سورية: هجمة رفع أسعار الطاقة والغذاء والدواء تمسح سلفاً أثر «المنحة»

وفي تصريح لـ«الوطن» أوضح القصير أنّ من الزمر التي شملها الرفع بعض أنواع أدوية الالتهابات وكذلك أحد أنواع أدوية القلب وأدوية معالجة الصرع وبعض أدوية الغدة الدرقية وبعض أدوية الكورتيزون.

واعتبر أنّ نسبة الرفع «متواضعة» على حد تعبيره «وليست بالكبيرة»، ضارباً مثلاً أن أحد أنواع أدوية الالتهاب ارتفع سعره إلى 3800 ليرة في حين سعره القديم 3 آلاف ليرة وبالتالي فإن رفع الأخير «ليس كبيراً».

وأشار القصير أن وزير الصحة حسن الغباش سوف يجتمع اليوم بالمجلس العلمي للصناعات الدوائية وأنه من بين المطالب التي سوف يطرحها المجلس هو إيجاد ما سماه «سعراً عادلاً» للأدوية. ولفت إلى «الصعوبات التي تواجهها المعامل المصنعة للأدوية في ظل الظروف الحالية وخصوصاً ما يتعلق بتأمين المحروقات للمعامل» (والتي أقرت الحكومة مؤخراً رفع أسعارها المباعة للفعاليات الاقتصادية عبر إحدى الشركات الخاصة الكبيرة في البلد). إضافة إلى صعوبات استيراد المواد الأولية الداخلة في إنتاج الأدوية «نتيجة العقوبات الجائرة».

وعلى جبهة رفع أسعار أخرى، ترتفع أسعار السلع بكل أصنافها وأشكالها بشكل يومي ومتسارع في الأسواق وتزداد معها حالات الاحتكار لبعض المواد الأساسية وشبه فقدانها من معظم المحال التجارية مثل مادة السكر التي وصل سعر الكيلو منها ما بين 6.5 و7 آلاف.

وأكد رئيس جمعية حماية المستهلك عبد العزيز المعقالي لـ«الوطن» بأن هناك إخفاقاً حكومياً في الحلول ينعكس سلباً على المواطن والحكومة باتت اليوم شريكاً في رفع الأسعار والدليل قيامها برفع الرسوم الجمركية والضرائب وأجور نقل البضائع، مطالباً في الوقت نفسه وزارة المالية بإعادة النظر في الرسوم والضرائب المفروضة على التاجر والتي يدفع ثمنها بالمحصلة المواطن.

وبحسب رأي رئيس جمعية حماية المستهلك فإن «إحجام التجار عن استيراد مادة السكر هو الذي أدى إلى ارتفاع سعرها بشكل كبير وندرة وجودها في المحال التجارية خلال الفترة الحالية» بحسب تعبيره، مطالباً بضرورة قيام القطاع العام بأخذ دوره وألا يكون دوره عبارة عن دور ربحي وليس خدمياً.

يجدر بالذكر أيضاً أنه صدر قرارا عبر وزارة التجارة الداخلية في 13 من الشهر الجاري برفع أسعار جديد للبنزين والمازوت المدعوم. ونص على رفع سعر مبيع مادة البنزين أوكتان 90 للمستهلك بسعر 3000 ل. س للتر. وسعر مبيع بنزين أوكتان 90 الحر 4900 ل.س للتر. وسعر مبيع بنزين أوكتان 95 بـ 5300 ل.س للتر.

كذلك نص القرار على مبيع المازوت المدعوم الموزع من قبل شركة محروقات في جميع أنحاء سورية للقطاعين العام والخاص بما فيها المؤسسة السورية للمخابز ومخابز القطاع الخاص المخصصة لإنتاج الرغيف التمويني بسعر 700 ل.س للتر. وسعر مبيع المازوت للفعاليات الاقتصادية من منشأ محلي 3000 ل. س للتر.

هذا وصدر مرسوم اليوم 15 كانون الأول 2022 بصرف منحة 100 ألف ليرة سورية لمرة واحدة فقط للعاملين والمتقاعدين في الدولة مدنيين وعسكريين.