إذاً عليهم فرض العقوبات... لكن من سيتأذّى منها؟
 أونيل وشيخ - ترجمة وإعداد: أوديت الحسين أونيل وشيخ - ترجمة وإعداد: أوديت الحسين

إذاً عليهم فرض العقوبات... لكن من سيتأذّى منها؟

إذاً نجحت الولايات المتحدة والناتو باستفزاز روسيا وتهديد مصالحها حدّ إطلاق الأخيرة عمليّة عسكرية في أوكرانيا. وبعد جولة أولى مربكة من العقوبات «الأوليّة»، ومن الأحاديث المتضاربة والمنقسمة التي تلت شهوراً من التهديدات الغربية بأنّ روسيا إذا ما قامت بعمليتها العسكرية، فستفقد كلّ فرصها بالتعامل مع أوروبا، وسينهار اقتصادها، تبدو روسيا غير مبالية بهذه التهديدات. هل روسيا غافلة عمّا يمكن أن يلحق باقتصادها إذا انضمت أوروبا بشكل كلي للولايات المتحدة وقررت إيقاف وارداتها من الغاز الروسي؟ في الحقيقة، هناك سؤالان أكثر جديّة لهذه المرحلة، الأول: من الذي سيتضرر من عقوبات أمريكية-أوروبية ضدّ موسكو: روسيا أم الأوروبيون؟ والثاني: ما الذي يجري بين موسكو وبكين ويدفعهما للتقليل من جدوى العقوبات الغربية؟.

لدى الولايات المتحدة دوافعها للقضاء على التعاون الأوروبي- الروسي، وعلى ذروته خطّ السيل الشمالي ٢، ويبدو أنّها يائسة لفعل ذلك لدرجة أنّها دفعت بأقصى ما يمكنها لتصعيد الأوضاع في أوكرانيا. الجزء الأساسي من دافعها أنّها تريد بناء «عازل» جديد بين أوروبا وروسيا، وجزء آخر أنّها ترى في السوق الأوروبية مكاناً تصدّر إليه غازها ونفطها. لكنّ مثل هذا الحلم غير قادر على الدخول إلّا إلى الوعي الكاذب للولايات المتحدة، فهي لا تملك القدرة على تعويض أوروبا عن الـ ٤٠٪ من الكهرباء التي يزودهم بها الروس، ناهيك عن أنّ منتجاتهم أغلى بكثير بالنسبة للأوروبيين كي يشتروها.
لكن لا يبدو أنّ الولايات المتحدة تأخذ في حسبانها أيّ شيء غير مصلحتها الأنانية، فتدمير السوق الأوروبية لروسيا يشتتهم عن أيّ تفكير في مصالح حلفائهم ووجهات نظرهم. لم يكن هذا أكثر وضوحاً ممّا كان عليه أثناء زيارة المستشار الألماني أولاف شولتز الأخيرة إلى الولايات المتحدة، والذي شعر خلالها شولتز بإحراج شديد وهو يراقب بايدن يعلن بشكل صارخ بأنّ السيل الشمالي ٢ سيتمّ إلغاؤه إذا «غزت روسيا أوكرانيا».
تجعل هذه الغطرسة الأمريكية من مخيّلة الأمريكيين غير قادرة على استيعاب أنّ قرار استيراد الغاز الروسي هو قرار أوروبي لا علاقة للأمريكيين به. لكن بإعلان الرئيس الأمريكي، ظهر بأنّ الولايات المتحدة لا ترى في الأوروبيين عموماً، وفي ألمانيا الدولة الصناعية الأهمّ في أوروبا بشكل خاص، أكثر من مجرّد بيادق في اللعبة التي تلعبها.
سيؤدّي عدم توريد الغاز من روسيا إلى ألمانيا وبقيّة أوروبا دون شكّ إلى خسارة مالية لروسيا، لكنّ الضغط الاقتصادي على روسيا لن يكون بالقدر الذي يتخيله الكثير من الذين يتابعون الإعلام الغربي والمؤسسات الرسمية الغربية، ولا سيما الأمريكيين الذين يرون بأنّ ذلك من شأنه تصعيب الأمور كثيراً على الروس. تمتلك روسيا في الحقيقة سوقاً بديلة جاهزة وراغبة وقادرة: إنّها السوق الصينية. بدأ العمل بالفعل في بناء خطّ الأنابيب لنقل الغاز المصمم أصلاً للسوق الأوروبية، ليذهب تجاه الصين. ولن يستغرق الانتهاء منه أكثر من عامين إلى ثلاثة.

