بربّكم، إنّهم بيض وضدّ روسيا: التغطية الغربية المركّزة والمنحازة
آلان ماكلود - ترجمة: قاسيون آلان ماكلود - ترجمة: قاسيون

بربّكم، إنّهم بيض وضدّ روسيا: التغطية الغربية المركّزة والمنحازة

أثارت التغطية الإعلامية الغربية، وخاصة من قبل وسائل الإعلام البارزة، للعمليّة العسكرية الروسيّة في أوكرانيا تساؤلات متجددة حول المدى الذي يمكن فيه للإعلام الغربي أن يظهر منحازاً. لكن هذه المرّة نسف الإعلام المملوك للشركات حتّى أدنى ادعاءات بالحياد أو بالموضوعية. قامت هذه التغطية للأحداث في أوكرانيا على عدّة أسس: ١) التركيز المكثّف مع تجاهل الأحداث العسكرية الموازية لها من حيث زمن الوقوع. ٢) تعزيز الحضور العنصريّ للتعليقات، وتحديداً عند التعامل مع مسألة اللاجئين وبشرتهم ودينهم. ٣) إعادة تنشيط الحضور الإعلامي للمجموعات المناهضة للحرب عموماً. ٤) إسقاط أيّة تغطية للسياق التي وقعت فيه الأحداث والخلفيّة السابقة لها. ٥) زيادة الضخّ العاطفي الغاضب مع التركيز على شيطنة روسيا لأبعد حد.

خلال أسبوع، وقعت أربعة أحداث عسكريّة هامّة من حول العالم: بدء العمليّة العسكرية الروسيّة في أوكرانيا، قيام السعوديّة بشنّ عشرات الهجمات في اليمن، وإطلاق «إسرائيل» سلسلة من الهجمات القاتلة في سورية، واستئناف الولايات المتحدة عمليات قصفها الجوي في الصومال. لكن من بين هذه الأحداث، لم يثر اهتمام الإعلام الغربي الرائد سوى العمليّة الروسيّة في أوكرانيا، بينما لم يذكر البقيّة، أو بالكاد ذكروها على عجالة.
أجرت مؤسسة MintPress دراسة مكثفة لما نُشر في الإعلام الأمريكي، فتبيّن أنّه ما بين ٢١ و٢٧ شباط، نشرت فوكس نيوز، والنيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وسي إن إن، وإم.إس.إن.بي.سي قرابة ١٣٠٠ قصّة منفصلة عن الأحداث في أوكرانيا، وقصتين عن الهجمات في سورية، وواحدة عن الصومال، ولا شيء عن اليمن. تصدّرت فوكس نيوز التغطية بمعدّل مقال كلّ ٣٠ دقيقة، ولكن قليلة هي الاختلافات بين وسائل الإعلام الغربية.

