لشيوعيون السوريون في المؤتمر 34 للشيوعي السوفييتي: «الصراع ضد الليبرالية الجديدة جزء لا يتجزأ من الحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية»

عقد في موسكو يوم السبت 20 آذار 2010 المؤتمر الرابع والثلاثون لاتحاد الأحزاب الشيوعية- الحزب الشيوعي السوفييتي بحضور وفود عديدة.

وقد مثل اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في المؤتمر الرفيق د.قدري جميل، عضو رئاسة مجلس اللجنة الوطنية، رئيس تحرير أسبوعية «قاسيون»، حيث ألقى الكلمة التالية: 

أيها الرفاق الأعزاء! 

اسمحوا لي أن أنقل إليكم التحيات الرفاقية من آلاف الشيوعيين السوريين الساعين للوحدة تحت رايات اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين .  لا يمكننا في هذه المناسبة إلاّ أن نتوقف عند ذكرى الرفيق الراحل أوليغ شينين- القائد الشيوعي الكبير والمناضل في سبيل انتصار الحركة الشيوعية العالمية.

لقد تعرف الشيوعيون السوريون عليه من خلال أعماله ودوره في دعم القضية الشيوعية. وإليه يعود  فضل كبير في النضال  لفضح  أنصار البيرسترويكا- المتعاملين مع الإمبريالية العالمية والصهيونية.

نشعر بالأسف الكبير لعدم وجوده بيننا في هذا المؤتمر، وكنت أود أن أعلمه بأن يوم توحد الشيوعيين السوريين أصبح قريباً، وفي المستقبل المنظور، لأن هذا هو ما تتطلبه الظروف الموضوعية، ولأن هذا ما يريده الشعب السوري، ولأن هذا هو الهدف الذي يناضل من أجله الشيوعيون السوريون.

لقد أقسمنا أن نبني حزبنا الموحد على أنقاض انقسام الحركة الشيوعية في البلاد، لقد علمتنا خبرتنا العملية الأمور التالية:

1 ـ عندما يوجد في البلد الواحد أحزاب شيوعية عدة، فهذا يعني أنه لا يوجد في هذا البلد أي حزب شيوعي يقوم بدوره الوظيفي - التاريخي.

2 ـ الحزب الشيوعي الاسمي شيء، بينما الحزب الفعلي الذي يؤدي دوره الوظيفي- التاريخي شيء آخر تماما.

3 ـ إن وجود العديد من الأحزاب المسماة بالشيوعية لا يمكّن الشيوعيين من القيام بالمهام التاريخية المنوطة بهم، لأن هذا الوضع من شأنه ليس بلبلة جماهير الشيوعيين فحسب، وإنما بلبلة  جماهيرالشعب أيضاً.

4 ـ إذا حانت الظروف الموضوعية لإنزال ضربة قوية بقوى الإمبريالية والصهيونية، وأضعنا هذه الفرصة، فهذه جريمة بحد ذاتها،و سيكون سببها ذاتيا ألا و هو انقسام صفوف الشيوعيين.

يعاني النظام الرأسمالي العالمي اليوم من أزمة عميقة، وقد تكون نهائية. قال الرفيق فلاديمير إيليتش لينين في زمانه: «بإمكان الرأسمالية الخروج من جميع أزماتها، إذا لم تنزل البروليتاريا بها ضربةً حاسمة خلال هذه الأزمة».

كما أن مقولة ستالين بأنه لا سابقة للخروج من أية أزمة رأسمالية إلاّ من خلال الحرب، ما زالت سارية المفعول في يومنا هذا، ولهذا السبب ما زال قوياً وسارياً مفعول شعار: «فليسقط مشعلو الحروب!».

تقوم الرأسمالية اليوم بالتحضير للحروب بدءاً من باكستان شرقاً وانتهاءً بمنطقة البحر الأبيض المتوسط غرباً، علماً بأن هذه الحروب لم تأخذ بعد شكل الصدام المباشر بين القوى الكبرى، غير أن الصراع بينها موجود وينتشر حالياً ليشمل مساحات شاسعة من العالم بسبب الطبيعة العدوانية للإمبريالية الأمريكية التي وصلت إلى أوجها.

أثبتت الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط هشاشة المنظومة الإمبريالية، وظهور قوى في هذا الشرق العظيم استطاعت تغيير الصورة الجيوسياسية في المنطقة، كما أن هذه الأحداث أكدت أن العامل الحاسم على أرض المعركة ليس الأسلحة المتطورة، بقدر الإرادة السياسية والمستوى العالي لتنظيم طليعة الشعوب المضطهدة التي تناضل كي ترمي من على أكتافها نير الإمبريالية.

لقد تمكن حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الوطنية حماس في قطاع غزة، في ظروف عدم التوازن العسكري المطلق، من القضاء على فكرة بناء الشرق الأوسط الجديد الذي كانت قد تحدثت عنه إدارة إمبراطورية الشر في العالم،و التي

سيظهر مكانها شرق عظيم جديد، تحدد صورته قوى التحرر الوطني ورأس حربتها المقاومة الوطنية في كل مكان.

وعلى ضوء الظروف الحالية في العالم، نحن الشيوعيين السوريين، نرفع شعار «المقاومة الوطنية الشاملة» ضد الإمبريالية العالمية والصهيونية التي لم يعد يوجد أمامها أي أفق لمواصلة سياسة الهيمنة على العالم. وفي الوقت نفسه ظهرت لدى جميع شعوب العالم فرصة تاريخية كبيرة لتحقيق النصر على الرأسمالية وصولا الى انتصار الاشتراكية.

عند الحديث عن قوة الممانعة والمقاومة لا يمكننا إلاّ أن نذكر دور سورية وإيران في مجابهة المخططات والمشروعات الإمبريالية والصهيونية، وخير دليل على هذا هو القمة السورية- الإيرانية التي عقدت في دمشق.

أثبتت خبرتنا الداخلية أن الصراع ضد الليبرالية الجديدة هو جزء لا يتجزأ من النضال الوطني للحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية، وكذلك متابعة النضال ضد السياسة العدوانية والتوسعية التي تنتهجها كل من واشنطن وتل أبيب.

نحن- الشيوعيين- واثقون تماماً من حتمية انهيار النظام الرأسمالي العالمي وانتصار الحركة الشيوعية والعمالية العالمية. 

قضيتنا عادلة.. والنصر حليفنا!