من الذاكرة: ذاب الثلج... وبان المرج
كنت خلال زياراتي شبه الدورية الأسبوعية تقريباً، للشيوعي المزمن الرفيق الأديب عبد المعين الملوحي، أجلس معه في غرفة مكتبه ومكتبته في آن واحد، بمنزله قرب وزارة الصحة بدمشق، لأسرد على مسمعيه خلاصة وافية عن عمل وأخبار الرفاق وأحوال المدينة والبلاد، وأستمع إليه ــ وهو كعادته دائماً ــ يبوح بما لديه من أفكار وشؤون ببساطة آسرة وشفافية قل نظيرها، ويمكنني القول بكل الصدق والدقة: إنه مسكون بحب الإنسان والإنسانية، ومعبأ بالكره والعداء المشروع للاستعمار والقهر والاستغلال وبخاصة نقمته الشديدة على الاستبداد والمستبدين الطغاة الجاثمين على صدور شعوبهم.