عرض العناصر حسب علامة : الثقافة

صفر بالسلوك سوري

عندما أشاهد أو استمع إلى أغنية «أنا سوري آه يا نيالي» أفكر أن عبد الرحمن آله رشي الكردي من أم شركسية، وهو مؤدي الأغنية صوتاً وصورة، وبسام الملا الكردي الدمشقي مخرج «الكليب»، وحسام تحسين بيك الشركسي على تركي وهو مؤلف وملحن الأغنية، لا شك بأنهم سوريون، ومن منا يشك لحظة في سوريتهم؟
وأقول في نفسي أليس من أرمني قد عمل بالتأكيد في هذه الأغنية كخبير «شاريو» أو «كرين» وغيرهما من معدات التصوير؟ أليس هناك من تركماني عمل كمساعد للمخرج، أو سرياني عمل كمدير للإنتاج فيها أو شيشاني أو كلداني؟!

تداعيات الثقافة البصرية

تحضرالصورة التلفزيونية، بوصفها واحدة من أهم المفردات الجملة الثقافية في عصر ما بعد الحداثة، وتلعب دوراً خطيراًـ يزداد باستمرارـ في تكوين الثقافة والوعي والمزاج، بما تنطوي عليه من سمات وخصائص أدت إلى انقلاب واضح في آليات وأنساق الاتصال بين البشر، لصالح "عولمة ثقافية" تثير أسئلة شائكة حول أنماط العلاقة الجديدة بين الانسان والوجود والتاريخ والرؤية الكونية، وصولاً إلى هواجس حول الذاكرة والهوية والتراث. فالصورة التلفزيونية تحوز عناصر ذات تأثير حاسم،يحضر في المستوى الأول قدرتها على تخطي الحواجز اللغوية بين الأمم والشعوب، الأمر الذي أثر (وسوف يتفاقم لاحقاً) على مفهوم النخبة (والطليعة) ودورها في الصياغات الثقافية والسياسية والاجتماعية!

الأصدقاء

يبدو أن معجزة ستحدث، وأرجع بفعل رجعي إلى طفولتي، إلى محمد الذي كنته طفلاً حروناً انتهازياً في مفاوضاته، فقد كنت أختار وقت اعتدال السفرة على الأرض، لآخذ زاوية في الغرفة، وامتنع عن الطعام (فترة مثالية) لممارستي انتهازيتي، وفرصة لهم، الأهل، ليقدموا جميع مغرياتهم حتى أعدل عن زعلي، المفاجئ، زعلي الذي بلا سبب ونكهة، ورغم معرفتهم بأن ذلك محاولة أنيقة مني لابتزازهم، تحولت هذه الروح النزقة في ذاك الوقت إلى روح مقاتلة الآن من أجل إضافة أصدقاء جدد إلى مفكرة الحب اليومية، بعض هؤلاء الأصدقاء، لا يعير زعلي أو موقفي منه أهمية تليق بي لمعرفتي جيداً، بأن الشحنة (الكره) سرعان ما تنتهي ولا يمكن إلا أن أعتذر وإن كان الصديق مخطئاً بحقي، ويمكن لمحبي سعدون جابر أن يتذكروا أغنية في هذا الشأن، ما يحدث الآن معي مخالف لطبيعتي المؤسسة على التسامح، كما ذكرت، ولم أعد مؤمناً كثيراً بمقولة السيد المسيح: «إذا ضربك أحدهم على خدك الأيسر فدر له خدك الأيمن»، وكأنني صرت أكثر إيماناً: إذا نظر أحدهم إليك نظرة سوء، اصفعه على وجهه، أو اطعنه بسكين صدئ.

