استمرار المجازر الإسرائيلية والحماية الأمريكية الدماء الفلسطينية لن تذهب هدرا

شيع عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، يوم 23 تموز، ضحايا المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، وفاخر بها المجرم شارون، والتي أسفرت عن سقوط 15 شهيداً و150 جريحاً، وسط أجواء من الحزن والغضب الشديدين على المعتدين الإسرائيليين، كما عبرت عن هول الكارثة التي حلت بحي الدرج في المدينة، بعدما حولته قنبلة تزن طناً، ألقتها طائرة من طراز إف 16 إلى كومة من الركام المختلط بأشلاء القتلى ودمائهم.

وكان من بين الشهداء الشيخ صلاح شحادة أحد قادة كتائب عز الدين القسام وزوجته وثلاثة من أولاده.

شارون يتبجح
وقد اعتبر شارون بتبجح أن المذبحة التي ارتكبتها قواته في غزة، «بأنها إحدى أنجح العمليات التي نفذها الجيش الإسرائيلي»، وأضاف: «لقد ضربنا أعلى مسؤول عملاً في حركة حماس»، وقال: «أؤكد أنه لن نصل إلى السلام عن طريق تنازلات أمام الإرهاب ـ حسب قوله ـ ينبغي مكافحته والقضاء عليه»!!

أصبحت المعركة مفتوحة
أما الشيخ إسماعيل هنية، أحد قادة حماس، فقد أكد أن هذا العدوان كان «مجزرة بشعة» وأن هذا هو الإرهاب الصهيوني الأمريكي الذي يقتل رجالنا ونساءنا وأطفالنا، وهدد بأن حركة حماس  ستنتقم لدماء كل الضحايا وأن الشعب الفلسطيني أصبح في معركة مفتوحة مع هذا العدو.

الفصائل تتوعد
وقد توعدت الفصائل الفلسطينية بالرد على المجزرة الإسرائيلية، فإلى جانب تهديدات حماس، أعلنت فتح أن الشعب الفلسطيني لن يسكت، ولسوف يكون الرد قاسياً ومؤلماً، وإن الدماء الفلسطينية لن تذهب هدراً.
بينما أكدت الجبهة الشعبية أن هذه الجرائم لن تمر دون عقاب، وأضافت: سنلاحق العدو وجنوده ومستوطنيه وقادته وسنضرب بيد من حديد حتى يتم طرد آخر جندي إسرائيلي عن أرضنا وبلادنا، كما أصدرت الفصائل الأخرى بيانات مماثلة.

نسمع جعجعة ولانرى طحناً
وقد شهدت أروقة مجلس الأمن نقاشاً واسعاً، تعرضت في خلاله إسرائيل لأعنف انتقادات للجريمة الوحشية التي ارتكبتها قواتها بغزة، لكن هذا الانتقاد لم يتحول إلى قرار يندد بأعمال إسرائيل العدوانية وإلى فرض العقوبة عليها، وكان ذلك أشبه بما جاء في المثل: نسمع جعجعة ولانرى طحناً
أما المندوبون العرب فقد فشلوا أيضاً بالاتفاق على صيغة قرار مقترح لإدانة إسرائيل، حيث انتقدت سورية مشروع القرار الذي تقدمت به السعودية واعتبرته ليس قوياً بما يكفي.
وأما الولايات المتحدة، فتحاول كعادتها الحيلولة دون اتخاذ أي  قرار يدين العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وقد اشترطت في أي قرار للمجلس أن يتضمن  إدانة ما يسمى بـ «الإرهاب الفلسطيني»، وإدانة صريحة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، ولكتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح.
وقد هدد المندوب الأمريكي باستخدام حق الفيتو ضد مشروع القرار الذي قدمته سورية إلى مجلس الأمن والذي يطالب بالوقف الكامل لأعمال الإرهاب والتدمير التي ترتكبها القوات الإسرائيلية، بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

النضال لن يتوقف
وعلى الرغم من هذه المجزرة البشعة، فإن الشعب الفلسطيني لن تضعف عزيمته، ولن يتوقف نضاله. فالمظاهرات اليومية المنددة بالاحتلال مستمرة، والأعمال الفدائية ضد جنوده وضد المستوطنات قائمة حيث يتكبد العدو خسائر يومية.
إن شارون فتح الباب أمام منطق إسرائيلي جديد يقول بأنه لاشيء يحسم المعركة إلا توازن الدماء، فكما تحافظ إسرائيل، برعاية أمريكية على تفوقها النوعي في التوازن العسكري، فإنها تسعى الآن تحت الرعاية الأمريكية وتشجيعها، للمحافظة على تفوقها في التوازن الدموي!! معلنة أن على العرب انتظار المزيد من هذه المجازر!!
إن هذا النهج الإسرائيلي الشاروني القديم الجديد لن يمر دون عقاب. فالشعب الفلسطيني الذي وجه ضربات مؤلمة في العمق الإسرائيلي لقادر على متابعة النضال، مهما كانت الخسائر والضحايا، وسيجد شارون نفسه أنه قد دخل في نفق لا يخرج منه إلا بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في إقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس وسيجد هذا الشعب الدعم من الشعوب العربية ـ لا حكامها ـ  ومن قواها الوطنية والتقدمية، ومن جميع قوى الحرية والديمقراطية في العالم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
179