وريث فيديل كاسترو هو الحزب
دخل المناضل فيديل كاسترو قبل نحو سنة، في غيبته الاستشفائية، إلا أن إطلالاته في الصور والصحف والبيانات بقيت صلة بينه وبين جماهير الشعب الكوبي، الذي ما يزال ينتظر عودة زعيمه إلى مهماته.
دخل المناضل فيديل كاسترو قبل نحو سنة، في غيبته الاستشفائية، إلا أن إطلالاته في الصور والصحف والبيانات بقيت صلة بينه وبين جماهير الشعب الكوبي، الذي ما يزال ينتظر عودة زعيمه إلى مهماته.
ليس من قبيل المبالغة وصف الانتصار الذي حققه إيفو موراليس في انتخابات بوليفيا لعام 2005 بالحدث التاريخي. فقد جسّد ذلك الاشتراكي بملامحه السمراء تاريخاً نضالياً يمتد إلى أكثر من خمسة قرون، تعرض خلالها السكان الأصليون «الإنكا»، إلى أسوأ وأبشع ما يمكن لشعب أن يعانيه، بدءاً باضطهاد المستعمرين القدامى، من الأسبان، وصولاً إلى استغلال المستعمرين الجدد، الأميركيين «اليانكي»..
التغييرات الجارية في العالم تسير أسرع مما توقع البعض، بل هي مفاجئة ومذهلة للكثيرين من الذين لم يتوقعوها بتسارعها وجذريتها..
فمعسكر اليسار الحقيقي في العالم يشتد عوده بعد الهزيمة التي ألحقت به في أوائل التسعينات، وينتقل من مواقع الدفاع السلبي إلى مواقع الدفاع النشيط، الذي يؤسس للانتقال إلى الهجوم على طول الجبهة من أمريكا اللاتينية إلى آسيا.
تدل سلسلة التطورات والتحركات والتصريحات في أمريكا اللاتينية وتحديداً في فنزويلا وكوبا إلى أن قادة تلك الدول ربما باتوا يستشعرون خطراً أمريكياً داهماً على بلدانهم ضمن منطق الاحتمالات المفتوحة الذي تعتمده واشنطن للخروج من أزمتها، والسعي لوضع نقاط ارتكاز إضافية تسمح لاحتكاراتها الرأسمالية الإمبريالية بالاستمرار ولاسيما مع بروز استعصاءات ما في مواقع انتشارها الاحتلالي العسكري، أو خططها التكتيكية لتوسيع دائرة الحروب بوصفها إحدى أهم وسائل القفز للأمام وتصدير الأزمة.
في سياق مساعي واشنطن المستمرة للنيل من التحولات الخارجة عن إرادتها ورغبتها في امريكا الجنوبية والتاثير بمسار استقراره تلك التحولات تشهد منطقة الانديز (التي تضم 5 من دول أمريكا الجنوبية) أزمة دبلوماسية حادة تهدد بانفجار عسكري إقليمي سترحب به في حال اندلاعه واشنطن للغاية ذاتها، وسط حقيقة تتجلى على الأرض وتقول إن الدول اليسارية الصاعدة في القارة اللاتينية التي تدرك قياداتها هذه النزعة الأمريكية وتحاول أن لا تنجر لها إلا أنها لا تستطيع السكوت على الضيم.
أشار الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو إلى أن الولايات المتحدة تريد استخدام (الأسطول الرابع)، الذي أُعيد تأهيله أخيراً، من أجل نشر الموت في أميركا اللاتينية لا من أجل محاربة الإرهاب.
تنشط السفارة الفنزويلية في سورية منذ فترة وتقيم الكثير من الأنشطة والفعاليات الثقافية والاجتماعية وكان آخرها اللقاء الذي دعت إليه «جمعية البيت البوليفاري» في المركز الثقافي العربي بطرطوس بمناسبة الذكرى السادسة لاستعادة الحكومة الفنزويلية والرئيس تشافيز للسلطة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي قامت بها قوى مرتبطة بالإمبريالية الأمريكية حيث عرض فيلم وثائقي في هذه المناسبة. وعلى هامش اللقاء كان لقاسيون اللقاء التالي مع سفيرة الجمهورية الفنزويلية في سورية السيدة ضياء العنداري.
