نحو وحدة الحركة الشيوعية
إن مشروع البرنامج الذي طرحته اللجنة الوطنية للنقاش العام صغير من حيث الحجم، لكنه هام جداً من حيث المضمون، فكل فكرة فيه تحتاج إلى قراءة معمقة لفهم موجبات طرحها وآليات التعامل معها وفق الظرف الملموس.
إن مشروع البرنامج الذي طرحته اللجنة الوطنية للنقاش العام صغير من حيث الحجم، لكنه هام جداً من حيث المضمون، فكل فكرة فيه تحتاج إلى قراءة معمقة لفهم موجبات طرحها وآليات التعامل معها وفق الظرف الملموس.
ما الذي مهّد معرفياً، ثم سمح للموضوعات أن تخرج إلى النور بتلك الصياغة المحكمة شبه الشاملة، سوى صحة ما تم استشرافه وتحديده خلال المرحلة السابقة، حول انسداد الأفق العام أمام الحركة الثورية من منتصف الستينيات حتى نهاية القرن الماضي، وبداية انفتاح الأفق أمامها وانسدادها أمام العدو الطبقي لها بعد ذلك مع بدء تفشي رائحة وجود أزمة ومن ثم انفجارها المالي والاقتصادي على الصعيد الكوني؟؟.
شكّل إطلاق ميثاق الشرف بارقة أمل لكثير من الشيوعيين، وإن كان اليأس قد دفع معظمهم وقتئذ لإطلاق الكثير من عبارات التشكيك بجدوى العملية، ولكن الممارسة المتميزة وعودة الحزب إلى الشارع أدّيا إلى التحاق الكثير من الشيوعيين بالحركة المتسارعة يوماً بعد يوم، وتأتي الموضوعات البرنامجية في هذا السياق استكمالاً وتطويراً لما بدأه الميثاق والاجتماعات الوطنية المتتالية -خلال عقد من الزمن- من صياغة للرؤية والمهام، سعياً «لاستعادة الحزب لدوره الوظيفي واعتراف المجتمع وخاصة الطبقة العاملة به كقوة تمثلهم».
بعد نحو عقد من انطلاقة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وصياغة رؤيتها وتشكيل بنيتها بعملية معقدة تعقيد الظرف السياسي وتعقيد تاريخ الحركة الشيوعية في سورية وتعقيد بنية المجتمع السوري أطلقت اللجنة الوطنية مشروع برنامجها تحت عنوان "مشروع الموضوعات البرنامجية" وجاءت بنيتها من حيث الشكل مشابهة لبرنامج الحزب الشيوعي تاريخيا في فقرات:
أقر مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في اجتماعه الأخير المنعقد بتاريخ 14/5/2010، مشروع «الموضوعات البرنامجية»، وقرر إطلاقه للنقاش العام الواسع بين الشيوعيين كافة، وفي المجتمع، قبل أن يصار إلى إقرارها في الاجتماع الوطني التاسع.. وبناء على ذلك، ستفرد قاسيون اعتباراً من عددها القادم، وحتى الاجتماع الوطني، مساحة في كل عدد لاستقبال آراء وملاحظات الرفاق والأصدقاء والمهتمين حول هذا المشروع. وتهيب هيئة التحرير بكل الراغبين بالمشاركة بالحوار والمناقشة، أن يسعوا جهدهم ألا تزيد مساهماتهم المكتوبة عن 700 كلمة كحد أقصى لأسباب فنية محضة، على أن تنشر المساهمات حسب تسلسل ورودها.. أما المساهمات التي ستتجاوز هذا الحد المتاح، فسنكتفي بنشرها على موقع قاسيون الإلكتروني..
عندما اطلعت على الموضوعات البرنامجية للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، ألحت علي الأسئلة التالية، أطرحها آملاً الفائدة بالحوار والنقاش العام وتعميق الرؤيا حول القضايا المطروحة..
تود اللجنة المكلفة بمتابعة النقاش حول الموضوعات البرنامجية والتعديلات عليها أن تلفت الانتباه للأمور التالية:
سأناقش هنا، في مقاربتي لمشروع المهام البرنامجية، تلك النقاط المسكوت عنها، والتي تترك مائعة عن قصد لمنح القيادة هامشاً واسعاً من المناورة في كل الاتجاهات, ليس فقط في هذا المشروع بالتحديد، بل في مجمل تحليل الحركة الشيوعية السورية للواقع الذي تواجهه ولمهامها هي بالذات.
عقد في موسكو يوم السبت 20 آذار 2010 المؤتمر الرابع والثلاثون لاتحاد الأحزاب الشيوعية- الحزب الشيوعي السوفييتي بحضور وفود عديدة.
وقد مثل اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في المؤتمر الرفيق د.قدري جميل، عضو رئاسة مجلس اللجنة الوطنية، رئيس تحرير أسبوعية «قاسيون»، حيث ألقى الكلمة التالية:
بعد العرض المختصر الذي تناول مجرد نماذج من الرأسماليين اليهود في مصر وليس كلهم، ومجرد نماذج من أنشطتهم وليس كلها، يصاب غير المطلع بالحيرة. إذ أنجز اليهود الكثير الكثير. فلماذا نغضب؟ وأي غضاضة في هذا؟ ويستخدم المتصهينون ممن لبسوا رداءً شيوعياً زائفا في مرحلة الاختراق الأكبر للحركة الشيوعية المصرية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، أو امتداداتهم من المتصهينين الجدد، أو من النخب الطبقية والسياسية والثقافية المعاصرة التي تعشق التبعية، وتؤثر مصالحها الذاتية، يستخدم كل هؤلاء هذا الأمر لتزييف الوعي وطمس الذاكرة الوطنية، والترويج للصهاينة وللهجمة الامبريالية– الصهيونية الجديدة التي نعيشها الآن. ولذلك ننوه لبعض الاستخلاصات والمغالطات