ربما ..! المصريون يهزون الهلال يا سيد درويش
تحولت الذكرى السنوية للفنان الخالد سيد درويش (1892 ـ 1923) في مكان ولادته بحي «كوم الدكة» في الإسكندرية إلى مهرجان فني سنوي، يقام في 17 آذار يوم مولد «فنان الشعب» ويحمل اسم «زوروني كل سنة مرة»، حيث تردد أغانيه و تعزف موسيقاه. لكن هذا المهرجان حمل أبعاداً سياسية هذه السنة، حيث ذهبت عدة وسائل إعلامية إلى الربط بين الاحتفالية وبين واقع المصريين اليوم الذي يشهد تردياً لا مثيل له.
لم يكن سيد درويش في أغانيه وموسيقاه ومسرحياته الغنائية بعيداً عن السياسة على الإطلاق، فهو أولاً محرر الموسيقى العربية من الاحتلال التركي، ومكرس فكرة أن هدف الغناء ليس التطريب وحسب، كما كان سائداً قبله، فمعه أصبح الهدف الأول هو الجهاد الوطني والنهوض الاجتماعي، هكذا كانت أغلب أعماله تتناول أحلام الشعب «الغلبان» ومنغصات العيش من غلاء في الأسعار وعسف ومحاولات إذلال..
واليوم إذا يرى الأعلام أن هذا المهرجان سياسي فليكن، وليقل أهل مصر، وسواهم أيضاً، اليوم وغداً، اعتراضهم على الواقع المعيشي القائم، من خلال ما سبق وقاله درويش في تحفه الغائية العظيمة كـ«طلعت يا محلى نورها» و«أهو ده اللي صار» و«هز الهلال يا سيد»، أو نشيد «بلادي.. لك حبي وفؤادي».. وسواها.
إحدى وثلاثون سنة فقط هي ما عاشه درويش، لكنه في حياته الخاطفة والسريعة فعل ما لم يفعل من عاشوا قرناً، ولعل دروسه المستفادة من هذه التجربة الكبيرة تأخذ عدة تمثيلات أهمها: ألا يدير الفنان ظهره للشعب، التفكير الدائم بالنهضة عبر الفن لأن الفن قادر على المستحيل، تقديم ما يساهم في تقوية روح الإنسان والارتقاء بالوجدان.
■ ر.و
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.