واشنطن تشجع تايوان على الاستقلال!
لم يكن من المستغرب أن تشهد الأجواء في محيط الصين توتراً إضافياً، وخصوصاً بعد التطورات الأخيرة في أوكرانيا، فالولايات المتحدة ستسعى بكل تأكيد لرفع درجة الضغط الذي سبق أن حافظت عليه في محيط الصين في السنوات القليلة الماضية، ولكن مغامرة من هذا النوع من شأنها أن تدفع العالم بشكلٍ أسرع باتجاه التحولات القادمة، التي مهما كان شكلها ستكون مناقضة لمصالح الولايات المتحدة.
بدأت الولايات المتحدة مؤخراً بالقيام ببعض التحركات التي من شأنها أن ترفع من درجة التوتر في مضيق تايوان، ففي 28 من شهر شباط الماضي أرسلت الولايات المتحدة وفداً برئاسة رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة السابق مايك مولين، ويرافقه كلاً من النائبة السابقة لمستشار الأمن القومي في عهد الرئيس بوش، ميجان أوسوليفان، ووكيلة وزارة الدفاع السابقة في عهد أوباما، ميشيل فلورنوي بالإضافة لبعض الشخصيات العسكرية. الخطوة التي رأت فيها الصين خطوة أمريكية مشبوهة، وخصوصاً أنها تزامنت مع ازدياد عبور السفن الحربية الأمريكية من المضيق، فبحسب بيان رسمي، حذرت وزارة الخارجية الصينية واشنطن بدفع ثمنٍ باهظ لأفعالها التي تعد بمثابة «رسالة لدعم استقلال تايوان» واعتبرت الخارجية: أن هذه التصرفات لن تؤدي إلّا إلى تسريع انهيار القوى الساعية لاستقلال تايوان.
التحذير الصارم
أشارت وزارة الخارجية الصينية بشكلٍ واضح إلى أن بكين ستواجه هذه المحاولات بردٍ ساحق عند الضرورة، ووضح البيان ذلك: «إذا حاولت الولايات المتحدة ترهيب الصين، والضغط عليها بهذه الطريقة، فلدينا هذا التحذير الصارم: ما يسمى الردع العسكري سوف يتحول إلى نفايات حديدية عند مواجهة السور العظيم الحديدي المتكون من 1.4 مليار صيني». هذه اللهجة الحادة في الخطاب الصيني تهدف إلى محاولة ردع الولايات المتحدة عن القيام بأي نوعٍ من الحماقات، ولكنها بالوقت نفسه ترسل إشارة واضحة إلى أنها ماضية في إعادة توحيد الصين، فبكين تدرك أنها قادرة على احتواء تايوان في وقت قياسي نسبياً، إذا لم تحاول الولايات المتحدة التدخل في المسألة، فبكين صادقة عندما تتحدث أنها عازمة على إنجاز هذه المهمة بالوسائل السلمية، ولكنها مضطرة للتعامل مع التدخل الأمريكي السافر في المسألة بنوعٍ من الحزم. أملاً في تجنب الصدام.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1060