إيمان الذياب

إيمان الذياب

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

لا أكذب ولكنّني أتجمل!

كلّما زاد القبح زادت الحاجة للجمال، وليس ثمة ما هو أقبح من الحرب ومفرزاتها. عندما تكون الحياة معلّقة يملؤها التوتر والقلق والحزن العميق، والشعور بفقدان الأمان أو فقدان المعنى والهدف من الوجود، يلجأ الإنسان إلى البحث عن حلول تخرجه من حالته النفسية.

من وحي الطوابير!

ربما لم يمر على البشرية كلها زمن أصعب من هذا الذي نعيشه اليوم، زمن تجمعت فيه المشكلات المتنوعة والمتعددة وأصبحت كتلة متشابكة ومترابطة لدرجة لا يمكن معها حل أي مسألة لوحدها دون النظر إلى المجموع الكلي والأهم أنه لم تعد هناك إمكانية للتأجيل ولا للترقيع والإسعافات الأولية، بل تتطلب كتلة المشكلات هذه حلولاً جذرية.

لا عين ترى ولا أذن تسمع

ثمة من حاول ويحاول تشتيت الناس وإبعادهم عن بعضهم بعدة أشكال بهدف تشتيت قواهم أولاً، واحتوائهم والتحكم بمصيرهم لاحقاً، سواء قبل الأزمة أو أثناءها، وما زال ذلك يجري على قدم وساق. ولكن الواقع يفرض نفسه على الجميع، فكما أن لكل ظاهرة أكثر من وجه وسبب، كذلك لها أكثر من نتيجة، اليوم يجتمع السوريون أيضاً بأشكال متعددة، تجمعهم هموم واحدة وشعور بالذل والبؤس والشقاء.

على حافة الوجع!

في معركة البقاء اليومية، يحاول السوريون التأقلم مع كل جديد، ولا يمر يوم دون جديد، إذ يحمل لهم كل صباح جديداً أسوأ من سابقه. (ننام على حال ونصحو على حال لم يكن بالحسبان، لا مشكلة مع الجديد سوى أنه يسير من سيِّئ إلى أسوأ...)، هكذا يقول لسان حالهم.

الشيطان والتفاصيل الصغيرة!

«يامحلا أيام الحرب» تتردد هذه الجملة بين كثير من السوريين، ليس لأنهم شعب عنيف ولا لأنهم يحبون القتال، بل لأنهم يعانون الأمرين في معركة البقاء اليومية.

أولاً المقاطعة وتالياً الاستغناء

قد ينسى كثيرون، ممن ليس مهتماً بالشأن العام أو الشأن الفلسطيني، ولكن للمفارقة، يقوم الكيان الصهيوني خلال اعتداءاته المتكررة بالتذكير بقضية أصبحت اليوم محوراً للاهتمام العالمي بعد العدوان الأخير على غزة، لقد غيرت عملية طوفان الأقصى المعادلات السابقة للصراع بين قطبين، يمثل أحدهما الواجهة لأعتى قوة غاشمة في العالم، وتمثل الأخرى شعباً تعرض لأشد أشكال الاضطهاد ولكنه أثبت اليوم قدرته على المقاومة وإمكانية الانتصار.

سلاح جديد.. المقاطعة وإنتاج البديل!

يُشكّك كثيرون بجدوى دعوات مُقاطعة البضائع «الاسرائيلية» وفاعليّتها التي رافقت الاحتجاجات العالمية الواسعة والمتنوعة ضد إرهاب الكيان الصهيوني منذ بدء طوفان الأقصى، وكانت أحد أشكالها.

البلاد التي نحبها

تشترك غالبية مدن العالم في هذا العصر بانقسامها فعلياً إلى مدينتين، واحدة للأغنياء، تسطع أضواؤها من بعيد، شوارعها معبدة ونظيفة، منازلها واسعة بنوافذ عريضة يلعب فيها الهواء وحدائق مزينة بالشجيرات والأزهار. والأخرى للفقراء، تمتلك كل الصفات المعاكسة للأولى، لا كهرباء ولا إضاءة، بيوتها متراصة فوق بعضها البعض، لا تهوية ولا شمس تدخلها..

ثمة شعبٌ كهذا

لم تعرف الأم بماذا تجيب طفلتها ذات ثلاث السنوات العائدة من الروضة وهي تظهر لأمها «أحسنتِ» كبيرة بالأحمر نالتها من مشرفتها لأنها لوّنت علم فلسطين، عندما سألتها فجأة وبنبرة بريئة: «ماما، كل الأطفال بيموتوا ولّا بس الأطفال الفلسطينيين؟.»

معركة غزة.. ورقة عباد الشمس

إذا كانت الحروب تظهر الوجوه الحقيقية للبشر فإن معركة غزة اليوم أظهرت الوجوه والقلوب ومعادن الناس أيضاً، إنها مثل ورقة عباد الشمس. تعددت وجوه المعركة وعلى أكثر من محور، فهي حرب عسكرية وسياسية وإعلامية وإنسانية وأخلاقية.. إلخ. ويطول النقاش في كل محور على حده.