تلوث الفرات.. حالات تسمم خطيرة في الرقة!! 

فجأة، ودون سابق إنذار،  أصيب عشرات المواطنين في محافظة الرقة بإسهالات وتسممات حادة غير معروفة الأسباب، وذلك في المنطقة الممتدة بين بلدتي السبخة ومعدان القائمتين على ضفتي نهر الفرات، وتجاوز عدد المصابين 150 حالة، أسعفوا إلى المشفى الوطني بالرقة على مدى ثلاثة أيام من تاريخ 17/8 إلى 20/8 ، وجرى الترويج حينها أنهم مصابون بداء الكوليرا، لكن نتيجة التحاليل المخبرية تبين أنها تسممات، وكان هناك آراء عديدة حول أسبابها، لكن ما أجمع عليه الجميع أن أهم أسباب التسممات هو تلوث المياه في نهر الفرات..

وبالمتابعة الميدانية تبين أن التسممات موجودة في قناة الصرف الزراعي التي تصب في نهر الجلاب القادم من تركيا، وهو ذاته يصب في نهر البليخ الذي يصب أيضاً في نهر الفرات عند قرية الرقة سمرة، حيث جرى التأكد من حدوث تلوث بالمواد الكيماوية والأسمدة بالإضافة للمواد العضوية الموجودة التي تتفاعل وتتعفن خاصة بوجود العديد من المناطق الراكدة في أكواع وزوايا نهر الفرات.

وعلى إثرها وجه السيد محافظ الرقة كتاباً إلى مؤسسة استصلاح الأراضي برقم 1533 وتاريخ 23/ 8/2009 لضخ كميات زائدة في نهر الفرات لجرف وتنظيف مجرى النهر. وإذ نتوجه بالشكر لمديرية الصحة وللعاملين بالمشفى الوطني بالرقة على جهودهم في معالجة المصابين، نؤكد في الوقت نفسه أن التلوث أصبح مسألة خطيرة، وبتنا معرضين لأية جائحة بسهولة..

وهنا نتساءل أين دور مؤسسة المياه والصرف الصحي في مراقبة مياه الشرب وتنقيتها على الأقل، وأين الرقابة الصحية على ورش وتعقيم المستنقعات والمصارف التي تسبب الملاريا والبلهارسيا والتهاب الكبد الوبائي وغيرها من الأمراض المعدية؟ وبالنسبة لزيادة كميات الضخ في نهر الفرات مائة متر مكعب يومياً من السد لمدة أسبوع والتي لم تحلّ المشكلة، لأن الإصابات استمرت، وقد توفيت امرأتان بسببها، فهل هذا أقصى ما يمكننا فعله لمعالجة قضية خطيرة بهذا الحجم!؟

إن المطلوب اليوم، وبالسرعة القصوى، البحث الجدي في التدابير التي من شأنها منع تكرار هذه الآفات والحد من انتشارها عند حدوثها..

إننا في قاسيون نتوجه إلى السيد محافظ الرقة لمتابعته الأمر، والبحث مع الجهات ذات الصلة في المحافظة لإيجاد الحلول الدائمة التي تحمي صحة المواطنين ومحاسبة الممهلين والمقصرين. 

 

■ الرقة- محمد الفياض