عرض العناصر حسب علامة : التوازن الدولي

المشهد الدولي والأسئلة الجديدة المطروحة

في مجرد أن توصّف ما يجري بأنه اشتباك بين الغرب والشرق، وأن تقول: إن «معركة أوكرانيا» ما هي إلّا إحدى ساحاته الكثيرة، تكون بذلك قد نسفت الدعائم الأساسية للرواية التي تضخها ماكينة الهيمنة الغربية، وما أن تحاول من خلال سلسلة التفكير المنطقي رسم النتائج العميقة المتوقعة لهذا الاشتباك على كل النظام العالمي حتى تبدو كما لو أنك غريب يتحدث لغة باتت مجهولة بالنسبة للكثيرين.

افتتاحية قاسيون 1060: كيف سيتحدد مآل المعركة؟

يسود العالمَ بأسره هذه الأيام استقطابٌ حادٌ حول ما يجري في أوكرانيا. وهذا أمرٌ طبيعي ومتوقعٌ، لما للحدث من تأثيرات أكيدة- وأياً تكن نتائجه النهائية- على مجمل التطور العالمي.

إذاً عليهم فرض العقوبات... لكن من سيتأذّى منها؟

إذاً نجحت الولايات المتحدة والناتو باستفزاز روسيا وتهديد مصالحها حدّ إطلاق الأخيرة عمليّة عسكرية في أوكرانيا. وبعد جولة أولى مربكة من العقوبات «الأوليّة»، ومن الأحاديث المتضاربة والمنقسمة التي تلت شهوراً من التهديدات الغربية بأنّ روسيا إذا ما قامت بعمليتها العسكرية، فستفقد كلّ فرصها بالتعامل مع أوروبا، وسينهار اقتصادها، تبدو روسيا غير مبالية بهذه التهديدات. هل روسيا غافلة عمّا يمكن أن يلحق باقتصادها إذا انضمت أوروبا بشكل كلي للولايات المتحدة وقررت إيقاف وارداتها من الغاز الروسي؟ في الحقيقة، هناك سؤالان أكثر جديّة لهذه المرحلة، الأول: من الذي سيتضرر من عقوبات أمريكية-أوروبية ضدّ موسكو: روسيا أم الأوروبيون؟ والثاني: ما الذي يجري بين موسكو وبكين ويدفعهما للتقليل من جدوى العقوبات الغربية؟.

إضاءة مختصرة على التاريخ الحديث للموضوع الأوكراني...

بين الزوايا العديدة التي يمكن ضمنها قراءة الحدث الأوكراني، فإنّ هنالك أهمية خاصة لمقاربة المسألة من وجهة نظر أسسها التاريخية، ليس من وجهة نظر إثنية ولغوية وإلخ، ولكن بالضبط من وجهة نظر تموضع أوكرانيا ضمن التوازنات الدولية وتطور ذلك التموضع خلال عقود عديدة ماضية...

مع أوكرانيا... تضيق هوامش اللعب بين الغرب والشرق.. حول تخوفات الكيان من التأثيرات عليه وعلى سورية

منذ بدأت الأزمة الأوكرانية بالتصاعد بشكل دراميٍ مؤخراً، وخاصة بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية، بدأت الدول في مختلف أنحاء العالم بالاصطفاف اصطفافاً حاداً في هذا الجانب أو ذاك؛ وباتت الأمور مستقطبة إلى الحد الأقصى؛ إما أن تقف مع الغرب أو ضده. مع ذلك، فإنّ بعض اللاعبين الإقليميين والدوليين، وجدوا أنفسهم ممزقين في ظل هذا الاصطفاف، لاعتبارات متعددة.

معركة أوكرانيا... وما بعدها!

يقف العالم بأسره، وكما يقال، على رجل واحدة اليوم، متأهباً لتغييرات كبرى تتحقق فعلاً، ومتخوفاً من الاحتمالات الخطرة القائمة دائماً، طالما النخب المالية لديها إمكانات الوصول إلى الأزرار الحمراء المرعبة للأسلحة الأشد تدميراً وفتكاً... ولكن هذا كلّه ليس إلّا المظهر الخارجي لصورة أشد تعقيداً وتشعباً...

"وول ستريت" تقرّ بالمأزق الأمريكي بمواجهة بكين وموسكو

أقرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، وهي إحدى أبرز الناطقين بلسان حال رأس المال المالي العالمي، في تقرير لها الأربعاء 23 شباط بأن "بكين وموسكو تتمتعان الآن بدور أقوى في مواجهة الغرب مما كانتا عليه خلال الحرب الباردة".

افتتاحية قاسيون 1058: ما وراء أوكرانيا

يحتل الوضع المتأزم هذه الأيام في أوكرانيا وحولها موقع العنوان الأول حول العالم؛ وليس هذا بمستغربٍ لأنّ الجميع على علمٍ، إلى هذه الدرجة أو تلك، بأنّ مضامين المعركة الجارية وأبعادها، أكبر بكثير من أوكرانيا نفسها، بل وتصل بنتائجها حدود الفصل بين حقبتين من التاريخ العالمي...

إلى موسكو… زيارات رفيعة المستوى ولكن!

التوتر الشديد الذي نشهده في أوروبا، يرافقه نشاط دبلوماسي ملحوظ، وعلى الرغم من أن التصريحات الظاهرية تميل إلى رفض التصعيد الحالي، إلا أن ممارسات البعض تقول غير هذا تماماً! لنبقى أمام واقع حيث تفرض الولايات المتحدة على حلفائها الأوروبيين ظرفاً شديد الخطورة مما يدفع بعضهم للبحث عن مخارج حقيقية وإعادة النظر بجدوى العلاقة مع واشنطن.

حلفاء أمريكا هم أعداؤها الحقيقيون الذين لا يمكنها ترويضهم

الولايات المتحدة من الضعف اليوم لدرجة أنّ أكبر ما تسعى إليه هو ألّا تسمح «لحلفائها» بالإتجار مع الصين وروسيا. فتحركات الناتو اليوم ونظام العقوبات الأمريكي يهدف إلى منع حلفاء الولايات المتحدة من الانفتاح على المزيد من التجارة والاستثمار مع روسيا والصين. ليس الهدف عزل روسيا والصين، بل إبقاء هؤلاء الحلفاء محبوسين ضمن مدار الولايات المتحدة الاقتصادي. تريد الولايات المتحدة من حلفائها أن ينسوا منافع استيراد الغاز من روسيا والبضائع من الصين، وأن يديموا الهيمنة الأمريكية رغم فقدانها أعمدتها ومقوماتها، وأن يشتروا من الولايات المتحدة الغاز المسيّل وبقية الصادرات، وأن يتوجوا كلّ ذلك بصفقات السلاح الأمريكي. لكن مع مراقبة هؤلاء «الحلفاء» للكثير الذي يمكن لروسيا والصين أن يقدماه، يكون السؤال الأساسي هنا: إلى متى ستتمكن الولايات المتحدة من إجبار حلفائها على فعل ذلك؟