ليس لدى أوروبا خيار ثالث

سيكون الضرر الذي سيلحق بأوروبا عموماً، وألمانيا خصوصاً، بسبب فقدانها الغاز الروسي أكبر بكثير من الذي سيلحق بروسيا. لا يدخل هذا في الحسابات الأمريكية، وحتّى لو أخذوه بالاعتبار، فهم لا يظهرون أيّة علامات على القلق بشأن الآثار المدمرة المحتملة لخسارة أوروبا وألمانيا للغاز الروسي. اقترح بعض المعلقين الجادين بأنّ مثل هذه القطيعة قد تعني بشكل حرفي موت الصناعة الألمانية، ناهيك عن الإنهاك الذي سيصيب أبدان الأوروبيين نتيجة الاضطرار لتحمّل شتاء بارد لا يخففه دفء الغاز المستورد من روسيا.
تدرك ألمانيا مدى المعاناة التي ستعيشها إن هي وافقت الولايات المتحدة على إلغاء خطّ أنابيب السيل الشمالي ٢، الأمر الذي يفسّر الإحجام الملحوظ من قبل المستشار الألماني عن تبني وجهات النظر المعادية لروسيا، في مواجهة صارخة مع الولايات المتحدة. السؤال المفتوح اليوم هو إلى أيّ مدى ألمانيا مستعدة لتحدي رغبة الولايات المتحدة الأصيلة في إلغاء السيل الشمالي ٢. لا يجيب التاريخ عن هذا السؤال بشكل واضح، وإجابته غير واعدة كثيراً. فرغم انتهاء الحرب العالمية الثانية قبل ٧٧ عاماً، لا تزال ألمانيا دولة مُحتلّة. نهضت ألمانيا من تحت أنقاض الحرب العالمية الثانية لتصبح الاقتصاد الأقوى في أوروبا، لكنّ الاستقلال السياسي الذي يتمتع به الألمان لا يتناسب مع قوتهم الاقتصادية.
التناقض بين كونهم ثقيلي الوزن اقتصادياً، ولكن أقزاماً سياسياً، هو بالتحديد السبب الذي يجعل الألمان يجدون أنفسهم في الوضع الحالي. من الواضح أنّ من مصلحتهم الحصول على إمدادات الطاقة من روسيا، ومن الواضح أيضاً أنّ هذه الرغبة لا تتوافق مع وجهة نظر الولايات المتحدة. من نواحٍ كثيرة، سيكون القرار الألماني بشأن خط السيل الشمالي ٢ اختباراً حقيقياً لمدى استقلالهم السياسي، أو بشكل أصح: مدى رغبتهم في تحقيق هذا الاستقلال.
إذا ما تبعنا المؤشرات الأخيرة، فسنجد بأنّ الألمان يسعون إلى تأكيد استقلالهم. إحدى هذه العلامات هي استعدادهم للقيام بالأعمال التجارية مع الصين. من جديد، اتجاه ألماني يمثّل لعنة للأمريكيين الذين يعارضون بشدّة الرغبة الأوربية المتزايدة- وليس الألمانية فقط- لإقامة علاقات اقتصادية متبادلة المنفعة مع دولة لا يرضون عنها: الصين.
من الأعراض المتزايدة لهذا الاستقلال الأوروبي هو استعداد عدد متزايد من الدول الأوروبية للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية. في آخر إحصاء، وقعت ١٨ دولة من الاتحاد الأوروبي- أي ما يمثّل ثلثي الدول الأعضاء- اتفاقات مع الصين. من المتوقع أن يزيد هذا العدد. الدول الموقعة هي من بين دول الاتحاد الأوروبي الثقيلة: فرنسا وألمانيا وإيطاليا.
هذه إشارة من المستقبل، حيث تتمكن الدول الأوروبية من تحرير نفسها من النير الأمريكي، وتقرر السعي نحو تحقيق مصالحها الخاصة. هذا جزء من الأحداث التي تقلب العالم على اتساعه، حيث إنّ المزيد من البلاد تنضمّ إلى مبادرة الحزام والطريق. يبلغ إجمالي الأعضاء اليوم أكثر من ١٤٠ دولة، وذلك على الرغم من المعارضة الشرسة لمبادرة الحزام والطريق التي يبديها الأمريكيون، وهم الذين يراقبون نفوذهم حول العالم يذوي ويتراجع بشكل مطّرد.
ألمانيا وبقيّة أوروبا جزء من هذا الاتجاه. لهذا السبب يُعتقد بأنّ الأوروبيين سيقاومون الضغوط الأمريكية، وأنّ الألمان سيتمون مشروع خطّ أنابيب السيل الشمالي ٢. الأوروبيون شعب ذكيّ ومتعلّم، وهم قادرون على قراءة الاتجاه الذي يسير فيه العالم. ستخبرهم هذه القراءة بأنّ أوراسيا هي المكان الذي يكمن فيه المستقبل العالمي، ولهذا سيريدون أن يكونوا جزءاً من هذا المستقبل. وسواء شاؤوا أم أبوا، سيكون التخلي عن حماية الولايات المتحدة، والفرار من تحت سيطرتها، حتمياً ليتمكنوا من ذلك. هل تعني التصريحات مثل التي أطلقها شولتز في اجتماع الناتو للدعوة إلى تعزيز الحدود الشرقية لأوروبا شيء في هذا السياق؟ في الحقيقة لا، وليس علينا اليوم إلّا مراقبة الأحداث بانتظار تمكنهم من ذلك.

