عرفات: 2254 يتطابق مع مصالح الناس
أجرت إذاعة «ميلودي FM»، يوم (الاثنين الواقع في 30/10/2017)، حواراً مع أمين حزب الإرادة الشعبية، والقيادي في جبهة التغيير والتحرير، علاء عرفات، تناول فيه آخر المستجدات السياسية المتعلقة بمساري جنيف وآستانا، والحديث الدائر عن مؤتمر حوار وطني بدعوة روسية.
إذا جرى اللقاء في حميميم أو سوتشي، هل سيكون استمزاج آراء فقط أو تمهيداً للجولة القادمة من جنيف؟
بالتأكيد، هذا يدعم مسار جنيف ويسرعه. فأولاً: المطلوب من القرار 2254 أن يتقاطع ويحقق مصالح الشعب السوري الذي يريد إنجاز التغيير باتجاه مجتمع يتمتع بحق المواطنة، ومستوى حريات سياسية أعلى، وتدخل أقل من أجهزة الدولة في شؤون الناس... وإلخ. هذا ما يتعلق بالحريات، وهنالك مسائل كثيرة أيضاً. والأهم أنه يأخذنا إلى حل سياسي للأزمة السورية، وهو بالتالي يتطابق إلى حد كبير جداً مع مصالح الناس. وأعتقد أنه عندما يجتمع ممثلون عن الشعب السوري في حميميم، أو في أي مكان آخر، فالأمر سيدفع تنفيذ القرار الدولي 2254 إلى الأمام.
والأهم من هذا، أن مثل هذا التطور يقطع الطريق على من يريد أن يعرقل الحل السياسي. تذكرون، أنه هنالك أطرافاً محددة في الهيئة العليا للمفاوضات -ما يسمى بالائتلاف الوطني- يضعون شروطاً مسبقة للحل، ومثل هذا الاجتماع يمكن أن يدفع باتجاه إضعاف هذه الاتجاهات وتسريع العمليات كلها، بما فيها عملية جنيف.
أين الولايات المتحدة من كل ما يحصل سواء في جنيف أو أستانا أو لقاء حميميم؟ علماً أنه نسمع في الفترة الأخيرة خلافات أكبر داخل البيت الأميركي...
سوف أكرر كلاماً قيل كثيراً، وهو: أن الأمريكيين يتراجعون، ووزنهم في مختلف الملفات ينخفض. هذه المعادلة العامة، ولكن هذا لا يعني أنه لا دور لهم! الآن، وفيما يتعلق بالملف السوري، الأمريكيون لا يعجبهم بالتأكيد كيف يتطور الملف السوري، بدليل سلوكهم في المناطق الشرقية اتجاه الجيش السوري، ومحاولة إعاقته، ومحاولة إطالة عمر «داعش». وهذه مؤشرات عن عدم قبولهم بالوضع، ورغبتهم بتعقيده بالنسبة للروس وحلفائهم.
الطرف الآخر، يدفع الأمور للأمام بشكل أسرع، بحيث إذا تأخر الأمريكيون أو حاولوا العرقلة، يخسرون فكرة العرقلة وحتى اللحاق، وبالتالي، يحاول الروس وضع الأمريكان تحت الضغط أي: أن الأمريكيين كلما حاولوا الإعاقة، فإنهم يعودون بوضع أضعف إلى الملف السوري، وتنخفض إمكاناتهم في السيطرة أو الإعاقة.
في حال تمّ عقد هذا اللقاء كيف ستكون مشاركتكم أنتم كمنصة موسكو؟ لأنه يُحكى بأنكم كمنصات ستشاركون إلى جوار مجتمع مدني وشخصيات يمكن أن تكون مجتمع أهلي حتى؟
الأمور غير واضحة فيما يتعلق بحجم المشاركة، وما إلى هنالك. لكن من حيث المبدأ، فإننا سنذهب إلى اجتماع كهذا يضم مثل هذا التمثيل من السوريين، طالما أنه سيبحث في شؤون السوريين، وسنعمل على أن نكون موجودين بأحسن تمثيل. وأقصد أننا سنبعث الممثلين الرئيسين إلى هذا المكان، حيث يتواجد ممثلو الشعب السوري: فهذا يشرفنا، ونريد أن نكون جزءاً من هذا التكوين. أما فيما يتعلق بحجم التمثيل، فهذا الموضوع له علاقة بمن ينظم الأمور وكيف سيقدر العدد. أعتقد أن هذا الموضوع مهم ولكن ليس كثيراً، المهم هو: التواجد وإيصال الرأي وإيجاد الطروحات المناسبة.
