التخبط الأمريكي قد يضرب لاتينياً..
تدل سلسلة التطورات والتحركات والتصريحات في أمريكا اللاتينية وتحديداً في فنزويلا وكوبا إلى أن قادة تلك الدول ربما باتوا يستشعرون خطراً أمريكياً داهماً على بلدانهم ضمن منطق الاحتمالات المفتوحة الذي تعتمده واشنطن للخروج من أزمتها، والسعي لوضع نقاط ارتكاز إضافية تسمح لاحتكاراتها الرأسمالية الإمبريالية بالاستمرار ولاسيما مع بروز استعصاءات ما في مواقع انتشارها الاحتلالي العسكري، أو خططها التكتيكية لتوسيع دائرة الحروب بوصفها إحدى أهم وسائل القفز للأمام وتصدير الأزمة.
ففي كاراكاس وقبيل الإعلان عن توجهه، ضمن جولة يزور خلالها مينسك وطهران أيضاً، إلى موسكو لمناقشة إمكانية توقيع عقود توريد أسلحة جديدة وبالتحديد غواصات، دعا الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز جيش بلاده للاستعداد لخوض حرب عصابات ضد الولايات المتحدة لأنها تشن حربا نفسية واقتصادية في إطار حملة غير تقليدية للإطاحة بحكومته.
وأمام حشود من عناصر الجيش وشعارات «الوطن، الإشتراكية أو الموت!.. النصر لنا!» أعلن الرئيس الفنزويلي «علينا مواصلة تطوير حرب مقاومة، فهي السلاح المضاد للرأسمالية» موضحاً «نحن نعزز قدرات فنزويلا العسكرية تحديداً لتفادي عدوان الإمبريالية وتحقيق السلام، وليس بهدف مهاجمة أية دولة».
بالمثل وفي كلمة له بتاريخ 17 حزيران 2007 استرجع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو ما ورد في كتاب الصحفي الأمريكي روبرت وودوورد «حالة إنكار»، الذي أكد فيه أنه «في 18 حزيران 2003، أي بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب على العراق، أثناء خروج بوش من مكتبه في البيت الأبيض بعد اجتماع هام، ربت على كتف الجنرال جاي غارنير، وقال له: اسمع، جاي، هل ستقوم بتنفيذ موضوع إيران؟
- يا سيدي، لقد تكلمت أنا والشباب حول الموضوع ونريد انتظار كوبا. نظن بأن (مشروب) الروم والسيجار أفضل، والنساء أجمل.
أجاب بوش: «سيكون لك ذلك، ستكون كوبا لك».
وبعد أن استعرض خطط واشنطن لضرب إيران، والأزمة الدولارية الأمريكية، واستخدام واشنطن لسلاح المساعدات الغذائية ضد الشعوب، وقرب دخول الحصار الأمريكي الجائر على كوبا عامه الخمسين، مع ما خلفه ذلك من انعكاسات سيئة على مستوى معيشة الكوبيين، لولا حيوية الثورة الكوبية وبعض انجازاتها الهامة، ولاسيما في مجال الصحة والتعليم، إلى جانب المساعدات النفطية الفنزويلية مؤخراً، أكد كاسترو أن «كوبا ستواصل تطوير القدرة القتالية لشعبها والارتقاء بهذه القدرة، بما فيها صناعة الأسلحة المتواضعة ولكنها نشيطة وفاعلة، وهي صناعة تضاعف القدرة على مواجهة الغازي حيثما كان، وأياً كانت الأسلحة التي يمتلكها».
وخلص كاسترو إلى القول: «لسنا بالثوار الأوائل الذين نفكر هكذا، ولن نكون الأخيرين!.. يمكن شراء رجل ما، ولكن لا يمكن أبداً شراء شعب»، مضيفاً في مخاطبته بوش: «أؤكد لكم بأن كوبا لن تكون لكم أبداً!».