صحوة مفاجئة لمناهضي الحرب

في أحد الاستطلاعات قبيل العملية العسكرية الروسيّة، ٤٢٪ من الأوكرانيين الذين شاركوا في الاستطلاع سخروا من إمكانية قيام روسيا بعملية عسكرية. قد يكون هذا من تداعيات ما كشفته وثيقة أمريكية رسميّة منذ فترة قريبة، عن أنّ واشنطن أنفقت عن طريق المنظمة غير الحكومية «المنحة الوطنية للديمقراطية NED» ٢٢,٤ مليون دولار منذ ٢٠١٤ لتعزيز الخطاب الإعلامي المناهض لروسيا في أوكرانيا، وتقوية حضور القوميين الأوكران.
من الإشارات التي تظهر مدى «انخراط» وسائل الإعلام الغربية في الحدث الأوكراني وموقفها المقرر مسبقاً، نشر وسائل إعلام بارزة مثل النيويورك تايمز وواشنطن بوست مقالاتها الافتتاحية عن الأمر. فالمقالات الافتتاحية تتمّ كتابتها عادة من قبل كبار الموظفين في الوسيلة الإعلامية، لتعبّر بشكل واضح عن الموقف الذي سيحكم تغطية الأخبار. قامت النيويورك تايمز خلال الفترة الأولى للعملية بنشر ٤ مقالات افتتاحية، ثلاث منها تناولت الحدث الأوكراني، وكانت تندد بالعمل العسكري وتصفه «بالعدوان المحيّر»، وتشجب فلاديمير بوتين وتنعته «بكاره الأجانب وناشر الفكرة المضللة أنّ أوكرانيا جزء من روسيا». في هذا الوقت نشرت واشنطن بوست ٦ مقالات افتتاحية، من بينها اثنتان تدينان روسيا، واثنتان تثنيان على قيادة جو بايدن في المسألة الأوكرانيّة.
كما شهدت وسائل الإعلام الغربية «صحوة مفاجئة» مكثفة لإبراز مواقف المجموعات المناهضة للحرب بشكل تام. فكما كتب جيف كوهين، مؤسس وكالة «العدل والدقّة في التقارير» الإعلامية: «هذا ما يبدو عليه الأمر عندما تتخذ وسائل الإعلام موقفاً مشتركاً تناهض فيه الحرب. علماً أنّ هذه الوسائل الإعلاميّة ذاتها قد ساندت الولايات المتحدة في جميع صراعاتها تقريباً».
على النقيض من ذلك، لم تحصل الهجمات الأخيرة للقوات السعودية «التحالف العربي» في اليمن على أيّة تغطية إعلامية. في اليوم الذي بدأت فيه روسيا عمليتها العسكرية، تلقّت اليمن ٣٧ ضربة جويّة على طول البلاد. كما قام «التحالف العربي» في اليوم التالي باستخدام المدفعيّة الثقيلة في قصف سعدة، ما أدّى إلى تحوّل المكان إلى باحة دماء، وذلك بعد استخدام القوات السعودية قنبلة موجهة ليزرياً ضدّ مركز احتجاز، ما أدّى لمقتل ٩١ شخصاً وجرح المئات.
ورغم أنّ «التحالف العربي» متهم بخرق اتفاقية عدم إطلاق النار في ١٤٧ موقعاً ومناسبة. لكن هذه الهجمات لم تجد طريقها إلى تغطية فوكس نيوز، ولا سي.إن.إن، ولا النيويورك تايمز، ولا واشنطن بوست، ولا إم.إس.إن.بي.سي. قامت وسائل الإعلام الغربية بتغطية الأحداث في أوكرانيا خلال أسبوع واحد، أكثر ممّا غطّت النزاع في اليمن بشكل إجمالي منذ ٢٠١٤.
هذا على الرغم من حقيقة أنّ مئات الآلاف من الناس قد لقوا حتفهم في هذا النزاع. تقدّر الأمم المتحدة أنّ عدد القتلى قد وصل إلى ما لا يقلّ عن ٣٧٧ ألف إنسان بحلول نهاية ٢٠٢١. ما يثير الاستغراب أنّ هذا التعتيم الإعلامي يحدث بالرغم من أنّ الولايات المتحدة مشارك مباشر في العنف هناك. فوفقاً لتقرير حديث، باعت الولايات المتحدة أسلحة حديثة للسعودية وحدها بما لا تقلّ قيمته عن ٢٨ مليار دولار، إضافة إلى توفيرها التدريب والدعم العسكري والدبلوماسي لمساعدة «التحالف العربي» على الاستمرار في حربه في اليمن.
أمّا التغطية الخجولة للنزاع في اليمن، فيمكن أخذ عيّنة منه ما نشر في واشنطن بوست. تمّ نشر مقال واحد يتحدث عن فرض الولايات المتحدة لعقوبات جديدة ضدّ «المتمردين الحوثيين». ومقال عن هجوم بطائرات درون منخفضة التقنية على مطار سعودي، وتصعيد الحوثيين هجومهم ضدّ الإماراتيين والسعوديين في مأرب، مع التعامي التام عن أنّ مأرب هي مدينة يمنية وليست سعودية أو إماراتيّة.

