كشف مضمون اتفاق «لجنة الإسناد المجتمعي» لغزة بين فتح وحماس stars
قالت قناة الميادين إنّها حصلت على وثيقة "لجنة الإسناد المجتمعي في قطاع غزة" كاتفاق بين حركتي فتح وحماس في مباحثات القاهرة.
قالت قناة الميادين إنّها حصلت على وثيقة "لجنة الإسناد المجتمعي في قطاع غزة" كاتفاق بين حركتي فتح وحماس في مباحثات القاهرة.
نقلت شبكة «قدس» الإخبارية بأنّ اللقاء الثنائي الذي جمع حركتي فتح وحماس بالقاهرة أمس الأربعاء، قد فشل.
ثلاثة أيام كانت كافية ليسدل الستار على لقاءات جلسة الحوار السادسة بين فتح وحماس، التي انعقدت في أجواء من «التشاؤل» الفلسطيني، خاصة وأن الفترة الفاصلة بين الاجتماع السابق، والأخير (28 / 6)، كانت قاسية وصعبة على الفصيلين، وعلى أبناء الشعب الفلسطيني الخاضع لقمع وعسف الاحتلال. فعلى صعيد القوتين المتناحرتين، استمر الشحن الداخلي المترافق باتساع حملة الاعتقالات في الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة، مع تسارع واضح في المنطقة الأولى.
ثلاثة أسابيع ونيف، وجلسات الحوار الوطني الفلسطيني الذي انطلق من مدينة "رام الله" مستكملاً مداولاته في مدينة "غزة " بناءً على رغبة العديد من المشاركين فيه، لم تكن كافية لظهور "الدخان الأبيض" من غرفة الحوار. ومابين تلك الجلسة الكرنفالية التي شهدت خطاب الإنذار الرئاسي _ إما الاتفاق على وثيقة أسرى سجن "هداريم" خلال عشرة أيام أو ما تبعها من تمديد للفترة إلى أربعين يوماً إضافية وإلا الاستفتاء، والجلسة الخامسة أو السادسة التي ستنتهي فيها الحوارات، لتظهر للعلن حصيلة تلك الاجتماعات، في المؤتمر الصحفي أو "العرس الوطني" حسب تعبير أحد المشاركين، وثيقة أو برنامج "الإجماع الوطني". طوال تلك الأسابيع، لم تتحرك عقارب الزمن لوحدها، بل ارتبطت فيها وبها، عقول وقلوب الملايين من الصابرين الصامدين، وهي تراقب عبر الفضائيات والتصريحات "التعارضات والتناقضات" بين ماأطلق عليه البعض تجاوزاً "صراع الأخوة الأعداء". في المشهد الفلسطيني المألوف منذ عقود سالت الدماء الفلسطينية، لكن هذه المرة لم تكن فقط بصواريخ وفرق موت "أولمرت _ بيرتس _ بيريس" بل بأيد فلسطينية، نشرت الموت والدمار، وأباحت سفك الدم الفلسطيني على مذبح المشاريع الفئوية المشبوهة.
في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال هجمتها الشرسة ضد شعبنا الصامد على أرضه المتشبث بحقوقه الوطنية والمشروعة في التحرر والاستقلال والعودة وبناء دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة على أرضه ووطنه، خاصة بعد التجربة الديمقراطية التي خاضها شعبنا بحرية ونزاهة شهد لها العالم أجمع، والتي انبثق عنها تداول سلمي للسلطة، والذي ينبغي تكريسه وتنفيذه والحفاظ عليه كنموذج أول وأصيل في المنطقة، ونظرا للظروف المأساوية التي يعيشها شعبنا في ظل حصار جائر مفروض من سلطات الاحتلال وحلفائها، والذي يمس حياة المواطن الصامد، وقد تؤدي فيما لو تفاقمت (لا قدر الله) إلى وأد تطلعاته المستقبلية.
ماذا بعد توقيع اتفاق مكة بين فتح حماس؟ أين دور فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية مما جرى ويجري على الساحة الداخلية الفلسطينية وكيف يمكنها أن تتدخل لإعادة الصراع إلى جبهة الأساسية؟ ما هي حدود الأزمة الفلسطينية وما علاقتها بصراع المشاريع في المنطقة؟ لماذا ضعف الأداء العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وما ضرورة رد الاعتبار لمنهج المقاومة الفلسطينية المسلحة؟ أسئلة توجهت بها قاسيون إلى الرفيق الدكتور ماهر الطاهر عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكان الحوار التالي:
على ضوء الاقتتال الدامي الذي وقع في قطاع غزة وامتداده الجزئي إلى الضفة الغربية وتخندق كل من الفريقين في مواقعه مما أدى إلى تعميق الأزمة، نجد لزاماً علينا ومن خلال انتمائنا الوطني والقومي أن نحذر من الأخطار المحدقة بهذا الانقسام والتي تقدم فرصة مواتية لكل أعداء شعبنا المتربصين لتصفية القضية الفلسطينية. وفي هذا السياق فإننا نرى أن لا سبيل أمام كافة القوى الوطنية والإسلامية عموماً وحركتي فتح وحماس خصوصاً ،إلا سبيل الحوار الوطني الشامل. إن من يرفض الحوار مع الشركاء في الوطن فإننا نعتبر موقفه يجسد موقفاً غير مسؤول.
قبل عدة أيام من إعلان القاهرة تأجيل جلسات الحوار العتيد، كانت المعلومات التي رشحت عن اجتماعات قيادات القوى والفصائل الفلسطينية الموجودة في العاصمة السورية، تشير إلى احتمالات التأجيل- حتى لانقول الإلغاء- استناداً إلى العديد من الملاحظات التي تداولتها حوارات مطولة داخل كل تنظيم، وعلى مستوى المداولات التي جمعت عدة فصائل.
في الذكرى الحادية والأربعين للخامس من حزيران، الذي لم يكن يوماً لهزيمة النظام العربي الرسمي فقط، بل كان سقوطاً مدوياً للعديد من البنى السياسية، والبرامج الفكرية التي سادت لعدة عقود. في هذا اليوم، وكحالة استثنائية لم يعرفها شعبنا، توجه رئيس السلطة في رام الله المحتلة بكلمة سياسية للشعب، تركزت حول دعوته لبدء حوار وطني يعيد لحمة الأرض والشعب، خاصة بين الفصيلين المتخاصمين «فتح وحماس»، وتالياً، بين الضفة والقطاع. القائد الأبرز لحماس في غزة محمود الزهار أعلن فور انتهاء خطاب عباس مباشرة ترحيبه بالدعوة، وبإجراء حوار مباشر، لكن دون أية شروط مسبقة. وهو ماكرره موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي في حماس، حينما قال (إن خطاب الرئيس عباس يعتبر هذه المرة مختلفاً عن الدعوات السابقة وإنه خطاب جدي) مؤكداً على (استعداد حماس للبدء في الحوار من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني وإعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية). كما تتالت المواقف المرحبة بالدعوة من العديد من الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية، والحكومات العربية.