من الذاكرة: حصص الحق
في ذكرى عيد المرأة وبالتحديد في الثامن من آذار 1979, وقفت في ساحة بيت الرفيق أبو جوان ظاظا التي غصت بالنساء المحتفلات لأشاركهن فرحة العيد بقصيدة قلت فيها :
«و لولا رغبة تكبر
و لولا دفقنا الأحمر
على قيثارة الشاعر
لقلتُ لَكُنَّ مسيكنٌ
هو المولود في الحاضر... أو الآتي
سبيل مسيره موصد!»
فالمعاناة حين تبلغ حدها الأعلى تختلط الرؤية وتتداخل الصور, وتسودُّ في الأبصار المرئيات فيشتد الشعور بالإحباط.. وعندها ومن خلال هذا الظلام الجائر تنبثق شعلة المناضلين لتنير أمام جماهير الشعب الطريق لتعود إليهم الثقةوالأمل أن المآل سيكون إلى نصر أكيد يشيد دعائم البناء والخير والحرية.
وفي خضم الأزمة التي تعصف بوطننا الحبيب.. لابد أن نرصد ما جرى وما يجري وأن نستعيد من الذاكرة والوثائق في آن واحد مسار هذا النضال, ففي منتصف السبعينيات وفي عيد العمال سار الشيوعيون بالقرب من منصةالقيادة أمام مبنى البريد بطلعة الحجاز يهتفون ضد الطفيليين وشركائهم من البيروقراطيين ,وقد جرى اعتقال عدد من الرفاق ومنهم أحد كوادر الشباب الرفيق عماد ظاظا وأودع سجن المزة العسكري.. وكذلك ففي كل المظاهراتوالاعتصامات الوطنية أمام مقرات ممثلية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والصليب الأحمر , وفي ساحات عرنوس والسبع بحرات والجامعة والفحامة وأمام تمثال البطل يوسف العظمة وصلاح الدين الأيوبي ,كانت هتافاتالشيوعيين ضد أمريكا والصهيونية, وتضامناً مع الشعب العراقي واللبناني والفلسطيني ,تردد التنديد بكبار الطفيليين وبالأسماء:
بدنا نحكي عالمكشوف طفيلي ما بدنا نشوف
وكانت صحيفة قاسيون ومنذ توقيع ميثاق شرف الشيوعيين وقيام اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين المنبر السياسي المعبر عن سياسة ونضال الرفاق ضد الليبرالية الجديدة التي هيأت التربة المناسبة لاستفحال النهب وإفقارالشعب وتفشي البطالة والتهميش والتهشيم وتنامي القوى الظلامية, والوصول إلى ما وصلنا إليه.. واليوم يرى شعبنا بأم العين استكلاب الفاسدين في الحفاظ على منابع نهبهم ,وهذا ما يعكسه هجومهم المحموم على الرفاق في حزبالإرادة الشعبية وجبهة التغيير والتحرير الذين كشفوا حقيقة الفساد وحددوا سبيل اجتثاثه من خلال قرار سياسي.. ودعوا جماهير شعبنا إلى عزل الفاسدين في «طرفي الصراع» وحصارهم ومحاربتهم حفاظاً على سيادة سوريةوكرامة الوطن والمواطن..
إن نضالنا الوطني والطبقي هو ما أعادنا إلى الجماهير التي بدأت تلمس ذلك لمس اليد.. وما سعار الفاسدين وأزلامهم إلا شهادة حية صادقة على صحة وصواب هذا النضال الوطني الطبقي ووسام شرف على صدور الرفاق.