أضاف فوز الأسقف الكاثوليكي فرناندو لوغو زعيم حزب يسار الوسط برئاسة باراغواي إلى الانتصارات المتلاحقة ليساريي أمريكا اللاتينية منذ انتخاب هوغو شافيز رئيساً لفنزويلا عام 1998 وجعل حكومات القارة الحمراء يسارية بالكامل، لتصبح بذلك كولومبيا آخر معقل للولايات المتحدة كظهير خلفي بأمريكا اللاتينية.
أخيراً أصبح مصرف الجنوب حقيقةً واقعيةً في أمريكا اللاتينية؛ ويرى المتحمسون للفكرة فيه مشروعاً تكاملياً آخر، بينما ينظر إليه آخرون بعين الريبة والشك إذ يعتقدون بأنه قد يغدو «ثدياً» آخر لتغذية جشع المصالح الإمبريالية في أمريكا اللاتينية.
هنالك توجهان كبيران متناقضان على الصعيد العالمي:
توجه مسيطر اليوم، يفعل منذ 25 إلى 30 عاماً، يتمثل في مواصلة الهجمة الرأسمالية النيوليبرالية والإمبريالية. في السنوات الأخيرة، عبّر هذا التوجه عن نفسه عبر اللجوء المتزايد إلى حروبٍ إمبريالية، ولاسيما بهدف الحصول على حقول نفطية، وذلك عبر زيادة تسلح القوى العظمى وتعزيز الانفتاح التجاري للبلدان الخاضعة وتعميم الخصخصة وهجومٍ منهجي على الأجور وعلى آليات التضامن الاجتماعي التي حصل عليها العمال. هذا كله يشكل جزءاً من إجماع واشنطن. تطبق هذه الآليات في البلدان الأكثر تصنيعاً وفي البلدان النامية على حدٍّ سواء.
يتطور منذ نهاية التسعينات اتجاهٌ مضادٌ آخر، لاشك أنّه ضعيف جداً على المستوى العالمي، وقد عبّر هذا الاتجاه عن نفسه بأساليب عديدة: انتخاب رؤساء يروجون لقطيعة مع النيوليبرالية (بدأت هذه الحلقة مع انتخاب هوغو شافيز أواخر العام 1998) أو على الأقل لتسويةٍ معها؛ تعليق الأرجنتين لتسديد ديون خارجية عامة تعود لدائنين خواص اعتباراً من نهاية كانون الأول 2001 وحتى آذار 2005؛ تبني مجالس تأسيسية في فنزويلا وبوليفيا والإكوادور لدساتير ديمقراطية؛ تعزيز الحريات المدنية والسياسية وتقدمٌ في ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ بداية استعادة سيطرة الدولة على الشركات العامة الكبرى (النفط الفنزويلي) وعلى الموارد الطبيعية (الماء والنفط والغاز الطبيعي في بوليفيا) وعلى الخدمات الأساسية (إنتاج/توزيع الكهرباء والاتصالات في فنزويلا)؛ انخفاض عزل كوبا؛ فشل الألكا (اتفاقية التجارة الحرة) التي كانت واشنطن تريد فرضها على مجمل أمريكا)؛ بداية الألبا (البديل البوليفياري للأمريكيتين) وتطور اتفاقات تجارية واتفاقات مقايضة بين فنزويلا وكوبا وبوليفيا...؛ تعزيز اتفاقية النفط الكاريبي التي تسمح لبلدان منطقة الكاريبي غير المصدرة للنفط بشراء نفط فنزويلا بحسم قدره 40 % بالمقارنة مع أسعار النفط العالمية؛ خروج بوليفيا من السيردي (محكمة البنك الدولي حول الاستثمارات)؛ طرد الممثل الدائم للبنك الدولي في الإكوادور؛ إعلان نهاية قاعدة مانتا الأمريكية في الإكوادور بحلول العام 2009؛ إطلاق بنك الجنوب.