وجه عادل عبد الله: حياتي عقد إيجار
لو كانت فيروز تعيش في دمشق لما انتظرت منه أن يموت كي تغني كما غنت من قبل «رفيقي صبحي الجيز»، أغلب الظنّ أنها كانت ستغنيه في حياته، وفي شارعه، وأمام بسطته في شارع العابد: «رفيقي عادل عبد الله»!!
لو كانت فيروز تعيش في دمشق لما انتظرت منه أن يموت كي تغني كما غنت من قبل «رفيقي صبحي الجيز»، أغلب الظنّ أنها كانت ستغنيه في حياته، وفي شارعه، وأمام بسطته في شارع العابد: «رفيقي عادل عبد الله»!!
تذكّر جريدة «قاسيون» قرّاءها وجميع المهتمين بإعلانها عن إجراء مسابقة لاختيار أفضل كلمات أغنية وطنية..
ظهرت في السنوات الأخيرة بعض المقطوعات الموسيقية والأغاني التي تتميز بطابعها الملحمي «epic»، ومن سماتها أنها منتشرة بشكل واسع على المستوى العالمي، ولا تنتمي إلى الثقافات المحلية للشعوب، ويسمعها جمهور واسع من مختلف الفئات والشرائح المختلفة وخصوصاً الشابة منها، تحمل المقطوعات الموسيقية التي نركز عليها هنا، عناوين وأسماء تختلف في الشكل ولكنها تتفق في المضمون..
ثمة منقَّبون من شتى الاختصاصات والأنواع والانتماءات والمناصب والمنابر... تملأ أطيافهم الشبحية البلاد، ويقفون في الظل يرعون تناهبها جهاراً نهاراً، ويعيقون تطوّرها، ويفقرون أبناءها ويجهّلونهم، ويضيّقون عليهم من النواحي كافة، ويخنقون آمالهم وتطلعاتهم وحقوقهم، ويجردّونهم من مكاسبهم البسيطة التي حققوها بالعرق والدم والصبر، ويسطون على دخولهم المتناقصة، ولم نسمع أو نقرأ حتى الآن عن محاولة جدية واحدة لكشف لثامهم، ولا عن أي «إجراء إداري» بحقهم.. وليس هناك ما يشير إلى احتمال حدوث ذلك قريباً..
تلقي هذه الدراسة الضوء على مساحات واسعة من الشعر الشعبي الغنائي في سورية وشرق المتوسط، حيث يقسم الباحث عبد الفتاح رواس قلعه جي إلى وحدات جغرافية تحمل كل وحدة منها ألوانها الغنائية وخصوصيتها الفنية. ومن هذه الألوان: المطاول، الموال، العتابا والميجانا، الشديات، أغاني الأطفال، المناغاة، الهناهين، الموشحات والقدود.. في مناطق الفراتين والبادية، الساحل والجبل.
عرفت المدن العربية اتساعاً كبيراً في العصر الحديث بسبب التزايد السكاني الطبيعي والهجرات الكبرى المتواصلة من الريف إلى المدينة، الأمر الذي أحدث تغيراً بنيوياً في طبيعة المدن والأرياف على السواء، ونتجت عنه تشوهات كبيرة، اقتصادية- اجتماعية ونفسية وبيئية وعمرانية في كل منهما... وقد واكبت معظم الفنون والآداب والدراسات السوسيولوجية والأنتربولوجية هذا المستجد الهائل، وعبرت عنه من زوايا نقدية وإبداعية متعددة ومتفاوتة العمق..
مر وقت طويل على بلادنا منذ توقف الفن بمعظم أقانيمه عن تقديم جديد مؤثر يلامس الوجدان العام ويرتقي بالذائقة الجمعية.. وربما أصبح من المهم أن نسأل: هل هو قحط مؤقت يطبع هذه السنين العجاف ثقافياًً التي تكاد تخيّم على الشرق، أم أننا أمام مشكلة بنيوية مزمنة ترتبط بمستوى التشوه الذي طال الهوية والثقافة كما طال غيرها مع طغيان أفكار، وآثار أفكار الليبرالية الجديدة؟
تحولت الذكرى السنوية للفنان الخالد سيد درويش (1892 ـ 1923) في مكان ولادته بحي «كوم الدكة» في الإسكندرية إلى مهرجان فني سنوي، يقام في 17 آذار يوم مولد «فنان الشعب» ويحمل اسم «زوروني كل سنة مرة»، حيث تردد أغانيه و تعزف موسيقاه. لكن هذا المهرجان حمل أبعاداً سياسية هذه السنة، حيث ذهبت عدة وسائل إعلامية إلى الربط بين الاحتفالية وبين واقع المصريين اليوم الذي يشهد تردياً لا مثيل له.
ينشد جلال الدين الرومي رباعياته: كلامنا العذب الذي تبادلناه/ أودعته القبة الزرقاء في قلبها الخفي/ ويوماً ما ستسكبه كالمطر/ وينمو سرنا في سعة العالم.. فيقدم رؤية المتصوفين بشكل عام في الحب كمطلق للتعامل مع الآخر ظاهراً كان أم باطناً، ويتعامل من منطق العشق مع المأساة التي لاحقته طيلة حياته، ومن هنا تشتق الكثير من فنون الشرق رؤيتها، فنجد كل عمل ينحو نحو التصوف والاندماج بالذات المطلق مستمداً من شخصية شرقية ما، سواء كان جلال الدين الرومي أو المعري أو الحلاج، إلا أن هذا النموذج الثقافي الفكري بحاجة إلى كف مبدع لكي تقدمه عام 2010 للجمهور على امتداد الخريطة، وهذا بالفعل ما حققته «حكاية عشق» العرض المسرحي الإيراني الموسيقي الراقص الذي قدّم على خشبة الدراما في أوبرا دمشق.
عندما تتبجّح مجموعة من المطربات الإسرائيليات، بسرقة وآداء أغنيات لعمالقة الطرب العربي من أم كلثوم إلى فيروز؛ فإن هذا الأمر ليس مستغرباً على شعب وثقافة تنهض في الأساس على كل ما هو مسروق من الأرض (فلسطين)، مروراً بالتاريخ واللغة ووصولاً إلى الفن!