سورية...نموذج جديد لحل الأزمات
أجرت فضائية سكاي نيوز حواراً مع الرفيق مهند دليقان، رئيس وفد منصة موسكو للمعارضة السورية، بتاريخ 1\11\ 2017 بمشاركة ممثل من «الهيئة العليا»، تطرق الرفيق مهند في هذا الحوار إلى موقف المنصة من آخر التطورات السياسية، وأطروحات القوى الأخرى.. وتنشر قاسيون فيما يلي، جزءاً من الحوار.
حول موقف المنصة من المسارات الموازية، والدعوة الروسية لمؤتمر الحوار الوطني السوري قال دليقان: أعلن موقفنا الرسمي على لسان رئيس منصة موسكو الدكتور قدري جميل، فمن حيث المبدأ ومنذ البداية، نحن مع أي حوار في أي مكان كان، وكنا نفضل أن يكون الحوار في داخل سورية حتى ولو كان ضمن حميميم، كما كانت الدعوة بشكلها الأولي، ولكن يبدو أن هنالك معيقات من موقع محدد، ربما لوجستياً للاجتماع في سورية، وتمت الدعوة إلى سوتشي. ولم ترسل دعوات رسمية حتى الآن، ولكن من حيث المبدأ نحن إذا وصلتنا دعوة رسمية، سنتعاطى بإيجابية مع هذا الحوار. الهدف من هذا المسار كما نفهمه: أنه في المحصلة هنالك مسار الحل السياسي الأساسي الذي هو مسار جنيف، ومسار القرار 2254 الذي سيبقى أساسياً، رغم وجود مسارات أخرى موازية مثل: أستانا، المسار المطروح حالياً، ولكن هذه المسارات وظيفتها بشكل أساس هي: دعم القرار 2254 وجنيف، أما ما يقال حول المؤتمر المذكور بأنه بديل أو معطل لمسار جنيف، قد قيل سابقاً عن مسار أستانا.
«يقولون لا.. ثم يقولون نعم»
الرافضون لهذا المسار عوّدونا على رفض كل شيء، ففي البداية كانوا يقولون لا للحوار، ومن ثم وافقوا، ثم كانوا يقولون لا لبيان جنيف، ثم أصبحوا متمسكين ببيان جنيف، ثم أتت مرحلة لا للقرار 2254، وبعد ذلك وافقوا عليه، وبعدها قالوا لا لأستانا ليوافقوا عليه لاحقاً، ويصبحوا جزءاً منها. لذلك نحن لا نعول كثيراً على الرفض الأولي الذي تلقيه بعض الجهات المتشددة، لأننا تعودنا على أنها تغير مواقفها من فترة إلى أخرى على أساس تطور الأوضاع. ومشكلتهم الأساسية هي: عدم قراءة التوازن الدولي بشكل صحيح وعدم قراءة الأزمة السورية بشكل عميق، وبالتالي يضطرون لتبديل مواقفهم.
الأساس في هذه العملية: إن سورية بعد هذه الأزمة الطويلة هي بحاجة إلى حوار وطني حقيقي واسع، ليس فقط بين النخب السياسية وإنما أيضاً حوار على مستويات أوسع بالمعنى المجتمعي: مناطق المصالحات، والعشائر، والمكونات المختلفة. هذا الحوار، هو ضرورة من أجل السير إلى الأمام في عملية مصالحة وطنية واسعة، الأساس فيها كان وسيبقى القرار 2254.
