د.أسامة دليقان

د.أسامة دليقان

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ضدّ «صنميّة النقاء»... المقاومة بين العِلم التحرّري والأيديولوجيا

«إن كان ولعك بـ(صنميّة النَّقاء) يطالبُ بثورةٍ مناهضة للاستعمار بلا دماء، فسوف يكون مصيرك إدانةَ حركات التحرر التي تشنّها الشعوب المستعمَرة. وسوف تكون مقيداً بلعب دور المدافعين عن الإمبريالية... وسيكون (انحيازك) إلى المضطهَدين مشروطاً دوماً ببقائِهِم مضطهَدين؛ فلن تكون معهم إلا بقدر ما يبقون ضحايا، ولكنك لن تكون معهم أبداً عندما يقاومون ويصبحون قوة تحررية». بهذا الانتقاد افتتح الشيوعي الكوبي-الأمريكي كارلوس غاريدو مقالاً هامّاً من حيث وضوح الموقف تجاه «طوفان الأقصى» بعد أيام قليلة من السابع من أكتوبر 2023.

إنجلس وغرامشي عن استراتيجية حرب الاستنزاف بدلاً من «ضربة واحدة»

في مقدمة إنجلس لكتاب ماركس «النضال الطبقي في فرنسا»، والتي كتبها إنجلس في العام الأخير من حياته، بتاريخ 6 آذار 1895، نراه يلفت انتباهنا إلى أنّ ظروفاً وتغيّرات تاريخية معيّنة تضطرّ المناضلين إلى استراتيجية الكفاح الطويل، سواء السياسي أو العسكري، عبر «حرب استنزاف»، أيْ بالنضال عبر ما وصفه بـ«كسب موقع تلو الآخر في غمرةٍ من النضال العنيد القاسي... عوضاً عن إحراز النصر بضربةٍ حاسمة واحدة»، وهي فكرةٌ عبّر عنها إنجلس في مناسبات أخرى كذلك، ولاحظ باحثون بأنّها كانت استباقاً لفكرة «حرب المواقع» لدى غرامشي.

«الهندسة الاجتماعية» الرأسمالية وتطويع العمّال

اضطرت الرأسمالية المنظَّمة عبر تطوّرها التاريخي إلى التعامل مع مشكلة المقاومة التي تبديها القوى العاملة ضدّ شروط الاستغلال التي يتم إخضاعهم لها، وبدأ ذلك منذ نشوء نظام المَصنَع. فخلال العقود القليلة الأولى من تطوّره، كانت الإجراءات القسرية فعالة عموماً لضمان تشغيلٍ انسيابي للعملية الإنتاجية الرأسمالية، وذلك لأنّ العمّال كانوا في فاقة وعوز شديد من جهة، ويفتقرون إلى الخبرة التنظيمية والوعي الطبقي الكافي من جهة ثانية.

ملف الأضرار الجانبية للقاحات الغربية إلى الواجهة مجدداً stars

بحسب مقال نشرته صحيفة التلغراف مؤخراً (17 آب الجاري 2024)، فإنّ نحو 14 ألف شخص في بريطانيا طالبوا بالتعويض عن العجز والأضرار الصحية التي لحقت بهم جرّاء لقاحات كوفيد-19 التي تلقّوها وأغلبيتهم العظمى (97%) تلقوا تحديداً لقاح أسترازينيكا.

التعاون الروسي-الإيراني في سياق الردّ وما بعد الردّ stars

زار سيرغي شويغو طهران في الخامس من آب الجاري، بصفته السكرتير الحالي لمجلس الأمن الروسي، وذلك في أعقاب انتقال التصعيد في المنطقة إلى مستوى جديد بعد قيام الاحتلال الصهيوني باغتيال كل من فؤاد شكر القائد العسكري الأول في حزب الله اللبناني، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، في 30 و31 تموز الماضي على التوالي.

نظرية ميزان القوى لدى غرامشي (1) - الاجتماعي والسياسي

كتب أنطونيو غرامشي في الدفتر الرابع من دفاتر سجنه ملحوظة طويلة تبدأ بما يلي: «العلاقات بين القاعدة المادية والبنى الفوقية هي برأيي المسألة الحاسمة في المادية التاريخية. ويمكن العثور على ضالّتنا في هذا الصدد استناداً إلى الأسس التالية: 1- المبدأ القائل بأنّه لا يوجد مجتمع يضع لنفسه مهمات، ما لم تكن الشروط اللازمة والكافية لإنجازها قد وجدت سلفاً [أو في طور الظهور والتطوّر]. 2- ما مِن مجتمعٍ يزول قبل أن يطوَّر أولاً جميع أشكال الحياة المتضمنة في علاقاته الداخلية».

