المطبوعات العمالية زمن الكساد العظيم
قبل أكثر من نصف قرن، كان الاشتراكيون والشيوعيون في كندا ينظمون ثقافة الطبقة العاملة من خلال المنشورات الصغيرة فخلال اضطرابات الكساد العظيم، كانت وسائل الإعلام المطبوعة جزءاً لا يتجزأ من بقاء الأحزاب العمالية.
قبل أكثر من نصف قرن، كان الاشتراكيون والشيوعيون في كندا ينظمون ثقافة الطبقة العاملة من خلال المنشورات الصغيرة فخلال اضطرابات الكساد العظيم، كانت وسائل الإعلام المطبوعة جزءاً لا يتجزأ من بقاء الأحزاب العمالية.
«الخصوبة من العوامل المركزية في الوضع الديموغرافي الذي هو بدوره مؤشرٌ رئيسي لتطور أيّ بلد، ويؤثر على العمليات الاجتماعية وبنية الدولة. ولذلك فإنّ حلّ أهم القضايا الاجتماعية المتعلقة بتنمية الدولة وحالتها الاقتصادية وأمنها القومي يعتمد بالدرجة الأولى على حلّ القضية الديمغرافية، حيث يعتمد التوازن الإقليمي والعالمي للقوة الاقتصادية والسياسية إلى حد كبير على العمليات الديموغرافية والهجرة». بهذه المقدمة افتتح الباحث في السياسة فلاديمير أودينتسوف المقال التالي المنشور في موقع «النظرة الشرقية الجديدة» NEO.
التنبؤات الكبيرة بخصوص الكوارث الاجتماعية والسياسية التي تلوح في الأفق هي أمر مشبوه، فمعظم الأشياء المثيرة في التاريخ لم تحدث بشكل متوقع. لكن في أمريكا عام ٢٠٢٢، لدينا حرب ثقافية شرسة ومتصاعدة، جنباً إلى جنب مع فقاعة أسعار أصول هائلة تغذيها سنتان من أموال التحفيز، وكلّها تلقي بثقلها على اقتصاد حقيقي هش بشكل لا يُصدق. إن كنتم تعتقدون أنّنا مررنا بالأسوأ، فعليكم الانتظار حتّى تتفجر فقاعة الكريبتو.
إذا تركنا جانباً البروباغاندا الغربية، والمطبلين لها، والتي تنفي أي تغيّر في موازين القوى الدولية، وتصمّ آذانها وتغلق عيونها عن الواقع المستجد، معتبرةً أنّ ما يجري منذ 15 عاماً هو مجرد كبوةٍ مؤقتةٍ ألمّت بفرس الكاوبوي الأمريكي... إذا تركنا ذلك جانباً، فإننا نجد أنفسنا أمام ظاهرة عالمية شديدة التعقيد، ومتعددة الأوجه والطبقات.
سجلت الولايات المتحدة أكبر عجز تجاري في تاريخها على الإطلاق خلال عام 2021، وخاصة من استمرار شهية المستهلكين القوية للسلع المستوردة، والتي أدت إلى تفاقم الفجوة بين الاستيراد والتصدير.
يقول بعض المعلِّقين بأنّ لدى الولايات المتحدة، بوصفها المركز الرأسمالي، القدرة على إعادة إنعاش الاقتصاد كما فعلت من قبل بعد الكساد الكبير في الثلاثينيات. ويقول آخرون بأنّها حتّى لو كانت غير قادرة على ذلك، فهي قادرة على قمع أيّ حركات ثورية اشتراكية كما فعلت من قبل في الكثير من الأماكن.
ما مدى صحّة هذا؟
أعلن صندوق النقد الدولي تخفيض تقديراته الخاصة بالنمو العالمي، مضيفاً أنه يتوقع استمرار التضخم «لمدة تفوق التوقعات».
يبدو من المرجّح بشكل متزايد أن يستخدم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والقوى العالمية السائدة، الارتفاع الدراماتيكي في مستوى التضخم كذريعة لإسقاط الأسواق المالية الأمريكية، ومعها إسقاط أكبر فقاعة مالية في التاريخ. ارتفعت معدلات التضخم بشكل هائل منذ عمليات الإغلاق، وترليونات الدولارات التي تمّ إنفاقها ضمن إطار الطوارئ من قبل كلّ من ترامب وبايدن، وذلك مصحوباً باستمرار سياسة البنك الاحتياطي الفدرالي غير المسبوقة بمنح قروض بفوائد تقارب الصفر، وشراء السندات بمليارات الدولارات لإبقاء فقاعة التضخم أكبر ممّا هي عليه حتّى. مهّد كلّ هذا الأرضية من أجل انهيار الأسواق وشيك الحدوث. وعلى عكس ما تمّ إخبارنا به، فهذا الانهيار متعمّد ومقصود ومخطط له.
ما الذي يجري في العالم اليوم؟ وكيف يمكن الخروج منه؟ كثيرون يبحثون عن أجوبة عن هذه الأسئلة الكبيرة ويصطدمون بمجموعة من الأجوبة التي تسوقها وتروجها مجموعة من النخب العالمية من أمثال الاقتصادي ورجل الأعمال الألماني كلاوس شفاب، الذي يروج لما يسميه «إعادة الضبط العظيمة»، وفي المقابل يقدم مجموعة من الباحثين قراءات أخرى متمايزة، تستند إلى إرث معرفي كبير، وفهم عميق لجوهر النظام الرأسمالي العالمي.
اجتمع الشهر الماضي مسؤولون رفيعو المستوى من البنوك والمنظمات الدولية في «إسرائيل»، للتحضّر والتدرّب على «لعبة حرب» تحاكي انهيار النظام المالي العالمي. يشبه ذلك التدريبات التحضيرية التي حملت اسم «الحدث 201» الذي أقيم قبل فترة بسيطة من انتشار الوباء، والذي كان هدفه التدرّب على الاستجابة في حال انتشار وباء عالمي، والتي سبقت انتشار كوفيد-19 بقليل في أكتوبر/تشرين الأول 2019. بعد أن كان من المقرَّر عقد مبادرة «العزم الجماعي Collective Strength» في دبي أثناء معرض إكسبو دبي، تمّ نقله إلى وزارة المالية في «إسرائيل» بسبب المخاوف من متحوّر أوميكرون