أزمة النخب المتشددة
وحول المتشددين في طرفي الأزمة قال دليقان: هنالك مشكلة حقيقية ضمن الأزمة السورية، أن هنالك متشددين ضمن الطرفين، فضمن النظام هناك من ليس من مصلحتهم الذهاب إلى الحل السياسي لأنه يقود إلى عملية تغيير جدي وعميق في الواقع السوري، لا مصلحة لهم به. ولكن أيضاً هنالك على الجبهة المضادة، من يفكر في سورية على أساس واحد من نموذجين: فيرى سقفه الأعلى النموذج العراقي، بمعنى أنه ينتظر أن يقوده التوازن الدولي إلى السلطة بشكل أو بآخر، ليدخل «ببراشوت» إلى الواقع السوري ويستلم السلطة، أما الحد الأدنى بالنسبة لهم فهو «اللبننة» بمعنى شكل من أشكال اتفاق الطائف، أي: تقسيم السلطة وتوزيعها بين هذه النخب، وبين تلك النخب. ما لا يعرفه هؤلاء وما ينبغي أن يعرفوه: أننا أمام توازن دولي جديد، وأمام وضع جديد، لن يسمح لا «بعرقنة» ولا «بلبننة» في سورية. وهنالك نموذج جديد سيخلق في سورية، وسيكون أساساً لحل الأزمات في المنطقة كلها. وهذا النموذج أساسه: أن الشعب السوري سيقرر مصيره بنفسه، فعلاً وحقاً، على أساس القرار 2254، وانطلاقاً من مفاوضات تسمح بمرحلة انتقالية حقيقية، يكون الدخول إليها دون شروط مسبقة، ومن ثم كل شيء مطروح على النقاش على طاولة 2254 وجنيف.
كثير من التباكي..
أما في رده حول استخدام ممثلي الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات، لمسألة إنقاذ الشعب السوري، والحديث عن «دمائه المسالة» قال رئيس وفد منصة موسكو: جماعة الائتلاف، والهيئة العليا للمفاوضات، يكررون الكلام نفسه... بمعنى أنهم يعملون كمنظمة حقوقية، ومراسلون إعلاميون يظهرون على شاشات التلفزة لكي يتحدثوا عن مآسي الشعب السوري، ويضيفون يوماً بعد يوم أعداداً للمعتقلين، ولللشهداء، وإلى ما هنالك دون أن يقوموا بأي فعل حقيقي يسمح بإنهاء مأساة الشعب السوري سوى التمسك بالشروط المسبقة، والتمسك بعدم إمكانية الحل. وقد ذكر ممثل الائتلاف بان الائتلاف كان وحده في جنيف 2014، ونحن نقول نعم ولهذا فإنه قد ساعد النظام، وساهموا يداً بيد في إفشال المفاوضات في 2014. لأن كليهما طرح شروطاً مسبقة غير قابلة للتحقيق، ولا تتناسب مع الوضع الحقيقي على الأرض، الذي ينهي فعلياً إمكانية: الحسم أو الإسقاط، كما كان يدعو الطرفين، بينما الواقعي هو الوصول إلى شكل من أشكال التسوية السياسية. ويعتبر إصرار الطرفين في حينه على التشدد، الامر الذي أدى إلى إفشال المفاوضات بحينها.
الائتلاف «أفضل معارضة» للنظام!
ردّ دليقان كذلك على الفكرة التي تقول بأن مؤتمر الحوار الوطني، هو مسعى روسي لتشكيل «معارضة مقبولة» من قبل النظام... قائلاً: إنَّ أفضل معارضة ظهرت لهذا النظام هي المعارضة التي تمثلت في الائتلاف وبعض المتشددين في الهيئة العليا للمفاوضات، لأن هذه المعارضة بالذات هي التي تسمح له بأن يستكمل مسألة الحل العسكري بالطريقة التي يريدها دون الذهاب إلى حل سياسي، فهم يعملون وكأن موازين القوى هي موازين قوى التسعينات، بينما نحن في 2011 إلى 2017 وموازين القوى مختلفة. وبالوقت نفسه يعطون الحجج الكافية كلها للنظام لكي يتابع بالاتجاه نفسه دون الوصول إلى حل سياسي، بمعنى أن طرح الشروط المسبقة الذي يصرون عليه والتباكي على التلفزيونات هذا لا ينقذ أي معتقل، ولا ينقذ أي طفلٍ من تحت الموت، وهو ليس أكثر من متاجرة بدم هؤلاء، لأن إنقاذهم بشكل فعلي يعني الذهاب إلى حل سياسي حقيقي، وليس فقط التباكي عليهم مع طرح شعارٍ غير قابلٍ للتحقيق.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 835