من يقرأ توثيق فريدريك إنجلس لـ«أحوال الطبقة العاملة في إنكلترا» عام 1845 ويقارنها بأحوال أغلبية الطبقة العاملة في يومنا هذا (من دمشق إلى كاليفورنيا كما سنرى)، يتأكد بوضوح كيف أثبت التاريخ صوابية الاستنتاج الماركسي بأنّ هذه المنظومة الرأسمالية الفاسدة محكومة بمراكمة المزيد من البؤس والفقر والمرض لدى أغلبية البشرية والمزيد من الثروة والتخمة والفساد لأقليتها، ومحكومة بالانفجارات التي لن تتحول إلى ثورات تغيير حقيقية تقدّمية دون وحدة ونضال ووعي وتنظيم هذه الطبقة المظلومة نفسها حتى أرقى أشكال تنظيمها الضروري (الحزب السياسي المعبر عن مصالحها). إنّ التشابه المدهش بين توصيف إنجلس (الذي سنقرأ بعضه هنا) لأحوال الطبقة العاملة قبل 177 عاماً (أواسط القرن التاسع عشر) وأحوالها اليوم في القرن الحادي والعشرين، هو بحد ذاته دليلُ إدانة يثبت تخلُّف هذا النظام الرأسمالي وإفلاسه وضرورة تغييره جذرياً.