تستمر واشنطن وبشكلٍ حثيث في توتير الأجواء في مضيق تايوان، وذلك على الرغم من الرسائل الصينية الواضحة في هذا الخصوص، مما بات يهدد باقتراب موعد رد الفعل الصيني الحاسم، وخصوصاً أن واشنطن قد تجاوزت بالفعل الخط الأحمر الذي سبق أن رسمته بكين، بعد أن وصل وفد برلماني أمريكي في زيارة رسمية إلى الجزيرة الصينية في تحدٍّ صارخ جديد للقانون الدولي.
أعلنت الصين أنها ستجري مناورات عسكرية واسعة النطاق في منطقة تايوان وذلك في ردّ على الاستفزازات الأمريكية الأخيرة.
يشتد الصراع الصيني الأمريكي حول تايوان بعد حملة تصعيدات أمريكية جديدة سواء بالشكل المباشر منها أو غير المباشر عبر حلفائها ووكلائها.
لم يكن من المستغرب أن تشهد الأجواء في محيط الصين توتراً إضافياً، وخصوصاً بعد التطورات الأخيرة في أوكرانيا، فالولايات المتحدة ستسعى بكل تأكيد لرفع درجة الضغط الذي سبق أن حافظت عليه في محيط الصين في السنوات القليلة الماضية، ولكن مغامرة من هذا النوع من شأنها أن تدفع العالم بشكلٍ أسرع باتجاه التحولات القادمة، التي مهما كان شكلها ستكون مناقضة لمصالح الولايات المتحدة.
شددت الصين مجدداً على جميع الأطراف المعنية بالوضع في أوكرانيا التحلي بضبط النفس ورفضت مصطلح «الغزو» الذي أوردته بعض وسائل الإعلام الأجنبية عن تحركات روسيا ضد أوكرانيا.
منذ العام الماضي، حازت ليتوانيا على اهتمام يفوق حجمها بكثير بسبب السماح لتايوان بفتح مكتب تمثيل لها في العاصمة فيلينيوس، الأمر الذي دفع الصين لسحب ممثليها الدبلوماسيين وسفيرها من ليتوانيا، وإيقاف الأعمال التجارية معها لكونها خرقت مبدأ «الصين الواحدة» الذي تعتمده الصين مع الجميع في علاقاتها الخارجية.
جزيرة تايوان الصغيرة باتت دون شك أحد ميادين الصراع الدولي بين الولايات المتحدة والصين، إدراك هذه الحقيقة البسيطة يلزمنا أن نقرأ «ملف تايوان» بعيداً عن كلام واشنطن الفارغ الذي تحاول من خلاله جعل الموقف من تايوان هو «مقياس ديمقراطية» الدول.
يبدو أنّ الشعور بالرضا الذي نجم عن القمة الافتراضية بين بايدن وشي جين بينغ، قد اختفى كما اختفى الرضا الذي نجم عن القمّة الروسية الأمريكية التي حدثت في جنيف في يونيو/حزيران الماضي. بعد الحديث الأمريكي مع روسيا عن محاولة الوصول إلى علاقة «مستقرة ويمكن التنبؤ بها»، سمعنا أحاديث عن الحرب. وكذلك الأمر بعد المحادثات مع الصين.
ذكرت وسائل إعلام صينية أن الرئيس شي جين بينغ، أكد لنظيره الأمريكي جو بايدن، أن بكين سيتعين عليها اتخاذ «إجراءات حاسمة» إذا تجاوزت القوى المؤيدة لاستقلال تايوان «الخط الأحمر».
قال هو شيجين، محرر صحيفة غلوبال تايمز التابعة للدولة في الصين، إنّ أستراليا يجب أن تكون «مستعدة للتضحية» إذا تم اتخاذ القرار للدفاع عن تايوان.