الصين وروسيا المرتاحتان

لو أنّ الاجتماع الأخير بين الرئيسين الصيني والروسي أثناء زيارة الأخير إلى بكين قد جاء في ظروف عاديّة، لربما لم تكن أهميته شديدة كما هي الحال اليوم. إنّ الصراع المعلن بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة والناتو من جهة أخرى، والذي تحوّل إلى عملية عسكرية ينفذها الروس في أوكرانيا، جعل من هذا الاجتماع نقطة محورية ليس للروس فقط، بل وللولايات المتحدة والناتو أيضاً. لا تحتاج روسيا إلى الصين حقاً لمساعدتها في الدفاع عن سيادتها عسكرياً أو غير ذلك، لكنّ الدعم الصيني الصريح لموقف روسيا ضدّ خطّة الولايات المتحدة لاستخدام أوكرانيا كأداة جيوسياسية، كان كفيلاً بكشف هشاشة التهديدات الأمريكية بفرض «عزلة» على الروس.
إنّ التحالف الإستراتيجي المتنامي بين الروس والصينيين يمنح روسيا فرصة عظيمة لعدم القلق كثيراً بشأن العقوبات الأمريكية، وكذلك من احتمال انضمام الأوروبيين إليها واتخاذهم قراراً ضدّ مصالحهم بخفض إمدادات الغاز من روسيا «رغم أنّ الشركة المشغلة لخطّ نقل الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا قد أعلنت في اليوم التالي للعملية العسكرية الروسية، بأنّ الطلب على الغاز الروسي عبر أوكرانيا قد ازداد بنسبة ١٩٪ عن اليوم الذي سبقه».

