حلب... بين الإرهاب والإهمال
تدهورت الأحوال الأمنية والخدمية في مدينة حلب لدرجة كبيرة، فالمدينة تعاني من استمرار قذائف الهاون وجرار الغاز والقصف المدفعي المتواصل والانقطاع المتوالي للمياه عنها والتلوث البيئي والحشرات الغريبة والقوارض والقمامة.
تدهورت الأحوال الأمنية والخدمية في مدينة حلب لدرجة كبيرة، فالمدينة تعاني من استمرار قذائف الهاون وجرار الغاز والقصف المدفعي المتواصل والانقطاع المتوالي للمياه عنها والتلوث البيئي والحشرات الغريبة والقوارض والقمامة.
يعيش هؤلاء الطلاب في مدينتي عفرين وعين العرب «كوباني» التابعتين للريف الشمالي في محافظة حلب ظروفاً مأساوية كارثية بمختلف أنواعها منذ اندلاع الأزمة في آذار عام 2011م في ظل التعتيم الإعلامي الواضح، والتي ذهب ضحيتها على مستوى سورية 7692 طفلاً بالإضافة إلى تشرد ونزوح أكثر من مليون طفل نحو دول الجوار والعالم.
في عام 1765م/1190هـ انحبس غيث السماء عن حلب، فعمد الشيخ محمد المنجبي الحلبي إلى نظم موشح (اسق العطاش) دون أن يعلم أنه بعد أربعة قرون سيستذكر أهل المدينة هذه المحنة في عصر الحديث.
لم يتغيّر واقع الحال المأساوي منذ أن بدأت نكبة حلب، ولكن ما تغيّر فيه هو وجوه من استشهدوا وامتلاء جيوب من استغلوا الأزمة وتراجع دور مؤسسات الدولة في تحمّل مسؤولياتها تجاه المواطنين وقضاياهم المعيشية وتوفير سبل حمايتهم وأملاكهم وكرامتهم، وشهرة من جعلوها مادة إعلامية مستغلة لأغراض شتى، فطال أمد الأزمة الطاحنة وتداعياتها الكارثية عليهم.
إن الغياب شبه التام لدور مؤسسات جهاز الدولة، وتقاعس بعضها في تحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين، والاشتباكات المسلحة وقذائف الهاون والقصف والسيارات المتفجرة، والاعتقالات وأعمال الخطف والقنص، والتبعات الاقتصادية والمعاشية المتفاقمة للأزمة، كلّ ذلك بات سمة دائمة للمأساة اليومية التي يعيشها المواطنون منذ أكثر من ثلاث سنوات.
«مدنا» هي قرية صغيرة تابعة لمنطقة منبج، وهي تعاني من جملة من المشكلات الخدمية العالقة منذ سنوات، ويأتي في مقدمة هذه المشكلات أن الطريق الواصل إليها والمتفرع من طريق حلب منبج القديم، والذي يبلغ طوله /5/ كم تقريباً مفروشة ببقايا مقالع منذ أكثر من عشر سنوات، وهو بحاجة ماسة إلى طبقة جديدة من الأسفلت لكن «تزفيتها» مايزال مؤجلاً إلى أجل غير معلوم!.
تعيش حلب أياماً عصيبة، وأوضاعاً مزرية طالت مختلف نواحي الحياة، نتيجة التوتر الأمني والاشتباكات العنيفة التي استخدم ويستخدم فيها أنواع ثقيلة من الأسلحة قد لا تفرق بين الحجر والبشر.
ننشر فيما يلي نص المذكرة التي قدمها أعضاء من ممثلي محافظة حلب في مجلس الشعب إلى السيد رئيس المجلس بتاريخ 16/4/2014، والتي تناولت الأوضاع العامة والإنسانية في «حلب» المنكوبة:
منذ صدور القانون رقم /50/ لعام 2004 وحتى تاريخ هذا الكتاب نعمل في الشركة العامة للمخابز بحلب بمعدل أكثر من إحدى عشرة ساعة عمل يومياً لكل وردية، أي ما يعادل /22/ ساعة مقسومة على ورديتين، ونتقاضى على ذلك كعمل إضافي مقطوع 5%، من سقف الفئة من الراتب مع أيام العطل الرسمية والأعياد، علماً أن نسب التنفيذ خلال الفترة السابقة والحالية لا تقل عن 180%، وأحياناً تصل إلى أكثر من 200%،
أحيل المواطن الذي نروي قصته لمن يهمه الأمر إلى التقاعد بعد خدمة أداها في الجيش الوطني طوال 33 عاماً، فأراد العودة إلى بلدته في كفر كرمين ليبني داراً على قطعة أرض يملكها، وقام بالأمور الإدارية حسب الأصول، وجاء بالرخصة لبناء رقم العقار /757/ المنطقة العقارية- كفر كرمين، ودفع كل الرسوم المستحقة لذلك.