وصول مركبات مدرّعة صينية لدعم جيش مالي بمكافحة الإرهاب stars
وصل عدد كبير من المعدات العسكرية إلى عاصمة مالي (باماكو) مساء 4 سبتمبر/أيلول 2025 قادمة من كوناكري، وتشمل مركبات VP14 MRAP ومركبات مدرعة VN22 (B) صينية الصنع.
وصل عدد كبير من المعدات العسكرية إلى عاصمة مالي (باماكو) مساء 4 سبتمبر/أيلول 2025 قادمة من كوناكري، وتشمل مركبات VP14 MRAP ومركبات مدرعة VN22 (B) صينية الصنع.
شكّلت فرنسا يوماً ما إحدى القوى التقليدية في النظام الدولي، لكنّ السنوات الأخيرة أثبتت أنّ قدراتها الاقتصادية والعسكرية في انحدار واضح. من هنا يأتي السؤال: لماذا لا يزال اسمها يتردّد في مشاهد كبرى كأفريقيا وأوكرانيا وسورية؟ كيف يمكن لدولة تعاني تراجعاً في أدواتها المادية أن تحافظ على حضورها في قلب الخطاب الجيوسياسي العالمي؟
تشهد القارة الأفريقية تحولاً جذرياً في علاقاتها الدولية، حيث تعزز نزعتها نحو الاستقلال عن الهيمنة الغربية، وتوسع شراكاتها مع القوى الصاعدة. وفي هذا الإطار، تُسهم السياسات الأمريكية الانكفائية، مثل: تبني مبدأ «أمريكا أولاً»، في تعميق هذا التوجه.
يُعدّ التعاون الصيني-الأفريقي نموذجاً متميزاً للتضامن والتعاون بين دول الجنوب العالمي، حيث شهدت العلاقات بين الصين وأفريقيا تطوراً ملحوظاً منذ القمة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك) في سبتمبر 2024 في بكين، والتي عُقدت تحت شعار «التكاتف لتعزيز التحديث وبناء مجتمع صيني-أفريقي رفيع المستوى بمستقبل مشترك». تُوّجت هذه القمة بإعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ عن «إجراءات الشراكة العشرة»، التي شكلت خارطة طريق لتعزيز التعاون في مجالات التجارة، البنية التحتية، الصحة، الزراعة، التنمية الخضراء، والأمن. وكان المعرض الاقتصادي والتجاري الصيني-الأفريقي الرابع، الذي أُقيم في تشانغشا بمقاطعة هونان من 12 إلى 15 يونيو 2025، امتداداً عملياً لهذه الرؤية.
تدخل الحرب السودانية عامها الثالث وسط تصاعد العنف وتفاقم الكارثة الإنسانية التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى، معظمهم مدنيون، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 15 مليون شخص وانتشار المجاعة والأمراض. الصراع الذي اندلع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في أبريل 2023، تحول إلى أزمة متعددة الأبعاد تهدد استقرار البلاد وتؤثر على المنطقة بأسرها.
تتخذ الدول الأفريقية خطوات مهمة ضمن ما يمكن تسميته «الصحوة الثانية» وهي مرحلة جديدة من النهضة ضد الاستعمار والتبعية الغربية، وعلى الرغم من أن القارة الأفريقية حصلت على استقلالها السياسي عن الاستعمار الغربي خلال القرن العشرين، إلا أن هذا الاستقلال لم يكن كاملاً أو ناجزاً، أما اليوم، تخوض الدول الأفريقية معركة أخرى لتحقيق استقلال حقيقي وسيادة وطنية، من خلال بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل بدلاً من التبعية، وحماية المصالح الوطنية، وتعزيز دورها الإقليمي والدولي.
تُعدّ مجموعة العشرين منتدىً دولياً يضم الدول الأكثر تأثيراً في الاقتصاد العالمي، حيث تمثل 75% من التجارة العالمية، و85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بالإضافة إلى ثلثي سكان العالم. وتعقد المجموعة اجتماعها الأول في القارة الأفريقية على مستوى اجتماع وزراء خارجية، وجاء ذلك بعد انضمام الاتحاد الأفريقي كعضو كامل العضوية في منذ عام 2024.
يأتي المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى شراكة روسيا-أفريقيا الذي انعقد في شهر تشرين الثاني الحالي في مدينة سوتشي، كأحد أهم الأحداث لتعزيز التعاون بين روسيا والدول الأفريقية. ويعكس هذا المنتدى استمرار الشراكة بين الجانبين في ظل تحديات سياسية واقتصادية تواجهها كل من روسيا وأفريقيا، كان من أبرزها آثار الحرب الروسية الأوكرانية وأزمات الطاقة والغذاء في العالم. ويأتي هذا المنتدى بعد أيام قليلة من انعقاد قمة البريكس واستكمالاً للمسار الذي تتبنّاه روسيا بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع دول الجنوب العالمي وبشكل خاص مع الدول الأفريقية، التي تعتبرها روسيا من أهم محاور التغييرات العالمية ومساهماً رئيساً في صياغة النظام العالمي الجديد، نظراً لموقعها وثرواتها البشرية والطبيعية والدور الهام الذي يمكن أن تلعبه على الساحة الدولية في مجال إنهاء الاستعمار الغربي وإيقاف نهبه.
انعقد المنتدى الـ11 للتعاون بين تركيا وأفريقيا في منتصف الشهر الجاري، واستمر لمدة يومين، جامعاً أكثر من 1500 مشارك من 54 دولة أفريقية لمناقشة سبل تعزيز التعاون التركي- الأفريقي. يأتي هذا المنتدى كإضافة هامة لمسار التعاون بين تركيا وأفريقيا، في ظل تزايد أهمية القارة الأفريقية على الساحة الدولية، وسعي تركي لأداء دور اقتصادي ودبلوماسي واسع في القارة.
تُعقد القمة الحالية للمنتدى الذي يجمع الصين بالدول الأفريقية تحت عنوان «التكاتف لتعزيز التحديث وبناء مجتمع صيني أفريقي رفيع المستوى بمستقبل مشترك»، المنتدى الذي انطلقت أعماله لأول مرة في عام 2000، يعقد الآن بنسخته التاسعة بصيغة قمة تجمع قادة الدول، حيث يمثل أكبر حدث دبلوماسي تنظمه بكين منذ جائحة كوفيد-19.