الثروة السمكية.. في نهر الفرات.. مهددة بالفناء؟!

.. التعدي على نهر الفرات «جريمة» فهو ملك الشعب... وملك الأجيال القادمة.. كما كان ملكاً للأجيال السابقة منه... والتي أنشأت حضارات يشهد لها التاريخ..

أشكال التعدي كثيرة... التعدي بالتلوث... التعدي على الثروة السمكية، وعلى الحوايج (الجزر). والأشكال الثلاثة خطرها البيئي لا ينحصر تأثيره على النهر.. بل ينعكس على الإنسان والحيوان.. والنبات.

ـ التعدي بالصيد: هذا التعدي يهدد الثروة السمكية بالانقراض والإخلال بالتوازن البيئي وأخطرها الصيد بالكهرباء والديناميت والسموم المختلفة.. والأكثر خطورة ممارسة بعض «المتبوئين» لمواقع رسمية... والذين لا يخضعون لحسيب... أو رقيب.

ولدينا مشاهدات موثقة بالكاميرا والفيديو لقوارب تجوب النهر جهاراً.. نهاراً..

وإليكم الأرقام التالية لتتصوروا حجم المأساة

1 ـ هناك أكثر من /1000/ قارب بمحرك تجوب النهر تعمل على تمشيطه يومياً من جرابلس إلى الرقة ومن معدان مروراً بدير الزور إلى البوكمال.

2 ـ هناك /500/ قارب دون محرك تعمل على امتداد النهر.

3 ـ تقدر كميات السمك المصاد /10/ طن يومياً يستهلك منها 10% محلياً ... والباقي يصدر للمحافظات؟!

4 ـ الصيادون ينزلون كعصابات.. ولا تتورع عن استخدام السلاح.

ـ بتحليل بسيط يمكن الإدراك أن هناك «اتفاقاً» غير مكتوب لتبادل المنفعة.. وإلا أين هي مصلحة الثروة السمكية.. أم أن الصيادين أقوى من أن تطالهم يد القانون؟؟ فالمشاهدات بينت لنا أن الصيادين يختفون فجأة بين الزل لتمر بعض دقائق دوريات المكافحة بسرعةٍ.. وكأنها في سباق للقوارب؟!

وللإنصاف.. إن المنطقة بين دير الزور.. وماري المشاهدات لصيادي الكهرباء «نادرة».

ـ هناك انعكاس آخر لهذا الصيد الوحشي ليس على الأسماك... إنما على الصيادين بالشباك والحاصلين على رخص رسمية... فهؤلاء يمضون الساعات الطوال دون أن يقع في شباكهم ما يقتات به أطفالهم؟!

إننا نتوجه إلى وزارة الزراعة... ومديرياتها.. والجهات الأخرى المسؤولة بالمطالب التالية:

1 ـ التشدد في قمع المخالفات من «أي شخص كان».. وتحديد أوقات الصيد.. والدقة في منح التراخيص وتخفيفها.

2 ـ وقف عمليات تصدير الأسماك إلى المحافظات... وتحديد مقاسات للشباك.

3 ـ إجراء مسح للنهر... وإعادة زرعه بالأسماك المتنوعة.

4 ـ وضع مناطق محددة كمحميات يمنع فيها الصيد لضمان عودة الحياة الطبيعية والتوازن البيئي.

5 ـ إلغاء نظام بيع المصادرات بالمزاد العلني وتحطيم القوارب لئلا يعاد استخدامها.

كما ندعو المواطنين المهتمين بالوطن وثروته... والجمعيات البيئية لكشف وتعرية هؤلاء الصيادين... ومن يحميهم أنى كان موقعهم.

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 14:16