الفصائل تقاوم الضجر
استعار أحد الأصدقاء شعار قناة ميلودي الشهير، وكتب من القاهرة «الفصائل الفلسطينية تتحدى الملل». أمكنني على الفور تخيل «المشهد الفندقي» الذي أوحى للصديق بهذه الاستعارة، فقد عاينته في فترة سابقة، حيث ينتشر أعضاء مكاتب سياسية، وقياديون كبار، وكوادر في مجموعات تتبادل السأم والشكوى، حتى لتتساءل أحيانا عن سبب وجودها هنا، بينما يدور «الطبخ» في مكان آخر، أو في غرف مغلقة بين بعض من ممثلي ما بات يعرف بالفصيلين الكبيرين، أي فتح وحماس. ثم يدعى البعض إلى ما يسمى جلسات عامة، لأخذ موافقة الأخرى: مباركة ما جرى الاتفاق أو التوافق عليه بين ممثلي فتح وحماس. وأحيانا يعلم الجالسون في البهو بما جرى من خلال وسائل الإعلام. ويحدث أن تجد قياديا فلسطينيا، لا يقل لقبه عن ست أو سبع كلمات مختليا بصحافي أو صحافية من أصحاب الحظوة، محاولا أن يعرف منه حقيقة ما يجري. فالفصيلان لا يجدان أي ضرورة، أو أهمية لإشراك الحلفاء في التداول، ناهيك عن أن يكونوا جزءا من اتخاذ القرار، بشأن أي ملف مهما بلغ حجمه.