أحاديث عابرة مع فنانين سوريين إمّا مديحٌ مجانيٌّ وإمّا لفٌّ ودوران
يبدو أنه لا أحد، حتى الآن، يستطيع أن يقول عن زيته بأنه عكر. هذا ما يريد الفنانون أن يكرسوه منتهجين ثقافة المجاملة، فقد تحول الفنان السوري إلى مجامل بشكل غير مقبول، وكأن بضاعتنا الدرامية ليس بها عيوب على الإطلاق. فآراؤهم، في كثير من القضايا، التي تمس المشهد الدرامي السوري، لا تعدو كونها دخولاً في المديح المجاني، هذا الذي لا يقدم ولا يؤخر، وفي أفضل الأحوال هم يتهربون من الإجابات المحرجة. وهنا لقاءات مع بعض من نجوم الدراما السورية.
الفنان أندريه إسكاف شارك في أعمال عديدة، وأسماء هذه الأعمال تدعو للضحك، حسب ما يقول، فهي تراوحت بين «سماع وطنش» و «أوعى تضحك» و«كل شي ماشي» و«فزلكة»، وأضاف بأن أسماء هذه الأعمال التي توحي بالخفة، تظلم الأعمال المهمة التي اشترك بها والفنانين الآخرين، وعن تقييمه لأداء الدراما السورية قال: «الدراما السورية تشكل حالة متميزة»، وأضاف بأننا «لا يجب أن نفاخر كثيراً بالدراما حتى لا تصبح العلاقة بين الفنانين والجمهور علاقة جافة، فالدراما الجيدة تعبر عن نفسها دون أن تعلن اصطدامها بصناعة الآخرين، فالمفاخرة الزائدة هي سبب الحصار الذي تتعرض له المسلسلات السورية»، وعن النجوم الذين لفتوا نظره، هذا الموسم، أشاد اسكاف بالفنان نضال نجم، ووصف حضوره بالرائع، وبأنه «يعمل بإحساس عال وبصدق»، كما أشاد بالفنان الشاب طارق الصباغ ابن الفنان عبد الهادي الصباغ وكذلك بالفنان سعد مينة، وأردف بالقول بأن الفنان أيمن رضا يدهشه دائماً، «بقدرته على التجدد وبالحرفية التي يؤدي بها أدواره».
الجميلة كندة علوش قالت بأنها تطل على الشاشة هذا الموسم من خلال مجموعة من الأعمال هي: «ظل امرأة» و«فجر آخر» و«حسيبة والاجتياح»، وعن دورها في «ظل امرأة» تقول: «لعبتُ دوراً أفرد له النص مساحة كبيرة»، فلدورها تأثير على الأدوار الأخرى، ففي جوهر هذه الشخصية الكثير من المتناقضات، وهي شخصية إشكالية ليس من الممكن تحديد انطباع عنها ببساطة، ومن زاوية أخرى قالت علوش :« الدراما السورية تسجل تراجعاً في مستواها هذا العام بسبب الاستسهال الذي بدا يعمل به المعنيون، وذلك لأن الشركات لم تعد تهتم بالعملية الفنية بقدر ما تهتم بالربح والتوفير»، وأضافت بأن «المتلقي بدأ يشعر بهذه الأمور»، وعن مستقبل الدراما السورية قالت بأنها قابلة للتطور «فيما لو تحقق شرطين، الأول هو أن ترعى مؤسسات الدولة العملية الإنتاجية، وأن تعي هذه المؤسسات أن الدراما صناعة ضرورية ومهمة، والثاني أن يتعامل الفنانون مع عملهم بجدية أكبر، وليس من منطق المال والشهرة فقط وأن يتعاملوا مع مهنتهم على أنها مهنة نبيلة تدخل كل منزل».
الفنان جهاد الزغبي قال بأن مشاركته الوحيدة هذا الموسم كانت مقتصرة على مسلسل «ظل امرأة»، بسبب ظروف السفر، وعن دوره قال: «كان من الأدوار الأكثر أهمية»، وأنه قد عمل مع المخرج على إضافة بعض اللمسات عليها، لتصير الشخصية من لحم ودم، وعن أهمية الدراما السورية رأى أن: «أهميتها تنبع من واقعيتها وصدقها، وما يقال عن كون نجوم الدراما قد سرقتهم الدراما المصرية غير صحيح، ذلك أن النجوم ليسوا مقتصرين على من عمل في مصر، فأنا ضد فكرة النجم الواحد، وفي الدراما السورية العديد من النجوم، مع ذلك فهي لا تعمل إلا بثلاثين بالمائة من طاقة فنانيها
بالمقابل قالت الفنانة هدى شعراوي : « في سوريا ممثلون قادرون على جعل أي مشاهد يعشق الدراما السورية»، وأما الفنانة سوسن ميخائيل فقالت بأن ما تتعرض له الدراما السورية من الحصار هو «حافز لجميع الفنانين ليزيدوا العطاء».