شافيز: لن نسمح لكولومبيا بأن تصبح «إسرائيل» أمريكا اللاتينيّة
في سياق مساعي واشنطن المستمرة للنيل من التحولات الخارجة عن إرادتها ورغبتها في امريكا الجنوبية والتاثير بمسار استقراره تلك التحولات تشهد منطقة الانديز (التي تضم 5 من دول أمريكا الجنوبية) أزمة دبلوماسية حادة تهدد بانفجار عسكري إقليمي سترحب به في حال اندلاعه واشنطن للغاية ذاتها، وسط حقيقة تتجلى على الأرض وتقول إن الدول اليسارية الصاعدة في القارة اللاتينية التي تدرك قياداتها هذه النزعة الأمريكية وتحاول أن لا تنجر لها إلا أنها لا تستطيع السكوت على الضيم.
وبدأ السيناريو الجديد بقيام جيش كولومبيا في الأول من الشهر الجاري بشن هجوم داخل الأراضي الإكوادورية استهدافاً لجماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية اليسارية – فارك، وتحديداً لاغتيال الرجل الثاني فيها «راؤول رييس»، وأعقب ذلك من باب الرد قيام الإكوادور بطرد السفير الكولومبي لديها حيث أعلن الرئيس الإكوادوري عن ذلك على شاشات التلفزيون الإكوادوري، مؤكداً أنه سيرسل مزيداً من القوات إلى الحدود مع كولومبيا و«إن بلاده ستدافع عن نفسها ما لم تقدم كولومبيا اعتذاراً عن الهجوم الذي شنته على متمردي الفارك في أراضي دولته».
بموازاة ذلك أمرت وزارة الخارجية الفنزويلية بـ«طرد السفير الكولومبي فوراً» من كاركاس، وكذلك مجمل الطاقم الدبلوماسي الكولومبي، وإغلاق السفارة الفنزويلية في بوغاتا كذلك، بعد أن أعلن الرئيس «هوغو شافيز» أنه سيرسل قوات بلاده إلى الحدود مع كولومبيا، واصفاً الرئيس الكولومبي «ألفارو أوريبي» بـ«المجرم»، وأن: « الحكومة الكولومبية أصبحت (إسرائيل) أميركا اللاتينية. ولن نسمح لكولومبيا بأن تصبح (إسرائيل) هذه الأرض»، داعياً إلى «تحرير كولومبيا من أيدي الإمبراطورية» الأميركية، علماً بأن «شافيز» قام بالتوسط مع «فارك» لضمان إطلاق سراح رهائن تحتفظ بهم، وتم الإفراج عن ستة منهم وفقا لمبادرته.
وزير الدفاع الكولومبي وصف العملية التي قتل فيها «رييس» على بعد كيلومترين داخل الأراضي الإكوادورية بأنها أكبر ضربة حتى الآن للقوات المسلحة الثورية الكولومبية. إلا أن «شافيز» وصف الضربة بأنها «قتل جبان مخطط لها بتعمد وإصرار». وأضاف أن كولومبيا قد «غزت الإكوادور، خارقة بشكل سافر سيادتها على أراضيها».
وكان «شافيز» قد حذر بوغاتا في السابق من أن أي غزو للأراضي الفنزويلية مماثل لما جرى في الإكوادور سيكون «سببا للحرب». وفيما ينتقد «شافيز» الولايات المتحدة بشدة، تتلقى الحكومة الكولومبية مليارات الدولارات من واشنطن كمعونة لها في حربها ضد المسلحين المتمردين عليها.
ومن جانبه أعرب الرئيس الكوبي «راؤول كاسترو» عن دعمه لنظيره الإكوادوري خلال اتصال هاتفي بحثا خلاله الأزمة مع كولومبيا، حسب ما أعلنه في هافانا وزير التخطيط الإكوادوري.
ويذكر أن رييس، واسمه الحقيقي «لويس ادغار ديفيا» (59 سنة)، كان قد بدأ حياته زعيماً نقابياً، وانخرط في الحركة الثورية منذ قرابة 30 عاماً، فارتقى سلم التراتبية وأصبح المتحدث باسم «فارك». وكان أحد الأعضاء السبعة في الأمانة العامة للحركة. وذكر اسمه كثيرا كخلف للقائد الأعلى لـ«فارك» مانويل مارولاندا (77 عاماً)، ويشكل اغتياله ضربة قوية تتلقاها القوات المسلحة الثورية الكولومبية.