إلى أستانا دُر

إلى أستانا دُر

حضرت كل القوى الدولية والإقليمية لقاء أستانا الذي انعقد يومي 4- 5 في العاصمة الكازاخية أستانا، فبالإضافة إلى الدول الضامنة للهدنة في سورية، وهي روسيا وتركيا وإيران، شارك في مفاوضات أستانا ستيفان دي ميستورا الممثل الأممي إلى سورية، ونواف وصفي التل مستشار وزير الخارجية الأردني، وستيوارت جونز مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط. ووفد كل من النظام والجماعات المسلحة.

وذلك رغم حملة التشكيك والتشويش التي سبقت انعقاد الاجتماع، وبعد تصعيد عسكري شامل بدأ بإسقاط القوات الأمريكية الطائرة السورية، ومروراً بالتصعيد التركي في الشمال السوري، وزوبعة الكيمياوي، و ليس انتهاء بتفجيرات دمشق..

المخرج السياسي خيار إلزامي
لاشك بأن هناك من يريد أن يحول التفاوض، إلى طبخة بحص على نار تعقيدات المشهد، وتناقض المصالح، الإقليمية والدولية، ونظرة كل طرف إلى تقدم المسار السياسي، واتجاهاته، ومآلاته المفترضة، وأن هناك من يرى في التفاوض بازاراً لتمرير مصالحه الخاصة، وابتزازاً للطرف الروسي وإحراجه، باعتبار أن هذا الطرف هو الداعي والراعي والدافع الأساسي باتجاه تقدم العملية السياسية.
ولكن مجرد انعقاد الاجتماع، رغم حملة التهويل والتصعيد التي كانت وما زالت تخيِّم على المشهد، يؤكد من جديد حقيقة أساسية: بأن خيار المضي في إيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية بات خياراً إلزامياً لكل القوى، ولم يعد هناك أحد من القوى المعنية، الدولية والإقليمية والسورية، يمتلك الجرأة بالامتناع عن الحضور، أو حتى وضع شروط مسبقة.
وإن قدرة الراعي الروسي، على جمع كل هذه التناقضات، وامتصاص الضغط متعدد الاتجاهات، يعني بأن هذا الراعي يمتلك الأدوات الكفيلة بتجاوز حقل الألغام، وأنه ممسك بزمام المبادرة، وهو الذي يحدد الاتجاه الأساسي، وإن جل ما يستطيع الآخرون القيام به هو اللعب في الهوامش.

اتفاقات ملموسة ومفاوضات لاحقة
 قال وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرت عبد الرحمنوف، خلال قراءته البيان الختامي للمفاوضات في جلسة عامة: «ينتهي الاجتماع الدولي المنعقد على مستوى عال في إطار عملية أستانا، بنتائج إيجابية واضحة تهدف إلى تثبيت نظام وقف إطلاق النار في سورية».
كما أعربت الدول الضامنة لعملية أستانا عن «رضاها على التقدم الحاصل في رسم حدود مناطق خفض التصعيد»، الذي تم تحقيقه في العاصمة الكازاخستانية، معلنة أنها «كلفت مجموعة العمل المشتركة باستكمال عملها على جميع الأصعدة العملية والتقنية لجميع المناطق».
وأضاف البيان: المشترك أن المفاوضات شملت «بحث كثير من المسائل»، مشيراً إلى أنه «تم تحقيق اتفاقات ملموسة بين الأطراف ووضع خطط حول عقد مفاوضات لاحقة».
وأوضح عبد الرحمنوف: أن الجولة القادمة من مفاوضات أستانا ستعقد في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس/آب القادم، منوهاً أن الجلسة القادمة من مجموعة العمل المشتركة للأطراف الضامنة لعملية أستانا ستجري في إيران يومي 1 و2 من الشهر ذاته.
ودعا كلاً من روسيا وتركيا وإيران في البيان«جميع الأطراف، المتورطة في الأزمة السورية إلى الامتناع عن أي نوع من الاستفزازات والتصريحات الحادة، والتهديدات التي قد تقوض النتائج المحققة في أستانا، الرامية لدعم عملية جنيف».
وأضاف البيان: «علينا دعم السلام في سورية والحفاظ على ما حققناه حتى هذا اليوم وتعزيزه».

معلومات إضافية

العدد رقم:
818