الدواء.. أزمة مستمرة على حساب المرضى
ضمن مسلسل الأزمات المتواصل الذي تتسارع وتيرته يوماً بعد يوم، تعود أزمة الدواء لتتصدّر المشهد جنباً إلى جنب مع أزمة الوقود والمواصلات.
ضمن مسلسل الأزمات المتواصل الذي تتسارع وتيرته يوماً بعد يوم، تعود أزمة الدواء لتتصدّر المشهد جنباً إلى جنب مع أزمة الوقود والمواصلات.
أكد عضو مجلس نقابة الصيادلة وممثل المجلس العلمي للصناعات الدوائية في اللجنة الفنية للدواء، محمد نبيل القصير أنّ وزارة الصحة رفعت أمس الأربعاء (14-12-2022) أسعار نحو 20 زمرة دوائية، موضحاً أن نسبة الرفع لهذه الزمر تراوحت ما بين 22% إلى 26% وهي تختلف من صنف لآخر.
«مافي داعي أسأل...أكيد مافي».. بهذه الكلمات البائسة تقف أمّ عند باب الصيدلية، مشيرةً إلى علب الحليب القليلة المصفوفة على الرف، لتجيب الصيدلانية بأنّ المستودع لم يوزّع لهم هذا الأسبوع أيضاً!
بالتزامن مع تراجع القطاع الدوائي بشكل ملحوظ، كماً ونوعاً، والصعوبات في تأمين الأدوية، بدأت تنتشر ظاهرة الأدوية المهرّبة بصورة أكبر، على الرغم من المشكلات التي تحيط بهذا النوع من الدواء.
وافق مجلس الوزراء في جلسته الأسبوع الماضي التي عقدت برئاسة المهندس حسين عرنوس على رفع قيمة المكافأة الشهرية الممنوحة للصيادلة العاملين في القطاع العام لتصبح 50 ألف ليرة سورية بدلاً من 20 ألف ليرة بهدف تحسين أوضاعهم وبما يضمن استمرار العمل في القطاع الصحي بالشكل الأمثل.
يعلم الصيادلة أكثر من غيرهم بأنه لا يكاد يمّر يوم واحد تقريباً من دون أن يُنشر على المجموعات الخاصة بهم نشرة تعديل أسعار جديدة، سواء للمنتجات الدوائية الوطنية أو المستوردة، أو حتى لما يُسمّى «الإكسسوار»، كالشامبو وكريمات التجميل وغيرها...
كشفت نقيب صيادلة سورية وفاء كيشي لإذاعة «شام إف إم» المحلية صدور تسعيرة جديدة لبعض الأصناف الدوائية التي كانت مفقودة من الأسواق، وتم تسعيرها بحسب التكلفة، بذريعة أنّه لا توجد حلول أو طرق أخرى غير رفع الأسعار «حتى تتمكن المعامل من إعادة توفيرها بالأسواق».
الولايات المتحدة فريدة في إخفاقها في تحديد أسعار المستحضرات الصيدلانية بشكل قانوني. تدفع الأسر الأمريكية في المتوسط أكثر من ضعفين ونصف ثمن الأدوية، بالمقارنة بنظرائهم في بلدان منظمة التعاون والتنمية. في عام 2018، بلغ إجمالي الإنفاق على الأدوية للفرد الواحد في الولايات المتحدة 1229 دولار، بالمقارنة مع ألمانيا 884 دولار، ومع كندا 865 دولار.
في حديث لإذاعة «ميلودي إف إم» المحلية، صرّح المدير التنفيذي لشركة «أوبري» للصناعات الدوائية زياد أوبري، أنّ المعامل «تحتاج» لرفع أسعار الأدوية مرة أخرى بنسبة 40% على حد قوله.
لكل داء دواء... وإن أصبحت أسعار الأدوية هي الداء بذاته، فهل من دواء يشفي من ذاك الداء؟!