العلاقات الروسية-الإيرانية نحو «معاهدة استراتيجية تاريخية» stars

من المرتقب أن توقع روسيا وإيران اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة فيما بينهما قريباً، حيث أعلن الجانب الروسي في 23 تموز 2024 عن إنجاز البلدين لكل التحضيرات لتوقيع الاتفاقية التي توصف بأنها «حدثٌ تاريخيّ بامتياز». وأشار الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان في محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى أنّ طهران مستعدة لتوقيع الاتفاقية خلال قمة «بريكس» في مدينة قازان الروسية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.

ماركس في عصر الروبوت والذكاء الاصطناعي

أخذت تنتشر فكرة إمكانية وجود «عالَمٍ بلا عَمل»، على نحو خاص منذ بدأت أزمة «الركود العظيم» الرأسمالية عام 2008. وما زالت تتنامى النقاشات والتنظيرات في الاقتصاد والعلم والثقافة حول أحدث تطويرات الأتمتة والحوسبة والروبوتات والذكاء الاصطناعي. وكلّما ظهر اختراع جديد في هذه المجالات، تتجدّد المخاوف التي تتراوح في طيفها ما بين القلق من توسّع «البطالة التكنولوجية» إلى شطحات الخيال العلمي حول نهاية كارثية سوداوية للنوع البشري إما كعبيد لروبوتات «أذكى من الإنسان» وتتحكّم به، أو حتى انقراض النوع البشري وخضوع الكوكب لحكم «الآلات الذكية».

«شاشة الموت الزرقاء» وعواقب الخضوع للاحتكار الإمبريالي

تسبب أكبر انقطاع في التاريخ لأنظمة تكنولوجيا الاتصالات والحوسبة التابعة لشركة مايكروسوفت، يوم الجمعة 19 تموز 2024، بإحداث فوضى عالمية وخاصةً في الغرب، في حين لم تتأثر روسيا والصين، وتم احتواء الأضرار في بلدان أخرى أقل استقلالاً، بفضل خطط طوارئ أو بدائل عوضاً عن الثقة العمياء بالشركة الأمريكية. وكان الانقطاع خطيراً لدرجة تهديد أمن أو حياة ملايين البشر، ولا سيّما أنّ من المنظومات المتعطلة مطارات واتصالات طوارئ ومستشفيات وبنوك، وغيرها من قطاعات حيوية. ومع أنّ معظم وسائل الإعلام ركّزت على السبب المباشر الآنيّ للمشكلة، وهو تحديث برنامج من قبل شركة الأمن السيبراني «كراود سترايك» لمصلحة أنظمة تشغيل ويندوز مايكروسوفت (وكلاهما أمريكيتان)، ورغم الميل لتبرئة مايكروسوفت من المسؤولية، وتحميلها للشركة الأصغر، لكن الحقيقة هو أنّ سيناريو كهذا لطالما كان متوقعاً وحذّر منه خبراء بأمن المعلومات منذ أكثر من 20 عاماً، وذلك بالتحديد بناءً على تحليلهم انتهاكات مايكروسوفت لقواعد أمان علميّة معروفة بدافع مصالحها الاحتكارية والأنانية.

ماركس ضدّ تشومسكي (2) - موجز للنظرية الماركسية في نشوء اللغة

سنعرض فيما يلي أبرز الموضوعات حول اللغة ونشوئها كما قدّمها ماركس وإنجلس ومن بعدهم عدة علماء ماركسيين وخاصةً من مدرسة فيغوتسكي-لوريا-ليونتييف. كان أليكسي أليكسيفيتش ليونتييف (1931–2007) عالماً في اللغة والسيميائيّات (علم الإشارات والرموز ومعانيها). أما أليكسي نيكولايفيتش ليونتييف (1903–1979) فكان عالم نفس تطوّري سوفييتي، وأحد مؤسسي «نظرية النشاط». وكلاهما من تلاميذ فيغوتسكي (1896–1934) صاحب «النظرية الثقافية التاريخية». كما كان العالم السوفييتي ألكسندر رومانوفيتش لوريا (1902–1977) أبا علم النفس العصبي الحديث ومساهماً بتأسيس «علم النفس الثقافي التاريخي» كمُعاوِن لليف فيغوتسكي.