أحاديث عابرة مع فنانين سوريين إمّا مديحٌ مجانيٌّ وإمّا لفٌّ ودوران

يبدو أنه لا أحد، حتى الآن، يستطيع أن يقول عن زيته بأنه عكر. هذا ما يريد الفنانون أن يكرسوه منتهجين ثقافة المجاملة، فقد تحول الفنان السوري إلى مجامل بشكل غير مقبول، وكأن بضاعتنا الدرامية ليس بها عيوب على الإطلاق. فآراؤهم، في كثير من القضايا، التي تمس المشهد الدرامي السوري، لا تعدو كونها دخولاً في المديح المجاني، هذا الذي لا يقدم ولا يؤخر، وفي أفضل الأحوال هم يتهربون من الإجابات المحرجة. وهنا لقاءات مع بعض من نجوم الدراما السورية.

السينما المستقلة في سورية: كاميرات ترصد المسكوت عنه في الدين والجنس والسياسة

عدد قليل من الأفلام لا يتجاوز المائة، ومجموعة من الشباب الباحث عن ذاته والمؤمن بقدرته السينمائية، جعلت مصطلح السينما المستقلة يدخل قاموس السينما في سورية المصاب أصلاً بترهل مزمن ومنذ عقود.
واستقلالية هذه السينما الناشئة أتت عن وعلى جبهات مختلفة، فهي بدأت بعيداً عن مناخات المؤسسة العامة للسينما المسؤولة بشكل كبير عن تردي الوضع السينمائي السوري من حيث الإنتاج والتوزيع، حيث أن معظم هذا الإنتاج المستقل أُنجز بشكل فردي وبتكاليف قليلة جداً موّلها أصحابها من الجيل الجديد الذي تفصله قوة زمنية واسعة عن جيل المخرجين السوريين الذي بدأ في سبعينيات القرن الماضي ومازال إلى الآن يبحث عن فرص إنتاجية تعبر عن مقولاته وأفكاره المشبعة بالإيديولوجيا والقضايا الكبرى والتي طلقها أبناء الجيل الجديد طلاقاً بائناً مفضلاً البحث لنفسه عن لغة سينمائية خاصة ومواضيع اعتدنا لفترة طويلة أن نسميها هامشية.

مختارات أولئك الأسلاف

الصرخة ليست صرختك، لستُ أنت من يتحدّث بل أسلاف لا يحصى عددهم يتحدثون مع فمك. لست أنت من يرغب وإنما أجيال لا تحصى من المنحدرين يتوقون مع قلبك.

«خمسين ليرة» لو سمحت!!

فعندما يطلب القاضي، أو كاتب المحكمة، أو رئيس ديوان أو دائرة ما، إضبارة الدعوى، لا يقبل أن يستدعي الموظف الذي وُظِّف لهذه الغاية، ويأمره بجلب الإضبارة، ويكتفي بالقول: «جيب آذن»، أي عليك أن تبحث عن هذا الموظف من محكمة إلى أخرى، ومن طابق إلى آخر، وقد تستعين بمحامي أو أكثر لكي تجده، وربما تقف أكثر من ساعة وأنت تبحث عنه.

ربّما! فرص الحرية الضائعة

لا نعرف الحرية ولا هي تعرفنا، لذلك نداري جهلنا المريع بها باستعراضات وأقنعة المهرجين، عسى ولعل يمنحنا أحدٌ الشرف بإشارة صغيرة: «هذا حرّ»، هي آخر ما نصبو إليه، في ظل السقوف الواطئة جداً على الضمائر والأرواح، وفي متاهة الخطوط الحمراء، حيث ترتسم جغرافيا القهر.

تعا... نحسبها...

للقانون الوضعي مقومات، أهمها تحقيق التوافق والتوازن بين كل أطراف العلاقة التي أنشئ من أجلها والمعنية المتأثرة بهذا القانون، وذلك بعد دراسة الواقع بتأن ودقة أولاً، ومراعاة حقوق وواجبات كل الأطراف ثانياً. وعلى أسس كهذه توضع القواعد النظرية المفترضة له، محاولة سد أكبر قدر من الثغرات التي يصعب ظهورها للمراقب العادي من الخارج قبل البدء بتطبيق هذا القانون.