كيف تقرأ لقاء الرياض2، وكيف ستكون مشاركتكم في حال تمت دعوتكم له كاستكمال لما حصل في اللقاءات الماضية بينكم وبين منصة الرياض؟
في اللقاء الماضي، سُئلت السؤال نفسه وأجبت كالتالي: أرجح أن الرياض2 لن يحصل. وما زلت مصراً على هذا الرأي، لأن كلمة الرياض 2 تعني استمرار لـ الرياض1، والبرنامج السياسي لهذا الأخير هو من حيث الجوهر ضد الحل السياسي.
المأزق الذي دخلته «الهيئة العليا للمفاوضات» سببه الأساسي، إذا تكلمنا بالوثائق هو: هذا البيان الذي استندوا له وتمسكوا فيه. فالمطلوب اليوم هو تشكيل وفد واحد، وهذا لا يمكن أن يستند إلى مثل هذا البيان (بيان الرياض)، إذ هنالك قرار دولي رقمه 2254 ينبغي تطبيقه. وبالتالي يجب أن يذهب ممثلو المنصات المختلفة، ومن الذين غُيّبوا، ليجري تشكيل الوفد الواحد، ويجلسوا ويتفقوا، ، ورغم أن البعض يريد أن يضع العصي في الدواليب، ويقول: إنه يجب أن يكون وفداً «موحداً» وأن نكون متفقين على الوثائق السياسية، نحن نقول أنه لا داعي لذلك، لأن الوفد مهمته أن يفاوض الوفد الحكومي لتنفيذ القرار 2254. القصة لا تحتاج إلى مراجع، فالمرجع واضح وبسيط.
هنالك معلومات صحفية لا نعرف مدى صحتها تتحدث عن أن بعض الشخصيات الموجودة في الهيئة العليا للمفاوضات طالبت ببيان أرسلته إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا باستصدار قرار جديد غير 2254...
هنالك بعض الأطراف والشخصيات التي بات من المتفق عليه أنها متشددة، مثل: محمد صبرا ورياض نعسان آغا، وجورج صبرا، وفاروق طيفور... وإلخ، هذه الشخصيات متشددة، وبعضها أصدر بيانات - مثل الإخوان المسلمون- بأنهم لن يذهبوا إلى حل إذا كان الرئيس بشار الأسد موجوداً... هذا الكلام هو مرادف لمقولة أنهم ضد 2254، لذلك، فإن مثل هذه الأطراف والشخصيات أعتقد أنه مهما كان دورها عملياً في العملية السياسية المقبلة، فإنها تشعر أنه لم يعد هنالك مجال لها لأن تستمر، وقد أُلغيت إمكانية ممانعتهم والشروط المسبقة، لذلك يحاولون إصدار قرار دولي جديد، وهذا أصعب بكثير من الذي يقومون به الآن، فإصدار قرار دولي جديد هو عملية ليست بسيطة، وقد نسوا أن مجلس الأمن الدولي فيه روسيا والصين، وبالتالي، أقول: إن هذا سلوك إفلاسي ممكن أن يكون انتحاراً سياسياً.
يقال أن شهر تشرين الثاني سيشهد عودة سفراء إلى سورية بعد انقطاع دام أعواماً، وهذه الأخبار كان على رأسها خبر تعيين سفير للبنان في دمشق وهنالك كلام يتعلق بدول أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا.. ما تعليقكم على هذه الأخبار في حال صحتها؟
موضوع السفير اللبناني أعتقد أنه صحيح، والباقي أعتقد أنه من المبكر الحديث عنه، والذي يقول هذا الكلام متفائل جداً. طبعاً أتمنى أن تعود السفارات إلى دمشق بأسرع وقت ممكن، لكن لا يبنى على هذه المعطيات حتى الآن، فباعتقادي أن هنالك تكملة للموضوع، وليس هنالك شيء من هذا الكلام، لأنه سابقاً جرى الحديث عن السفارة الفرنسية بينما نفى ماكرون ذلك. نحن نتعامل مع دول عظمى، ولديها الجرأة إذا أرادت أن تعيد العلاقات دون حاجة إلى القيام بتلميحات.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 835