الصومال وسورية: لا شيء

استأنفت الولايات المتحدة عمليات القصف ضدّ الصومال، ثاني أفقر دولة في إفريقيا. ورغم أنّ الجيش الأمريكي نشر تعليقاً صحفياً عن هجماته الأخيرة قرب العاصمة مقديشو، لم يجد الخبر طريقه إلى الإعلام كثيراً. الوسيلة الوحيدة البارزة التي تحدثت عنه هي النيويورك تايمز، وذلك عبر نشر قصّة مشذبة بعنوان: «الولايات المتحدة تنفذ أول غارة جوية في الصومال منذ آب». لم يتحدث المقال عن عدم شرعية العمل، ولا اعتبره «عدواناً محيّراً» كما فعل مع العملية العسكرية الروسية، بل برر العمل على الفور مدعياً أنّ الضربة «استهدفت مقاتلي الشباب دفاعاً عن قوات الأمن الصومالية الحليفة». وعليه تمّ تأطير الضربات الجويّة الأمريكية في بلد على الجانب الآخر من العالم على أنّها خطوة دفاعية ضرورية. في الحقيقة، ضمّنت التايمز في مقالها تبريراً قانونياً للضربة هو «الدفاع الجماعي الشرعي». وقد أشارت التايمز في تغطية إخبارية سريعة إلى الضربة الأمريكية، حيث ذكرتها بجملة واحدة. هذا كان أقصى ما وصلت إليه التغطية.

1060-18

في الوقت ذاته، استمرّت «إسرائيل» بتصعيد هجماتها في سورية، فأطلقت صواريخها من فوق مرتفعات الجولان المحتلّة تجاه القنيطرة. وبشكل غير مسبوق، أطلقت في اليوم التالي هجوماً صاروخياً على دمشق أسفر عن مقتل ثلاثة جنود على الأقل في ضواحي العاصمة. جاء ذلك بعد قصف الجيش «الإسرائيلي» المتكرر على مدى أسابيع لدمشق، واختراق طائراته المجال الجوي السوري واللبناني.
تحصل «إسرائيل» من أجل هذا المجهود الحربي غير القانوني على مساعدة من الولايات المتحدة، التي تزودها بما يقرب من ٤ مليارات دولار من المساعدات العسكرية سنوياً. تحتلّ القوات الأمريكية حالياً مناطق كبيرة من سورية، بما في ذلك المناطق المُنتجة للنفط في الشمال الشرقي، وتنسّق باستمرار الإجراءات مع حليفها «الإسرائيلي».
فقط واشنطن بوست قامت بتغطية خبر الأعمال الهجوميّة «الإسرائيلية»، وذلك عبر خبرين صغيرين جافّين منقولين عن الأسوشيتد برس، دون إضافة أو تعليق أو سرد لخلفيّة ما يجري. تمّ التعامل مع الهجمات على أنّها أعمال عادية ولا تستحق أيّ اهتمام تقريباً.

الحرب ضدّ «المتحضرين»