1059-7

لكن غالباً ما يكون التعاون في مجال واحد غير ممكن دون التعاون في مجالات أخرى. من هنا صدر البيان المشترك الروسي- الصيني الطويل الذي أكّد على معارضة الخطط الغربية لزعزعة استقرار المناطق المتاخمة للبر الرئيسي للصين ولروسيا- أي أوكرانيا وتايوان وهونغ كونغ. جاء في البيان: «يعارض الطرفان المزيد من توسيع حلف الناتو، ويدعوان حلف الناتو للتخلي عن مقارباته الإيديولوجيّة للحرب الباردة، واحترام سيادة وأمن ومصالح البلدان الأخرى، وتنوّع خلفياتها الحضارية والثقافية والتاريخية، واعتماد موقف عادل وموضوعي تجاه التنمية السلمية للدول الأخرى».
في الوقت الذي تعارض فيه كلّ من روسيا والصين التوسّع الغربي عبر كلّ من الناتو أو اتفاقية «أوكوس AUKUS» التي تستهدف الصين «اختصاراً لأسماء أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة»، فقد أزعج هذا الأمر القوى الغربية بالفعل. لكنّ التعاون المتزايد بين الصين وروسيا في مجال الطاقة، هو الذي من المرجح أن يهزم المخططات الأمريكية التي كانت تأمل بإخضاع روسيا. هذا مهمّ بشكل خاص بالنظر إلى أنّ الولايات المتحدة مهتمة بالإضرار بمبيعات الغاز والنفط الروسي لأوروبا.
اختصر بايدن الآمال الأمريكية عندما قال بفجاجة أمام المستشار الألماني: «ما ينساه الجميع هو أنّ روسيا بحاجة إلى أن تكون قادرة على بيع الغاز والنفط. تعتمد روسيا- جزء كبير من ميزانية روسيا- على ذلك. إنّه الشيء الوحيد الذي يتعيّن عليهم تصديره. إن تمّ قطع ذلك في الواقع، فسوف يتعرضون لأذى شديد. يجب عليهم حساب هذه العواقب، فهذا ليس طريقاً باتجاه واحد فقط».
من غير الخافي على أحد أنّ موسكو تدرك بشكل ممتاز الخطّة الأمريكية. من هنا نرى بأنّ زيارة بوتين إلى بكين لم تكن لحضور الألعاب الأولمبية، بل لتوقيع صفقة نفط وغاز بقيمة مليار دولار مع بكين. وكما قال بوتين أثناء وجوده في بكين: «لقد أعدّ رجال النفط لدينا حلولاً جديدة جيدة للغاية بشأن إمدادات الهيدروكربون إلى جمهورية الصين الشعبية». إلى جانب الاتفاقية الجديدة لاستيراد النفط والغاز، وعدت الصين أيضاً بتكثيف وارداتها من الشرق الأقصى لروسيا. تمّ توقيع عقد جديد مدته ٣٠ عاماً لتوريد ١٠ مليارات متر مكعب سنوياً من الشرق الأقصى لروسيا إلى الصين.
مع قيام الصين بدعم الموقف الروسي في أوكرانيا، تبعث زيادة الصين لمشترياتها من النفط والغاز الروسي رسالة قويّة إلى العالم، مفادها بأنّ كلا القوتين الكبريين سوف تعتنيان بمصالح بعضهما البعض من أجل الوقوف في وجه التحالف الغربي المفترس، الأمر الذي جعل التهديدات الأمريكية بمعاقبة روسيا لغواً فارغاً من القيمة.

