«المثقف الموسوعي»..ممكن اليوم!
هل يمكننا الحديث اليوم عن أشخاص موسوعيين يطورون قضايا الفكر والعلم والثقافة؟ في ظل الانهيار الشامل للفردانية الليبرالية الرأسمالية وصعود العمل الجماعي محل العمل الفردي؟
هل يمكننا الحديث اليوم عن أشخاص موسوعيين يطورون قضايا الفكر والعلم والثقافة؟ في ظل الانهيار الشامل للفردانية الليبرالية الرأسمالية وصعود العمل الجماعي محل العمل الفردي؟
وقفت كبرى وسائل الإعلام العالمية مرتبكة أمام ذكرى ميلاد كارل ماركس في أيار 2018، ولم تخف الحكومات رعبها أيضاً، وكذلك مالكو ومشغلو وسائل الإعلام.
يروى أنه في أثينا في القرن الرابع قبل الميلاد، كان هناك فيلسوفٌ يعيش في برميل، قضى فيه نصف حياته (مات في العقد التاسع من عمره)، لم يكن يملك سوى عصاه ومعطفٍ أسود، وكيسٍ لخبزه. كان هذا الفيلسوف المعروف بـ “ديوجين” (ولد في مدينة “سينوب” التركية في العام 413 قبل الميلاد).
دقّات على باب شقتي أشبه بتلاعب ماهر لعازف على الدربكّة. إنه موعد لقائي مع صديقي الباحث الولهان عن شريكة العمر. فور دخوله كاد يرقص فرحاً وهو يضمّني صائحاً:
أول ما يتبادر للذهن عند ورود عبارة «البطل الإيجابي»؛ هو مذهب الواقعية الاشتراكية، الذي تكرس في الثقافة الإنسانية التي اعتمدت الفلسفة الماركسية في تفسيرها للتاريخ ورؤيتها للمستقبل، وفق منطق التطور التاريخي للشعوب، وحتمية انتصارها لذاتها، سواء كان ذلك في الأدب، وخاصةً في الرواية، أو بغيرها من مجالات العمل والإبداع الإنساني، العلمي والنظري.
إن ما يميز قصة حي بن يقظان التي كتبها الأديب والطبيب والفيلسوف الأندلسي أبو بكر محمد بن طفيل، هو الفرادة في اعتماد الفكرة، الابتكار في البناء الفني، البراعة في المعالجة، والفعالية في الإيحاء. لقد عرض ابن طفيل في هذه القصة سيرة المعرفة الإنسانية، عبر سيرة ربيب ظبية دُعِي حي بن يقظان، وكيف تمكن بفطرته الفائقة من الارتقاء بالمعرفة من الحواس والتجربة إلى المعرفة العقلية القائمة على نتائج ومعطيات ما جربه وخبره في عالم الكون والفساد حتى خلص إلى الحكمة الشرقية.
اعتقد رياض اخضير أنه وجد ضالته، وأنهى حيرته، عندما كتب في العدد (288) من صحيفة قاسيون مقالاً فصل فيه بين «الجانب الفلسفي من الماركسية» وبين الجوانب الأخرى.
فقد توهم الكاتب أن التناقض بين الماركسية والفكر الديني مفتعل. وهو يدعو «التيارات الدينية» إلى الاستفادة من «الاقتصاد السياسي الماركسي». وأن تبتعد عن الجانب الفلسفي من الماركسية. وهو يتخوف من «تكوين رأي عام سلبي من الماركسية عند المسلمين».
يعرّف أرسطو في كتابه (الأخلاق) الكفاية فيقول: الكفاية في الشيء الذي إذا انفرد به الإنسان جعل سيرته مؤثرة، أي تصبح حديث الناس، وهي غير محتاجة إلى شيء، ولكنه عاد فقال: الكفاية هي السعادة، مشترطاً أن تكون قد تحققت بالأفعال التي توجبها الفضيلة التي هي الغاية في الشرف والكمال التي يقف عندها الإنسان الفاضل.
أنا أفكّر إذن أنا موجود.
يربط الاحتفال بين الناس، الذين أنتجوا رموزه ومثله عبر سنين طويلة، فيجعل منهم شعباً واحداً.
والاحتفال هو دائماً فعل جماعي، تعود جذوره إلى النظرة الدينية للكون وللحياة. إنه تلك اللحظة الزمنية، التي كما لو تفتتح خلالها كوة صغيرة في السماء لتضيء حياتنا بنور سحري خاص ومميز. وهو يسمح لنا أن نتذكر أو أن نحس بما هو حميمي وأن ننظر إلى المستقبل بثقة.