لم يكن التفاوت الهائل في تغطية الأحداث هو السمة الوحيدة للإعلام الغربي، بل الاختلاف الهائل بين لهجة الخطاب والنتائج. ازدحمت وسائل الإعلام بصور أهداف العملية العسكرية الروسية. لكن هذه التغطية لم تكن هادئة وحيادية، بل «عاطفيّة» ومليئة «بالغضب والتجييش». يغيب هذا النوع من التغطية عندما يكون تماماً عند تغطية الحروب الغربية، وهو قرار واعٍ يتمّ اتخاذه من قبل من يتحكمون بما تنشره وسائل الإعلام هذه. ولأنّه وكما يبدو فصور الدمار التي اعتدناها من الحروب قليلة هنا، كان لزاماً على المتحكمين اللعب على وتر آخر.
كمثال: بعد عدّة أسابيع من غزو الولايات المتحدة لأفغانستان، أرسل رئيس شبكة سي.إن.إن مذكرة إلى جميع الموظفين، قال لهم فيها بعبارات واضحة لا لبس فيها أن يقللوا من إظهار معاناة الأفغان: «يبدو من المنحرف التركيز كثيراً على الخسائر أو المصاعب في أفغانستان». ذهب تشيلسي مانينغ وجوليان أسانج إلى السجن بسبب تجرِّئهما على نشر صور ضحايا الحروب الأمريكية. لكن عند تغطية ما يحدث في أوكرانيا، تصبح التغطية مرتكزة على «ضحايا» العمليّة الروسيّة. لقد وصلت وسائل الإعلام الغربية إلى حدّ تغطية الأوكرانيين الذين يحملون السلاح داخل المدن، والذين اتهموا بكونهم عصابات تصفي بعضها، على أنّهم وطنيون أوكران يصنعون قنابل مولوتوف بهدف استخدامها ضدّ القوات الروسية.
شبّه الصحفي الفلسطيني محمد الكرد الأمر «بالوحي» قائلاً: «من غير المعقول أن ندرك أنّ وسائل الإعلام الرئيسية، والساسة المستوطنين على حدّ سواء، يمتلكون القدرة اللغوية على استخدام كلمة احتلال في تغطيتهم الأخبار، مع أنّها قدرة غائبة بشكل مذهل في سياق فلسطين المحتلّة، وغالباً ما يتمّ تبرير ذلك بالموضوعية». كما أضاف: «النفاق لا يصف هذا بشكل كافٍ. الكلمة المناسبة هي الذهان. إنّهم يعيشون في عالم مواز حيث يطلق على الأوروبيين اسم مقاتلين مقاومة، بينما يتم نعت الفلسطينيين بأنّهم إرهابيون. هناك مجموعة منفصلة من القواعد للناس المختلفين».
بالنسبة للأغلبية، فهذا التفاوت في التغطية مرتبط بالعنصرية وتعزيزها ببساطة. كتبت الصحفيّة السريلانيكة إندي سامارايفا: «أوكرانيا ليست الحدث الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية. إنّها حتّى ليست الحدث الأسوأ الذي يجري في الوقت الحالي. إنّها فقط الأسوأ التي تتعلّق بأناس بيض».
بكل تأكيد هناك قدر مروّع من التعليقات العنصرية العرضيّة التي تعبّر عن الفحوى العام لتغطية وسائل الإعلام الشركاتي. مثال ما قاله الصحفي تشارلي داغاتا لشبكة سي.بي.إس من كييف: «هذا ليس مكاناً – مع كلّ الاحترام الواجب – مثل العراق أو أفغانستان التي تشهد نزاعات منذ عقود. هذه مدينة مدينة متحضرة نسبياً، وأوروبية نسبياً، حيث لا يمكنك توقّع أو تمني حدوث ذلك».
قدّم مذيع قناة الجزيرة الإنكليزية ذات الهوى الغربي بيتر دوبي تصريحات استشراقيّة مماثلة، معرباً عن قلقه على اللاجئين الأوكرانيين الأثرياء الفارّين، مظهراً في الوقت ذاته ازدراءَه للفقراء من غير البيض الذين وضعوا في ظروف الحرب واضطروا للفرار: «الأمر القاهر هو أنّك بمجرّد النظر إليهم، والطريقة التي يرتدون فيها ثيابهم. إنّهم أشخاص مرفهون من الطبقة الوسطى. هؤلاء ليسوا لاجئين يحاولون الفرار من الشرق الأوسط الباقي في حالة حرب. هؤلاء ليسوا أشخاصاً يحاولون الفرار من مناطق في شمال إفريقيا. إنّهم يبدون كأيّة عائلة أوروبية يمكن أن تعيش إلى جانبك».
وعلى شاشة البي.بي.سي «المحايدة» يخرج نائب المدعي العام الأوكراني السابق ويقول دون أن يقاطعه أو يحاول أحد تصحيحه: «الأمر شديد العاطفية بالنسبة لي، لأنني أرى أوروبيين بعيون زرقاء وشعر أشقر يُقتلون». وبالنسق ذاته، ولكن مع عيون دامعة من قبل مراسلة ITV لوسي واتسون: «يحصل الآن ما لم يكن في الحسبان... هذه ليست دولة نامية من العالم الثالث، هذه أوروبا!». وفي الديلي تلغراف، يكتب عضو البرلمان الأوروبي دانيل هانان: «يشبهوننا. هذا ما يجعل الأمر صادماً جداً... الحرب ليست بعد الآن شيئاً يزور السكان المفقرين والمنعزلين، فقد تحصل لأيّ منا».

العدو هو المذنب ونحن الأبطال!

