خالد الشرع خالد الشرع

الموضوعات.. الأساس النظري والعملي للحزب الشيوعي المنشود

ما الذي مهّد معرفياً، ثم سمح للموضوعات أن تخرج إلى النور بتلك الصياغة المحكمة شبه الشاملة، سوى صحة ما تم استشرافه وتحديده خلال المرحلة السابقة، حول انسداد الأفق العام أمام الحركة الثورية من منتصف الستينيات حتى نهاية القرن الماضي، وبداية انفتاح الأفق أمامها وانسدادها أمام العدو الطبقي لها بعد ذلك مع بدء تفشي رائحة وجود أزمة ومن ثم انفجارها المالي والاقتصادي على الصعيد الكوني؟؟.

 

إن هذا الاستشراف الشجاع والمبكر المرتكز أساساً إلى الماركسية اللينينية منهجاً ونظرية وقوانين، هو الذي سمح للموضوعات أن تضع الأساس النظري المبدئي الذي تحكمه عقلية الانتصار، والذي لا خيار أمام الحركة الثورية سواه لتحقيق وحدة الصف.. ومن ثم الانتصار، وقد جاء كحصيلة طبيعية للتراكم الذي شكله عمل اللجنة الوطنية منذ انطلاقها ودأبها طوال المرحلة السابقة، مما سمح لها بإخراج الموضوعات البرنامجية بشكل مكثف ومفهوم وعالي القيمة، ولعل أهم ما جاء فيها تثبيت مجموعة من الاستنتاجات التي تسمح للعمل الميداني أن ينطلق ويسير بخطا واضحة ومحددة  الاتجاه بصورة دقيقة، أي بشكل علمي ومدروس ولأهميتها نذكر بعضها:

1 - تحديد الأزمة الحالية للرأسمالية العالمية على أنها ليست عابرة ومؤقتة، بل هي أزمة عميقة، ويمكن أن تتحول إلى نهائية إذا توفر العامل الذاتي مع الظرف الموضوعي، ووصول استغلالها لشعوب الأرض قاطبة إلى درجة تهديد الإنتاج البشري.

2 - كما لحظت الموضوعات أن منطقتنا من قزوين إلى المتوسط هي ساحة مواجهة واحدة لأهمية الخيرات والموارد الموجودة بها، وتعمل الإمبريالية كل ما بوسعها، وبكل الوسائل لتحقيق مشروعها في التفتيت بغية الهيمنة المطلقة.

3 - وكان المهم وربما الأهم هو التأكيد أن المواجهة لا تتم إلا من خلال وحدة شعوب الشرق العظيم..

4 - كل ما أتت عليه الموضوعات حول المرجعية الفكرية ـ والاشتراكية وأزمة الرأسمالية والوضع السياسي الإقليمي والدولي ـ والتحديات الوطنية الكبرى هو إبداع سياسي ومعرفي يستند إلى مرتكزات واقعية ومنهج تحليل عميق.

5 - أكدت الموضوعات ترابط مصالح الرأسمالية وتحالفها مع النيوليبراليات المحلية، مما يجعل الشيوعيين أمام استحقاق تاريخي هو المواجهة الحتمية مع هذه القوى، وهنا يأتي دور العامل الذاتي الذي لديه فرصة لن تتكرر ليقوى ويتصلّب من أجل استثمار اللحظة إلى درجتها القصوى، يخدمه في ذلك العامل الموضوعي الناضج.

كل ذلك يضع الشيوعيين أمام مهام غير مسبوقة، وخاصة أن ظروف النهوض متوفرة لذلك، وبالتالي فإن العامل الذاتي هو الحاسم، وهذا يدفعنا باتجاه أهم استحقاق وطني وطبقي، وهو أن يكون لدينا حزب شيوعي حقيقي يقوم بدوره الوظيفي، ويكون بديلاً عن الحالة الفصائلية, وهذا  يعني تعبئة الفراغات الموجودة، وإلا سيأتي من يملأ تلك الفراغات بشكل مشوه، ويكون الشيوعيون قد أضاعوا فرصة تاريخية قد لا تتكرر في وقت قريب.

إن ما يعطي الأفضلية للشيوعيين عن سواهم أن لديهم نظرية علمية تسمح لهم بمواجهة التحديات كافة، وعلى رأسها التفوق المعرفي، مما سيمكّنهم من مواجهة الأعداء الطبقيين وكل ما يقومون بقذفه من مصطلحات في الشارع السياسي لتشتيت الصراع الحقيقي وتضليله، أي الصراع الطبقي.

لقد وضعت الموضوعات الشيوعيين أمام مهام لا مجال إلا لتنفيذها لأسباب كثيرة، أهمها أن الإمبريالية تسعى للخروج من الأزمة الخانقة التي تعصف بها بكل الوسائل، لذلك هي تصر، وتستعجل في مشاريع التفتيت من أجل الهيمنة المطلقة، وبالتالي هي محكومة بتوسيع رقعة الحرب، والعمل على تخفيض عدد سكان الكوكب.. وبالتالي ما على الحركة الثورية سوى الاستعداد الجدي للمواجهة، عبر استعادة دورها الوظيفي الحقيقي، المستند إلى رؤيا، والمنتج لخطاب ثوري حقيقي، والمثبّت البوصلة على خط نضالي شفاف.

إن سورية في هذه المعمعة بحاجة إلى حزب شيوعي حقيقي بديل عن الحالة الفصائلية، يتصدى لمهامه بصورة واضحة لا لبس فيها.. والخيار الوحيد هو الانتصار

آخر تعديل على الإثنين, 25 تموز/يوليو 2016 13:37