الحرب.. بين الصورة والحقيقة
معظم المحطات الأمريكية، تبث صوراً لاتعكس، الصورة الحقيقية للحرب، ولكن كيف يتم ذلك؟
معظم المحطات الأمريكية، تبث صوراً لاتعكس، الصورة الحقيقية للحرب، ولكن كيف يتم ذلك؟
باعتبار أنّ الولايات المتحدة قد شنت ثلاث مراتٍ حرباً بانتهاكٍ كاملٍ لميثاق الأمم المتحدة، وأنّها ارتكبت ثلاث مرات «جريمةً دوليةً كبرى» ضد يوغوسلافيا وأفغانستان والعراق - فكان بوسعنا توقع أن توقظ التحضيرات لاعتداءٍ رابع، بعد بضع سنواتٍ فقط، لكن هذه المرة ضد إيران، في الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو داخل أكبر المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدولية – وكذلك في صفوف صحافتنا الحرة، التي يفترض أنها أخلاقية ومستقلة - جوقة احتجاجاتٍ وأفعالاً وقائية، مثل رفع دعوى في مجلس الأمن بموجب الفصل السابع المتعلق بـ«التهديدات ضد السلم»، وكذلك تعبئة بالإجماع لصالح عقوباتٍ دبلوماسية واقتصادية على الولايات المتحدة. لكن لم يحصل شيء من ذلك! ففي الحقيقة، توصلت إدارة بوش إلى تعبئة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة – وأولى مهامها «الحفاظ على السلام والأمن الدولي» - وكذلك الصحافة الحرة، لتسهيل هذا الاعتداء الرابع.
في تبرير جديد لضخامة حجم الإنفاق العسكري الأمريكي تقول الأوساط المقربة من الإدارة الأمريكية ومجمعها الصناعي العسكري الاحتكاري إن اعتماد أمريكا على الجو يمنحها تفوقا عسكرياً ولكنه يجعل أقمارها الصناعية عرضة لبيرل هاربر في الفضاء أي أن هذا التفوق قد يصبح مهدداً في المستقبل ما يعني ضمن المنطق الاستباقي الأمريكي ضرورة حماية تلك الأقمار، أي بالأحرى ضرورة إنفاق مبالغ إضافية على ذلك السباق الوهمي في ميدان التسلح.
رفضت إدارة جورج بوش التخلي عن المحاكمات العسكرية لمعتقلي غوانتانامو على الرغم من قرار المحكمة العليا الأمريكية الذي قضى بعدم قانونية هذه المحاكمات، وهو الحكم الذي اعتبرته كبرى الصحف الأمريكية انتصارا للقانون، ورآه بعض المراقبين إبرازاً لصراع بين الإدارة الأمريكية والمحكمة العليا في حين رآه آخرون مجرد مناورة قابلة للانتهاء شكلياً في وجه تعالي لأصوات المطالبة بإغلاق معتقل غوانتانامو وسط توالي الفضائح عن مجريات ما يتعرض له نزلاؤه.
مع تصاعد التهديدات الأمريكية لأفغانستان، بدأت تتوضح معالم حربها الجديدة، والمادة التالية المنشورة في (27) أيلول في صحيفة «روسيا السوفيتية» ، تلقي الضوء على أحد السيناريوهات المحتملة لتطور الأحداث:
ستة أيام فصلت بين اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الباسلة / الثانية/ .. وتظاهرة دمشق بعد أن احتشد مئات الطلاب أمام كلية الحقوق في جامعة دمشق رافعين شعار: «درب الألف ميل يبدأ بإحراق علم إسرائيل»... وبشكل عفوي انضم إلى الطلبة آلاف المواطنين بعد أن وجدوا متنفساً لمشاعر الحقد والكراهية على الجرائم الصهيونية، وتألق أبطال الانتفاضة بالتصدي لقوات الاحتلال الغاشمة... وكانت أقدام المتظاهرين تتسابق للدوس على الأعلام الإسرائيلية المحترقة... وهدر الشارع بالهتافات الوطنية والأناشيد الثورية...
المظاهرات الشعبية المنددة بقرع الإدارة الأمريكية وحلفائها طبول حربها العالمية الجديدة اعتباطيا ودون أدلة واضحة ولغايات ثمنها دم أبرياء جدد تتصاعد في غير مكان من العالم بدءاً من واشنطن بالذات:
اشتداد مأزق الحرب الأمريكية.. وتصاعد الاحتجاج العالمي
تزامناً مع ارتفاع عقيرة طبول الحرب العالمية المنشودة أمريكياً من خلال الحشود العسكرية والتحركات السياسية والإجراءات الميدانية في المعركة الوهمية ضد الإرهاب، والتي يراد من خلالها قلب معايير العالم لصالح الطاغوت الرأسمالي الأمريكي الصهيوني، عمّدت انتفاضة الأهل في فلسطين المحتلة سنتها الثانية بدماء المزيد من الشهداء والجرحى فيما يواصل الكيان الإسرائيلي ممارسة أبشع أشكال الإرهاب والصلف.
تعد الإمبريالية الأمريكية العّدة لحملة عالمية ضد الشعوب، فآلتها العسكرية عطشى للدماء، ودولارها لا ينتعش إلا بشلالات منها. وهي تحت هذه الحجة أو تلك تريد أن تثبّت أركان إمبراطوريتها العالمية، متوهمة أنها قادرة على أن تصبح قطباً أوحد إلى الأبد.
تستمر في المكسيك منذ عام 1984 ثورة تحت راية القائد الفلاحي التاريخي في أوائل القرن العشرين "زاباتا"، ويقود الحركة اليوم الكومندان "ماركوس". لقد رفعت قبائل المايا القديمة والمثقفون اليساريون راية الكفاح المسلح ضد العولمة الرأسمالية والفقر واللامساواة من أجل حكم ذاتي هندي.