العنصريّة هي عرض لتغطية إعلاميّة مهيَّأة ومحددة وموجهة بشكل مسبق، وليست هي المشكلة الرئيسية. فمجرّد وجود دولة بيضاء في حالة حرب، لا يعني التعاطف معهم ولا إظهارهم كضحايا، فهناك عامل يجب أن يحضر: أن يكون عدوّاً للغرب ولا يقبل الخضوع لهم. يمكن فهم ذلك بتذكّر قصف يوغسلافيا، وقد كانت دولة من الشعب الأبيض تشبه أوكرانيا من هذه الناحية، وموجودة في أوروبا أيضاً. تمّ يومها الاحتفال بالقصف وتمجيده، فقد كان الناتو هو من يقوم بالقصف.
لطالما جادل الباحثون في وسائل الإعلام بأنّ ضحايا العدوان الغربي يتمّ تجاهلهم بشكل شبه كلّي، بينما تحتلّ أعمال أعداء الغرب الصدارة. قام إدوارد هيرمان في ١٩٨٨ بالمقارنة مع عمليتي إبادة متزامنتين: واحدة في كمبوديا «أعداء الولايات المتحدة»، وأخرى نفذها الجيش الإندونيسي «بتمويل وتسليح من الولايات المتحدة» في تيمور الشرقية. احتلّت أخبار الخمير الحمر في كمبوديا العناوين العالمية لأقصى مدى، ثمّ انخفضت التغطية إلى الصفر فيما يتعلّق بالإبادة الإندونيسيّة. قاد هذا المؤلّف لاعتبار أنّ التغطية الإعلامية الغربيّة لأيّ حدث تعتمد على عاملين: ١) هويّة المنفذ. ٢) هويّة الضحية.
في حالة النزاع في أوكرانيا، المنفّذ هم القوات الروسيّة «أعداء الغرب»، بينما الضحيّة هم حكومة موالية للغرب تريد الانضمام للناتو وللاتحاد الأوروبي. إذا ما قارنا هذا الحدث بالأحداث الثلاثة المتزامنة معه التي أتينا على ذكرها، سنجد بأنّ المنفذ إمّا الولايات المتحدة، أو حكومة مرتبطة بها وحليفة لها. لهذا لا يمكن أن نسمع في الإعلام كمثال أحداً يدعو إلى تشكيل تحالف ضدّ «إسرائيل»، أو أحداً يطالب بالإنسانيّة مع اللاجئين اليمنيين.
يقوم أصحاب القرار الإعلامي بربط الغضب والعواطف في التغطية الإعلاميّة بزرّ يمكن تشغيله وإطفاؤه متى كان الأمر مناسباً أو غير مناسب للمصالح الأمريكية ومصالح رأس المال، ومن ضمن ذلك إخفاء بعض الأعمال الوحشيّة عن أعيننا وانتقاء ما يجب أن يظهر في مكانٍ آخر. المقارنة بما يجري في اليمن وسورية والصومال شديدة الأهميّة لكونها تجري في الوقت ذاته الذي تجري فيه الأحداث في أوكرانيا، والمقارنة بالحروب السابقة للولايات المتحدة والناتو في أفغانستان والعراق ويوغسلافيا هامّة بدورها لنقف على الوقت الذي يقرر فيه صانعو الإعلام تشغيل «زرّ» العواطف والغضب، والوقت الذي يقررون فيه التجاهل أو التغطية الباردة والمقتضبة.
يمكن لمس نتائج هذه التغطية في «تصنيع القبول» لدى المخاطبين بالإعلام. يظهر استطلاع حديث أنّ ٦٪ فقط من الجمهور الأمريكي يعتبر أنّ العمليّة العسكرية الروسيّة مبررة، وذلك مقابل ٧٤٪ وقفوا ضدّها. إن قامت وسائل الإعلام الإمبريالية الأمريكية بتغطية الحدث الأوكراني بالطريقة ذاتها التي تغطي فيها العدوان الأمريكي على بقيّة الدول، فلن يتبقى لدى صانعي السياسات مثل هذه النسب.

بتصرّف عن:
https://www.mintpressnews.com/documents-reveal-us-ned-spent-22m-promoting-anti-russia-narrative-ukraine/279734/
https://www.mintpressnews.com/ukraine-russia-war-media-bias-study/279847/

معلومات إضافية

العدد رقم:
1060
آخر تعديل على الإثنين, 07 آذار/مارس 2022 11:58