أدوات صدئة

يأتي هذا الإعلان على خلفيّة مزاعم الولايات المتحدة على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بأنّ لديها- مع حلفائها- مجموعة واسعة من «الأدوات» تحت تصرفهم لمعاقبة أيّة دولة، بما في ذلك الصين، إذا حاولوا «ردّ ضوابط التصدير التي تفرضها الولايات المتحدة» ضدّ روسيا.
جاء في الإعلان الذي يبتغي استعراض العضلات لطمأنة الشركاء الأمريكيين أكثر من إخافة أعدائها: «يعلم بوتين بأنّ لهذا عواقب هائلة على بلده واقتصاده. هذه العلاقة الوطيدة بين روسيا وجمهورية الصين الشعبية لن تعوضه عن ذلك. ليس عليه التعويل على ذلك. نقطة أخيرة وحيدة: لدينا- وعندما أقول لدينا فأنا أقصد الولايات المتحدة وحلفاءنا وشركاءنا بشكل جماعي- طيف من الأدوات التي يمكننا استخدامها إن رأينا أيّة شركات أجنبية، بما في ذلك الموجودة في الصين، تحاول جهدها لردّ إجراءات ضوابط الصادرات الأمريكية، والتهرّب منها، والالتفاف عليها».
وبالتالي، فإنّ الاتفاق الصيني الروسي يتحدى بوضوح التهديدات الأمريكية، حيث تكشف للجميع كيف أنّ سياسة العقوبات- وهي «الأداة» الجيوسياسية المفضّلة لدى واشنطن- غير قادرة على ردع وإخضاع دولٍ مثل الصين وروسيا. فهذه الدول تمتلك بدورها «أدوات» كافية لتنظيم هجوم مضاد. إنّ صفقات النفط والغاز هي مظهر من مظاهر هذا الهجوم المضاد.
الحقيقة التي على الجميع معرفتها، والتي أشار إليها الكثير من المحللين الإستراتيجيين الغربيين الجادين: لا يمكن لمخططات الولايات المتحدة ضدّ روسيا أن تنجح دون أن يكون بمقدورها ترويض الصين وإبعادها عن المشهد. لكن واقع علاقات واشنطن مع بكين هي بقدر سوء علاقاتها مع موسكو، يعني بأنّ واشنطن ليس لديها ما يكفي من القدرة الجيو-سياسية لإملاء سياساتها وقراراتها على الجميع بحيث يمكنها عزل روسيا.
رغم أنّ الولايات المتحدة لا يزال لديها القدرة على فرض العقوبات، فمن غير المحتمل أن تخضع الصين لهم وتلتزم بهم، وعليه فإنّ خطط واشنطن لإخضاع روسيا عبر إلحاق مستوى لا يمكنها تحمله من الضرر غير قابلة للتطبيق، ناهيك عن أنّ لدى روسيا بالفعل ٦٤٠ مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي التي يمكنها من خلالها مقاومة العقوبات الغربية.
لكن وكما ذكرنا سابقاً، فالعامل الحقيقي الذي يزعج الغرب ليس ما يمكن لروسيا أن تفعله أو قد تفعله في أعقاب الصراع في أوكرانيا، رغم أهميّة الأمر. العامل الحقيقي هو التقارب شبه المطلق بين روسيا والصين حول جميع قضايا السياسة العالمية تقريباً- وهي حقيقة أبرزها وأكدها للعموم البيان الروسي-الصيني المشترك. هذا البيان ليس مقتصراً على العلاقات الثنائية بين البلدين وحسب، بل هو تعليق على التحديات التي يواجهونها من الغرب، وكيف أنّ هذه التحديات بالذات قد حوّلت وقوّت الروابط بين البلدين إلى مستوى غير معروف في العصر الحديث.
لهذا وفي أعقاب الضغوط الأمريكية- ومحاولة جرجرة الأوروبيين إليها- على روسيا، يعني توقيع موسكو لصفقات من العيار الثقيل مع بكين بأن على الإدارة الأمريكية أن تبحث عن خطّة جديدة لهزيمة روسيا، أو أن تسقط هذا المشروع من أساسه وتبحث عمّا يحفظ لها ماء الوجه. مع قدرة روسيا اليوم على تنويع صفقات الغاز والنفط لديها بعيداً عن أوروبا، السؤال المتجدد الآن هو: هل يمكن لأوروبا نفسها احتمال عدم التعامل مع روسيا في مواجهة أزمتها الاقتصادية؟ الأسبوع الماضي فقط أعلنت المملكة المتحدة عن زيادة هائلة في فواتير الطاقة المحلية وصلت إلى ٥٤٪، ما أدى إلى احتجاجات سياسية ضدّ إدارة جونسون. لقد بدأت المعركة غير الضرورية ضدّ روسيا تنهك بالفعل الذين سعوا إلى إشعالها وراهنوا عليها، قبل إنهاك روسيا.

بتصرّف عن:
https://journal-neo.org/2022/02/21/under-united-states-pressure-on-germany-faces-a-moment-of-choice/
https://journal-neo.org/2022/02/22/sino-russia-energy-deals-to-defeat-us-nato-expansionism/

معلومات إضافية

العدد رقم:
1059
آخر تعديل على الإثنين, 28 شباط/فبراير 2022 11:12