الولايات المتحدة تسجّل أكبر عجز تجاري في تاريخها: 860 مليار دولار
سجلت الولايات المتحدة أكبر عجز تجاري في تاريخها على الإطلاق خلال عام 2021، وخاصة من استمرار شهية المستهلكين القوية للسلع المستوردة، والتي أدت إلى تفاقم الفجوة بين الاستيراد والتصدير.
سجلت الولايات المتحدة أكبر عجز تجاري في تاريخها على الإطلاق خلال عام 2021، وخاصة من استمرار شهية المستهلكين القوية للسلع المستوردة، والتي أدت إلى تفاقم الفجوة بين الاستيراد والتصدير.
يقول بعض المعلِّقين بأنّ لدى الولايات المتحدة، بوصفها المركز الرأسمالي، القدرة على إعادة إنعاش الاقتصاد كما فعلت من قبل بعد الكساد الكبير في الثلاثينيات. ويقول آخرون بأنّها حتّى لو كانت غير قادرة على ذلك، فهي قادرة على قمع أيّ حركات ثورية اشتراكية كما فعلت من قبل في الكثير من الأماكن.
ما مدى صحّة هذا؟
أعلن صندوق النقد الدولي تخفيض تقديراته الخاصة بالنمو العالمي، مضيفاً أنه يتوقع استمرار التضخم «لمدة تفوق التوقعات».
يبدو من المرجّح بشكل متزايد أن يستخدم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والقوى العالمية السائدة، الارتفاع الدراماتيكي في مستوى التضخم كذريعة لإسقاط الأسواق المالية الأمريكية، ومعها إسقاط أكبر فقاعة مالية في التاريخ. ارتفعت معدلات التضخم بشكل هائل منذ عمليات الإغلاق، وترليونات الدولارات التي تمّ إنفاقها ضمن إطار الطوارئ من قبل كلّ من ترامب وبايدن، وذلك مصحوباً باستمرار سياسة البنك الاحتياطي الفدرالي غير المسبوقة بمنح قروض بفوائد تقارب الصفر، وشراء السندات بمليارات الدولارات لإبقاء فقاعة التضخم أكبر ممّا هي عليه حتّى. مهّد كلّ هذا الأرضية من أجل انهيار الأسواق وشيك الحدوث. وعلى عكس ما تمّ إخبارنا به، فهذا الانهيار متعمّد ومقصود ومخطط له.
ما الذي يجري في العالم اليوم؟ وكيف يمكن الخروج منه؟ كثيرون يبحثون عن أجوبة عن هذه الأسئلة الكبيرة ويصطدمون بمجموعة من الأجوبة التي تسوقها وتروجها مجموعة من النخب العالمية من أمثال الاقتصادي ورجل الأعمال الألماني كلاوس شفاب، الذي يروج لما يسميه «إعادة الضبط العظيمة»، وفي المقابل يقدم مجموعة من الباحثين قراءات أخرى متمايزة، تستند إلى إرث معرفي كبير، وفهم عميق لجوهر النظام الرأسمالي العالمي.
اجتمع الشهر الماضي مسؤولون رفيعو المستوى من البنوك والمنظمات الدولية في «إسرائيل»، للتحضّر والتدرّب على «لعبة حرب» تحاكي انهيار النظام المالي العالمي. يشبه ذلك التدريبات التحضيرية التي حملت اسم «الحدث 201» الذي أقيم قبل فترة بسيطة من انتشار الوباء، والذي كان هدفه التدرّب على الاستجابة في حال انتشار وباء عالمي، والتي سبقت انتشار كوفيد-19 بقليل في أكتوبر/تشرين الأول 2019. بعد أن كان من المقرَّر عقد مبادرة «العزم الجماعي Collective Strength» في دبي أثناء معرض إكسبو دبي، تمّ نقله إلى وزارة المالية في «إسرائيل» بسبب المخاوف من متحوّر أوميكرون
ما الذي يجري في العالم اليوم؟ وكيف يمكن الخروج منه؟ كثيرون يبحثون عن أجوبة لهذه الأسئلة الكبيرة ويصطدمون بمجموعة من الأجوبة التي تسوقها وتروجها مجموعة من النخب العالمية من أمثال الاقتصادي ورجل الأعمال الألماني كلاوس شفاب، الذي يروج لما يسميه «إعادة الضبط العظيمة»، وفي المقابل يقدم مجموعة من الباحثين قراءات أخرى متمايزة، تستند إلى إرث معرفي كبير، وفهم عميق لجوهر النظام الرأسمالي العالمي.
مرّ على حركة «احتلوا وول ستريت» أو «احتلوا» فقط عشرة أعوام في سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما تجمّع ألف شخص للاحتجاج في حديقة زوكوتي في قطاع منهاتن المالي. انتشرت الحركة على الفور على طول الولايات المتحدة والعالم لتقف ضدّ اللامساواة الاقتصادية والفساد السياسي. حفزت الحركة بشكل واسع الكراهية الطبقية ونزع الشرعية عن الرأسمالية، وفضحها كنظام يراكم فيه عدد قليل من الناس مبلغاً باهظاً من رأس المال على حساب الغالبية العظمى الذين يعيشون في وضع هش. بعد عشرة أعوام، بات الـ 1% الأثرياء الذين أثاروا غضب المشتركين في الحركة، أكثر ثراء. رغم تبدد الحركة وزوالها، هناك الكثير ممّا يمكن تعلمه من اللحظة القصيرة لحركة احتلوا على المسرح الدولي، خاصة مع تعاظم عودة الجماهير للشارع والحاجة لتنظيمها.
تتعمق أزمات المنظومة الغربية الرأسمالية، والصفة «غربيّة» ليست «جغرافية» فقط رغم تمركز المنظومة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، بل تعني أيضاً أنّ أتباعها جميعاً ولو وُجِدوا في «الشرق» فإنهم محكومون بالتراجع مع سفينتها الغارقة. الأزمة الاقتصادية أساس تتولّد منه، بنهاية المطاف، باقي الأزمات الاجتماعية والسياسية والثقافية والعلمية وغيرها، وتدخل معها وفيما بينها بحالة «طنين»؛ بمعنى أنها تعزز بعضها على طريقة «الحلقة المفرغة» مسببةً «أزمة حضارية شاملة» نشهد تجلياتها العديدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: أزمة الطاقة وإخفاقات مكافحة الوباء بما فيها مؤخراً نقص فعالية اللقاحات الغربية أكثر من غيرها، وتزايد الانتحار والجريمة لدرجة إغلاق المدارس في عدة ولايات أمريكية، وليس انتهاءً بفشل تجارب صواريخ فرط صوتية، وغيرها...
من سيجدد سلاسل التوريد التي يتواصل كسرها في العالم الرأسمالي؟ هل سيجري تجديدها في ظل المنظومة الحالية؟ أم حان أوان منظومة جديدة لأداء هذه المهمة؟