حلب... بين الإرهاب والإهمال
تدهورت الأحوال الأمنية والخدمية في مدينة حلب لدرجة كبيرة، فالمدينة تعاني من استمرار قذائف الهاون وجرار الغاز والقصف المدفعي المتواصل والانقطاع المتوالي للمياه عنها والتلوث البيئي والحشرات الغريبة والقوارض والقمامة.
وبالنسبة لموضوع المياه، فمازال تضارب تصريحات القائمين على المدينة سيد الموقف بعد 14 يوماً من الانقطاع المستمر، مما يعكس تخبط الإدارة وتقاعسها, فقد صرح محافظ حلب مؤخراً في حديث لإحدى المحطات السورية بعدم وجود أضرارٍ في محطة ضخ المياه بعد مرور 4 أيام على التفجير الذي وقع في منطقة «الميدان» على خط «الدائري الشمالي»، والذي تسبب بأضرار في محطة تغذية الكهرباء اللازمة لضخ المياه وحدوث ضررٍ كبير في الأنابيب.
الإهمال والتقاعس والوعود
من جهته، صرح مدير مياه حلب بأن «التفجير أصاب المنطقة بأضرار كبيرة مما أدى لاختلاط مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي، وقد تم التوصل لاتفاق بوساطة الهلال الأحمر ومبادرة أهالي حلب يقضي برفع الأنقاض وعزل أنابيب مياه الشرب عن أنابيب الصرف الصحي، وتجري حالياً مفاوضات لإصلاح الأضرار، الأمر الذي سيتطلب فترة لا تقل عن الشهر.»!
فأين المسؤولية وأين القائمون على خدمة المدينة، وأين الوعود بأن تنتهي أزمة حلب بعد تاريخ 3/6/2014 وبأن ظروف المدينة وأوضاعها الأمنية والمعاشية ستتحسن؟؟
لقد زاد إهمال وتقاعس المؤسسات الحكومية من جهة والصمت الإعلامي الذي لم يعد يغطي تلك المشكلة كما يجب، الطين بلة على كافة الأصعدة. علماً أنه وفي الوقت الذي قام الإرهابيون بالتفجير والتكسير والتخريب، فإن الحكومة العتيدة في حلب لا تزال تترنح في اعتماد الحلول، فمرة تعلن دعم الأحياء بالصهاريج ومرة أخرى تعلن عدم كفاية الصهاريج لتغطية متطلبات المدينة.
من الجدير بالذكر أن العديد من الصهاريج تذهب لـ «الأقرع ونائبو ودقاق الطبلة» كما يقول المثل الشعبي، أي إلى المسؤولين وذويهم الذين يتحكمون بأرواح المدنيين. ولم يعد المواطن الحلبي يعرف ماذا يفعل، فالإرهاب والإهمال أسقما حياته وحطما آماله بالخلاص, فالـ«الأنبع وزنبع ونطاط الحيط» سرقوا كل شيء، وضربوا بمسؤولياتهم اتجاه الناس عرض الحائط، وأصبح «الإرهاب» و«الأزمة» شماعاتٍ يُعلّق عليها كل إهمال وتقاعس دون أي محاسبة. وإذا اشتكى المواطن فالجواب الرسمي دائماً حاضر: «عليك بالصمود والتصدي»!!