كاسترو: واشنطن تعرض العالم للإبادة

الابتعاد عن الأضواء والبحث عن بعض من راحة جسدية لم ينالا من اتقاد ذهن الزعيم الكوبي فيدل كاسترو رغم العقود الثمانين التي أمضى جلها في النضال والثورة وتأسيس الدولة والصمود في وجه الحصار الأمريكي ومحاولات الاغتيال المتكررة.

كاسترو يحصد اليوم نتائج ثقته بالتاريخ وهو الذي بات يقف على رأس مشروع يتجاوز حدود (جزيرة الحرية) ليغطي أرجاء أمريكا اللاتينية كافة التي باتت تشكل بدورها مشروعاً جدياً لقاطرة النهوض الشعبي الثوري في وجه المشروع الإمبراطوري الأمريكي على المستوى الكوني.

الرئيس الكوبي الذي يؤكد أنه يتابع كل الأخبار من حوله اختار موضوعاً آخر للبحث والاستنتاج... مؤكداً أن واشنطن ومن خلال سياسة الطاقة التي تعتمدها تعرض العالم للإبادة.

ففي مقال باسمه هو الثاني خلال اقل من أسبوع بعد ثمانية أشهر من الاستشفاء إثر عملية جراحية خطيرة نشرت صحيفة «غرانما» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الكوبي مادة حملت عنوان «تدويل الإبادة» وتناولت السياسة الأمريكية في موضوع المحروقات.

وجاء في المقال: «لعل الآتي أعظم: حرب جديدة من أجل ضمان الحصول على الغاز والنفط، الأمر الذي يضع الجنس البشري قاب قوسين أو أدنى من المحرقة النهائية». وعلق كاسترو على الاجتماع الذي عقد السبت الماضي في كامب ديفيد في الولايات المتحدة بين الرئيسين الأميركي جورج بوش والبرازيلي لولا دا سيلفا وتناول التعاون في مجال إنتاج الايثانول، قائلاً «لم يجب أحد على السؤال الأساسي..!»

وأوضح أن هذا السؤال يكمن في معرفة «أين ومن الذي سيؤمن أكثر من 500 مليون طن من الذرة تحتاج إليها الولايات المتحدة وأوروبا والدول الغنية الأخرى من أجل إنتاج» الايثانول المطلوب؟ وقال «أعلن بوش في كامب ديفيد نيته تطبيق صيغة إنتاج الايثانول على الصعيد العالمي، الأمر الذي لا يعني شيئا آخر غير تدويل الإبادة».

وكان فيدل كاسترو دعا في مقال مطول العالم الثالث إلى مقاومة تطوير المحروقات الحيوية الذي تسعى إليه الدول الغنية، وعلى رأسها الولايات المتحدة. وأكد أن هذا التطوير الذي يشكل فكرة مخيفة يتسبب بمجاعة عبر تقليص مساحة الأراضي الزراعية بما يهدد أكثر من ثلاثة مليارات إنسان.

وتؤمن البرازيل والولايات المتحدة أكثر من 70% من الإنتاج العالمي من الايثانول. وكتب كاسترو في مقاله متوجها إلى صديقه لولا دا سيلفا «لا انوي إهانة البرازيل، ولا التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد الكبير»، مذكرا انه ندد في ريو دي جانيرو قبل 15 عاما بالأخطار البيئية التي تهدد وجود الجنس البشري.

في كامب ديفيد، دعا الرئيس البرازيلي نظيره الأمريكي إلى تخفيف الرسوم الجمركية الأمريكية على الايثانول من أجل إقامة سوق حقيقي للطاقة. وعلق الزعيم الكوبي إن «بوش في كامب ديفيد لم يقم بأي تنازل».

■  قاسيون + ا ف ب

آخر تعديل على الأحد, 13 تشرين2/نوفمبر 2016 22:42