سد جديد على نهر الفرات
أقرت وزارة الري مشروعاً لإنشاء سد على حوض نهر الفرات الأدنى في دير الزور.
أقرت وزارة الري مشروعاً لإنشاء سد على حوض نهر الفرات الأدنى في دير الزور.
فجأة، ودون سابق إنذار، أصيب عشرات المواطنين في محافظة الرقة بإسهالات وتسممات حادة غير معروفة الأسباب، وذلك في المنطقة الممتدة بين بلدتي السبخة ومعدان القائمتين على ضفتي نهر الفرات، وتجاوز عدد المصابين 150 حالة، أسعفوا إلى المشفى الوطني بالرقة على مدى ثلاثة أيام من تاريخ 17/8 إلى 20/8 ، وجرى الترويج حينها أنهم مصابون بداء الكوليرا، لكن نتيجة التحاليل المخبرية تبين أنها تسممات، وكان هناك آراء عديدة حول أسبابها، لكن ما أجمع عليه الجميع أن أهم أسباب التسممات هو تلوث المياه في نهر الفرات..
يبقى التعاطي الحكومي مع مشكلة تزايد الطلب على المازوت قاصراً، كونه يتعامل معها من زاوية ضيقة لا تتجاوز في أحسن الأحوال كيفية توفير هذه السلعة ومحاولة المحافظة على استقرار أسعارها، بينما من الرشيد التفكير العميق بحل المشكلة بشكل جذري ومديد عبر البحث عن طاقة بديلة تحل محل «المازوت»، الذي أثبتت التجارب السابقة أنه سيبقى مشكلة مزمنة طالما يجري الاعتماد عليه بصورة كبيرة في النقل والإنتاج الصناعي والتدفئة والري...إلخ.
تتسارع النشاطات الثقافية في دير الزور.. نتيجة الانفتاح على الآخرين وقد جاء مهرجان الأغنية حاملاً أماني وطموحات كثيرة.. ولا يخلو من إخفاقات.. فمن يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ!! لكن المهم تجاوز العثرات لاحقاً.. ولا بد من «التأكيد» أن «التراث» من صنع الشعب عبر أجيال متعاقبة.. وهو ملكه فلا يجوز لأي كان تغييره، لكن أن تقدم جديداً.. متطوراً فهذا يستحق التقدير، وإذ نثمن الجهود المبذولة من فرقة الفرات الموسيقية والتي تعمل ضمن إمكانات محدودة، حقّنا عليهم كمتلقين... أن ننوه للعثرات حتى لا تذهب الجهود «سدى» فهناك ملاحظات منهجية.. وأخرى فنية..
.. التعدي على نهر الفرات «جريمة» فهو ملك الشعب... وملك الأجيال القادمة.. كما كان ملكاً للأجيال السابقة منه... والتي أنشأت حضارات يشهد لها التاريخ..
حوايج الفرات، وهي الجزر التي تتوسط مجرى نهر الفرات، التي تشكل غابات طبيعية وخزاناً للتنوع الحيوي وتحوي في جنباتها على بقاياً الحيوانات النادرة، التي كانت تعيش على ضفاف نهر الفرات، حيث أنها تجد الملاذ الآمن هنا بعيداً عن الصيادين. وهي، بالإضافة لكل ما سبق، تشكل الرئة التي تتنفس بها منطقة الفرات، بعد أن لامست حدود التصحر سرير النهر بفعل التعديات على البادية. وحيث استوطنت عواصف الغبار ( العجاج) تلك المنطقة التي يُفترض بها أن تكون واحات خضراء. وما تعبير حضارات ما بين الرافدين إلا دلالة على تأثير الخضرة والماء وحفاظ الأقدمين عليها.
يتوزع أهالي مناطق «أبو خشب وجروان ومالحة الذرو» على ما يقارب /65/ تجمعاً سكانياً في بادية الجزيرة شمال دير الزور، ويقدر عددهم بعشرات ألوف المواطنين، نزح هؤلاء من منطقة «الزور» على ضفاف نهر الفرات بسبب الفقر والبؤس، ليستوطنوا في هذه المواقع، بقصد الزراعة، بدءاً من أعوام السبعينات وربما قبل. وهم يعتمدون في معيشتهم بالدرجة الأولى على ناتج الزراعة بشقيه الحيواني والنباتي، وكانت مصادر الري الوحيدة عندهم الآبار وما تجود عليهم السماء من أمطار.
«على كيفك.. على كيفك/ تزعل ترضى على كيفك/ قلبي عندك ضيف/ حبيبي توصى بضيفك/ على كيفك تجي وتروح/ تتدلل يا بعد الروح/ كثرن علي الجروح/ وما رحم ساعة سيفك»...
لعل كثيرين منا يتذكرون هذا المقطع، كما سواه، مما غنته الفنانة أمل عرفة في مسلسل «خان الحرير»، لكن أغلب هؤلاء لا يعرفون أن هذه الكلمات الشجية مما جادت به قريحة الشاعر الفراتيّ الحسّاس فاضل حسون!
... من يتصور كميات المياه الكبيرة التي تضيع هدراً من نهر الفرات؟! ومن يتصور أن عدداً كبيراً من المواطنين الذين يعيشون على ضفاف هذا النهر «عطاش»، في الوقت الذي تستعد فيه كثير من الدول لحل مسألة الأمن المائي، وتشن حروباً من أجل ذلك..
من المفترض أن تكون مجالس المدن والبلدات صلة الوصل بين المواطنين والحكومة، فتساهم في نقل معاناتهم ومطالبهم، وتعمل على تنفيذها. وعلى أساس اختيار هذه المجالس ونوعيتها، ومدى تفعيلها، وإعطائها دورها الحقيقي، يمكن تحقيق الكثير مما يهم المواطن، وخاصة الخدمات الضرورية. وإذا وقعت هذه المجالس تحت هيمنة هذا المسؤول أو ذاك فإن الجماهير تفقد الثقة بها.