عرض العناصر حسب علامة : الفلسفة

كتاب جديد: «مقاربة ديالكتيكية للتنظيم الذاتي للمادّة وتطوّرِها المجهري والكبير»

تحت هذا العنوان نشرت دار De Gruyter الألمانية عام 2020 الطبعةَ الإنكليزية من كتاب عالِم الفيزياء التطبيقية وفيزياء المواد والموصلات الفائقة، البروفسور الماركسي كريستيان جوس (طبعته الألمانية 2017). ومن جوانبه المهمّة تبديد الأسطورة المُبتَذَلة التي يروّجها أنصار المثالية الفيزيائية والرياضية السائدة، ولا سيّما من جالية «الفيزياء النظرية»، ضدّ الماركسية كعلم، وادّعاءات كثير منهم بغياب مساهمات وإنجازات حديثة ومهمّة، عملياً ونظرياً، للعلماء الماركسيّين، وبأنّ الماركسية «عفا عليها الزمن». وكتاب جوس من المؤلّفات الحديثة القليلة التي تجرّأتْ على نقدٍ علمي وفلسفي، من مواقع المادية-الديالكتيكية، لأفكارٍ سائدة مثل: «الانفجار العظيم» والأخطاء المثالية لدى الأينشتاينية؛ مع إقرار جوس بأنّ انتقاد أينشتاين للمفاهيم القديمة عن «الأثير» احتوى على جانب محقّ بسبب الأخطاء الميتافيزيكية التي شابته، لكنّ أينشتاين أخطأ بدوره بـ«رمي المولود مع ماء الخَلاص القذر» وفق تعبير جوس، وشَطَبَ الأثيرَ من الفيزياء، وأحلّ مكانَه مثالياً «الخلاء عديم المادة». ويحاول جوس تطوير مفهوم جديد ديالكتيكي-مادي عن الأثير، يسمّيه «الأثير الكوانتي» ويعتبره ضرورياً لإيجاد الوحدة بين الحقول المختلفة (الكهرومغناطيسي، والجاذبية، والقوى النووية القوية والضعيفة، والأمواج المادية، وغيرها).

قضيّة الفلسفة اليوم بين التاريخي والسياسي

الفلسفة أو شمولية التجريد والتعميم هي بالنهاية قضية ترتبط بشكل وثيق بنظرية المعرفة، أي في انعكاس الواقع المادي في الوعي، بشكل مفاهيم وعلاقات. إنها إذاً مسألة تاريخية. فانعكاس الواقع المادي في الوعي، ليس انعكاساً مباشراً، بل تتوسّطه علاقة صاحب الوعي بالواقع. أي يتوسطه النشاط والممارسة التي تربط الفرد بالمجتمع. وظروف المرحلة الحاليّة تصبغ الفلسفة بملامح يجب التوقف عندها لما له من دور على الصراع السياسي عالمياً، أي قضية الوعي البشري عموماً.

نقد ميتافيزياء «اللّايقين» – ديفيد بوم ضدّ فيرنر هايزنبرغ

«أحجَمَ معظمُ الفيزيائيين عن الخوض بتفسير سببي للنظرية الكوانتية، جزئياً لاعتبارات عَمَلية، وجزئياً لاعتبارات فلسفية؛ استندت على مبدأ اللّاتعيين الشهير لهايزنبرغ، والذي اعتبر علاقات اللّاتعيين (اللّاحتميّة/اللّاديترمينيّة) indeterminacy (كالتي تنص على أنه: كلما تحدّد موضعُ جسيمة بدقّة قلّت دقّة تحديد عزمها وبالعكس) تجسيداً لمبدأ عام أساسيّ وشامل جداً لكلّ شيء، بدل اعتبارها استنتاجاً من النظرية الكوانتية بشكلها الراهن، فزعمَ تمثيلَ هذه العلاقات لقانونٍ أساسيّ للطبيعة وصلاحيتها المطلقة والنهائية، حتى لو خَضعَ الشكل الحالي من النظرية الكوانتية بنهاية المطاف لتصحيح وتوسيع أو حتى لتغيير جذري وثوري. النظرة العامة لدى هايزنبرغ (ومعظم أنصار التأويل المعتاد للنظرية الكوانتية) هي أنّ التطورات المستقبلية بالفيزياء ستنحو باتجاه فرض حدود لا يمكن تجاوزها إطلاقاً لدقّة جميع القياسات الممكنة» – ديفيد بوم (1957)

