قاسيون
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
مرّ أسبوعان على اشتعال الأحداث الدموية والمأساوية التي حلّت بمحافظة السويداء السورية، ومرت بضعة أيام على انتهاء الطور العسكري الساخن منها؛ ومنذ اشتعال الأحداث وحتى اليوم، تعاني المحافظة من نقص كبير في كل المواد الأساسية، من طحين ومحروقات وخضروات ومواد غذائية وأدوية، إضافة إلى استمرار التردي الكبير في وضع الكهرباء والمياه والاتصالات.
نعزيكم ونعزي أنفسنا برحيل القامة الثورية والفنية والإنسانية الكبيرة، الرفيق زياد الرحباني، الذي تحوّل بعبقريته الفنية والأدبية إلى تجسيدٍ حي للصراع المستمر ضد الظلم وضد النفاق بأشكاله كلها.
الأجر بالنسبة للعامل هو مقابل لما بذله من تعبه وقوة عمله، وهذا صحيح اقتصادياً، لكنّ انعكاس هذه الحقيقة الاقتصادية أوسع على حياة العامل. لذا حددت غالبية دول العالم الحد الأدنى للأجر بحيث يستطيع أن يؤمن للعامل مستوى لائقاً من المعيشة، وهذا لم يكن سوى ثمرة نضال أممي للعمال ومنظماتهم في مختلف دول العالم، حتى الرأسمالية منها، التي اضطرت للتنازل عن بعض الحقوق الطبيعية للعمال تحت ضغط انتشار الأفكار الاشتراكية في القرن الماضي.
نادت «قاسيون» خلال الأشهر الماضية، وبشكل ثابت ومتكرر منذ سقوط السلطة السابقة، بضرورة عقد مؤتمر وطني عام، يكون بمثابة مؤتمر إنقاذ وجميعة تأسيسية؛ يجمع السوريين بمختلف تياراتهم السياسية والاجتماعية، ويسمح بصياغة توافقات حقيقية بينهم على شكل دولتهم، والعقد الاجتماعي ضمنها بمختلف مجالاته، الاقتصادية والإدارية والسياسية وإلخ، ليكون منصة انطلاقٍ نحو بناء سورية جديدة موحدة يقررها الشعب السوري بما يخدم وحدة بلاده ومصلحتها وكرامتها واستقلالها.
آفة قسم كبير من السلطات التي تعاقبت على سورية عبر عقود طويلة، بل وقسم من القوى السياسية في سورية، هي أن أنظارها بقيت موجهة إلى الخارج وطلباته وتوازناته طوال الوقت، ولم تعر الداخل أي اهتمام، أو وزن حقيقي في صياغة سياساتها.
في ظل واقع استثنائي تعيشه سورية منذ أواخر عام 2024 وحتى اليوم، تصاعدت الأصوات الطلابية المطالبة بإعادة الدورة التكميلية لطلاب الشهادة الثانوية العامة لعام 2025، التي أُلغيت رسمياً بقرار من وزارة التربية السورية.
أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً شديد اللهجة حول تدهور الوضع الصحي في محافظة السويداء، واصفةً المشهد بأنه «قاتم» ويستدعي تدخلاً عاجلاً على المستوى الإنساني والدولي.
بعد أكثر من 14 عاماً من الحرب والانهيار السياسي والاقتصادي والتدهور الاجتماعي، تقف سورية اليوم على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط تحذيرات متكررة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية.
رغم الوعود الرسمية المتكررة من الجهات المعنية بتحسين الواقع الكهربائي في سورية، إلا أن الشارع السوري لم يلمس أي تغيير فعلي يُذكر. بل على العكس، ازدادت ساعات التقنين في كل المحافظات، خاصة في المناطق الريفية، في وقت بات فيه التيار الكهربائي أشبه بالزائر العابر، لا يُعوَّل عليه في أي تفاصيل حياتية يومية.