الدراما السوريّة بين مرآة الانحطاط ومطرقة التغيير
يتذكر جيلٌ كاملٌ من مشاهدي الدراما السورية، وخاصة الذين كانوا أطفالاً عام 1996، مَشهداً ربما يمكن اعتباره أحد المنعطفات في تاريخ العنف بالدراما السورية، وينطبق عليه ما يطلق عليه في علم النفس عملية «نزع التحسس» أو «تخدير المشاعر». كان ذلك مشهد «كلّ شي إلا الخازوق يا سيدي» الشهير في مسلسل «إخوة التراب». حالياً وصلت جرعات العنف الجسدي والنفسي في الدراما السورية مستويات غير مسبوقة. فنرى مسلسلاً تبدأ أولى حلقاته بـ«التلذّذ بالشنق»، ويتابع بأجواء هوليودية ساديّة من دماء وعنف، رؤوس تُخبَط وأعضاءٌ تُسحَق وقتلٌ واغتصاب وخيانة وغيرها... البعض يبرّر بأنّ من «الطبيعي» أن تعكس الدراما «الواقع» لأنّ واقعنا عنيف. أمّا المُبدِع الثوري الكبير برتولد بريخت فكان له رأي آخر: «الفن ليس مرآة تُحمَلُ قُبالَة الواقع بل مطرقةٌ لتشكيله».