بين جدلية القضايا والتكتيكات الرجعية

إن الصراع السياسي، في مناوراته وتكتيكاته، لا يتحرك بحرّية حسب إرادة أصحاب من يقوم به، لا على مستوى القوى الثورية، ولا على مستوى النقيض المحافظ والرّجعي. فكلا النقيضين محكومان بالقضايا المادية التي حولها يدور هذا التكتيك أو ذاك، هذه المناورة أو تلك. ولذلك، فإن البحث عن جذر تطور التكتيك والمناورة لا بد وأن يجري على مستوى التطور التاريخي للقضايا الصراعية نفسها. ونحن اليوم أمام تيار رجعي لا يجد حرجاً، بل لا يجد مهرباً، من أن يلبس لباس الموقع الثوري، أو بالأحرى، يتخذ من ملامح هذا الموقع أدوات لمناورته. ليس هذا بالجديد التاريخي، ولكنه يكتسب اليوم عمقاً أبعد مما سبق.

الانشطار التاريخي وقضية الفلسفة اليوم

شكّلت قضيّة الصراع بين تيارات الفلسفة الأساسية، أي: بين المادية والمثالية، الإطار العام للصراع الفلسفي طوال تاريخ البشرية. وشكّل انفصال العمل الذهني عن العمل اليدوي تاريخياً- بسبب طبيعة التقسيم الاجتماعي للعمل بين الطبقات الاجتماعية- الأساس المادي التاريخي لتعاظم الجانب المثالي في الفكر الفلسفي. وكان لدخول العمل اليدوي إلى مسرح التاريخ ممثلاً بالطبقة العاملة وحركتها الثورية عاملاً لتعاظم دور المادية في الفكر الفلسفي. والتياران تعايشا جنباً إلى جنب في الفكر الواحد، واختلف تناسبهما حسب المرحلة التاريخية وموازين التقدم والتراجع الثوري فيها. ولكن اليوم وفي هذه المرحلة التاريخية صار للقضية معنى آخر: إنها قضية اشتداد التناقض إلى حدّ انهيار الوعي على نفسه.

2020: تَعلّم الدروس على الطريقة الصعبة

إبان نهايتها، تبدو سنة 2020 أشبه بدرسٍ توضيحي مُفصّل للقانون الشهير في الفلسفة المادية الديالكتيكية الذي يقول بأن: «التراكم الكمّي لا بد أن يؤدّي إلى انقلاب نوعي». فهذه السنة كانت نقطة تحوّل مفصليّة على مستويات عدّة: بيئية واقتصادية وصحيّة واجتماعية، وسياسية إذاً في المحصّلة. وفيما يلي سيتم التطرّق لبعض تلك التحوّلات. 

عصر «الذاتية» يذوي فكيف نمنع «الجبرية» من ملء فراغه؟

من المعروف أن الاتجاه العام الذي ميّز مراحل تاريخية ما يبقى تأثيره حاضراً وفاعلاً بتطوّر المجتمع واتجاه تطوّره القادم. ولا شك أن المرحلة الليبرالية التي تثبّتت منذ منتصف القرن الماضي سيبقى تأثيرها حاضراً وفاعلاً في مسار التطور اللاحق. وفاعلية الاتجاه الليبرالي نابعة بشكل أساس من تميّزه مقارنة بالاتجاهات التي حكمت البنية الطبقية بشكل عام. فما هي خصوصيات هذا التأثير على الحركة الشعبية، وما هي ملامح التصدي للتّرِكَة الليبراليةّ؟

الزّمن المُفترِس والإنسان المهدور

شكّل مفهوم الزمن والصراع معه مسألة ضاغطة للإنسان على مر التاريخ. ويختلف الموقف من الزمن حسب الموقع الاجتماعي الطبقي للإنسان، وشكل المعاناة الناتجة عن ضغط الزمن، ولكن بالرغم من هذا الاختلاف في زاوية الرؤية، فإن الجميع يطرح مسألة سيلان الزمن، تسارعه أو بطأه، ضياعه أو استثماره. 

تعيش في العالم فكرتان..

كتب غوركي في مذكراته عن الصراع المتواصل في الفكر والفلسفة منذ القدم وحتى يومنا هذا، الصراع حامي الوطيس الذي يبرهن على مدى علاقة الفلسفة بالمصالح الحياتية للناس:

الدحيح: أي العلوم تستحق «الشعبنة»؟

بعد تعاونٍ دام ثلاث سنوات، أعلنت قناة «الجزيرة بلس»، عبر بيانٍ لها توقف برنامج الدحيح الذي يقدمه الإعلامي المصري أحمد غندور، مما أثار حالة من الحزن والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعاد النقاش حول الأسباب الحقيقة المحتملة لهذا الإيقاف كخلافات أيديولوجية بين مضمون البرنامج وسياسات قناة الجزيرة وتوجهاتها الدينية.