرفون متى يخرجون، ومتى يتفرقون، وكيف يجعلون من مطالبهم المحقة والمشروعة مطايا نحو المستحيل، بدليل التغيير الذي حصل على وقع هتافاتهم، والإصلاحات التي بدأت بفضل استمرارهم ومثابرتهم، إنهم حقاً أبطال حقيقيون لدراما حقيقية، لا يشبهون أبطال تلك الوجبات الرمضانية طوال السنوات الماضية، الذين كانوا يقولون شيئاً، ويفعلون شيئاً آخر تماماً، تحت ذريعة «الجمهور عايز كده»، لكن ما اتضح من خلال الشارع العربي، أنهم «هم كانوا عايزين كده»، ومِن خلف الكواليس مَن يموِّلهم لتحقيق «كده أو كده»!.