وجه: فاضل حسون: خريطة وجدانية الفرات

«على كيفك.. على كيفك/ تزعل ترضى على كيفك/ قلبي عندك ضيف/ حبيبي توصى بضيفك/ على كيفك تجي وتروح/ تتدلل يا بعد الروح/ كثرن علي الجروح/ وما رحم ساعة سيفك»...
لعل كثيرين منا يتذكرون هذا المقطع، كما سواه، مما غنته الفنانة أمل عرفة في مسلسل «خان الحرير»، لكن أغلب هؤلاء لا يعرفون أن هذه الكلمات الشجية مما جادت به قريحة الشاعر الفراتيّ الحسّاس فاضل حسون!

وفاضل حسون، أبو سلام، المولود في ديرالزور (1963)، كتب العديد من الأغاني لمسلسلات نعرفها، كبعض أغاني مسلسل «فنجان الدم»، أو شارة مسلسل «خلف القضبان» و«الثعبان» (لحنهما الموسيقي طاهر مامللي). كما أنه أصدر مجموعة شعرية هي «لا»، ويعد حالياً لإصدار الثانية.
يضحك الشاعر من المصير الذي وصلت إليه الأغنية الفراتية، فحضارة الفرات التي أعطت أبناءها موروثاً هائلاً، يجمع البساطة والعمق، على وجه العموم تقابل بالنكران... فرغم أن «فنانين كثيرين استفادوا من تراث الفرات، من المؤسف أن أغانيهم لم تصنف فراتية، وإنما اعتبرت بدوية»، لذا فهو يبحث في الأغنية الفراتية، منذ سنوات، وجل همه أن يوصلها «إلى مداها الحقيقي»، وقريباً سيغني مطربون كبار شيئاً من هذا المشروع.
ما يقلق حسون هو غياب هوية الأغنية السورية التي كان يمثلها فهد بلان ونجيب السراج.. فلم يظهر مشروع ثقافي وطني جاد يأخذ على عاتقه هذا الهمّ، وإن قلنا له: «وماذا عن مهرجان الأغنية السورية؟»، سيقول: «لم تخرج عن هذا المهرجان، رغم مسيرته الطويلة نسبياً، سوى أغنية أو أغنيتين، بعكس «خان الحرير» الذي ترك أثراً لا ينسى عند جميع الناس»..
فاضل حسون يعيش من أجل حلم الأغنية السورية، وهذا الحلم وحده يكفي ليستمر في رسم معالم الخريطة الوجدانية لمنطقة الفرات.